يحاول يومياً وعلى مدار 24 ساعة أصحاب النفوس الضعيفة ادخال السموم والممنوعات إلى هذا البلد العظيم، الذي يحظى بالأمن والأمان، إلا أن رجال الجمارك البواسل سخروا أنفسهم لحماية هذا الوطن وشعبه حيث تعتبر الجمارك هي خط الدفاع الأول في أي بلد، والجمارك السعودية تُبلي بلاءً حسناً في ضبط ومتابعة المنافذ البرية والجوية والبحرية، وما تحقق من إنجازات نحمد الله عليها هي درء للمخاطر الموجهة للمملكة، وما يحاك لهذه البلاد من أمور مقصدها التأثير على أبناء هذه البلاد، وقد كانت لإنجازاتهم وجهودهم الكبيرة الأثر الكبير في نفوس المواطنين. تستقبل الجمارك سنوياً أعداداً هائلة من المسافرين والبضائع، بالإضافة إلى جهود الدائرة في حماية المجتمع من أخطار تهريب المواد الممنوعة، واليقظة لمختلف الأساليب التي قد يلجأ إليها المهربون لتحقيق أهدافهم غير المشروعة. وتحرص إدارة الجمارك على توفير كفاءات مهنية، تتميز بخبرات ومعرفة متطورة لأساليب التهريب، حيث يتمتع الموظفون بمهارات عالية يتم تعزيزها بدورات تدريبية متخصصة للتعرف على أنواع المخدرات والممنوعات بصفة عامة وأساليب التهريب المحتملة وطرق التفتيش ولغة الجسد، وغيرها مما يعينهم على أداء مهامهم في تحقيق رؤية الجمارك ورسالتها وقيمها والتي يأتي في مقدمتها: حماية المجتمع. وقد دخلت (اليوم) لتروي لكم قصص محاولي التهريب على لسان مفتشي الجمارك. يستخدم القرآن للتمويه وذكر مفتش الجمارك (م . ن) في أحد الأيام قدمت مركبة بقيادة أحد المسافرين، وعند اتجاهها نحو المسار المخصص لها؛ لإنهاء الإجراءات الجمركية رفع قائدها صوت قارئ القرآن الكريم بشكل ملحوظ عبر "مسجل المركبة" وعند قيامي بالإجراءات الجمركية تم العثور معه على كمية من الخمور، كانت مُخبأة في أماكن متفرقة في المركبة. وأضاف (م . ن) تقدمت بطلب توظيف في الجمارك السعودية لما علمته من دور مهم وفاعل يؤديه هذا القطاع الحيوي في حماية مقدرات هذه البلاد الغالية علينا، وذلك بمنع دخول أي من الممنوعات إلى المملكة، ونحن كمنسوبي الجمارك العاملين بالمنافذ الجمركية نعمل متوكلين على الله -عز وجل- في كل أمورنا، ولا ننظر إلى أي أمر من تهديد أو خلافه لأننا بحماية الله سبحانه قبل كل شيء وقد باشرت عملي هنا في جمرك البطحاء بروح الموظف النشط والهمّة العالية، وتفاعلت مع زملائي أصحاب الخبرة الكبيرة في العمل الجمركي، حيث استمعت لتوجيهاتهم ونصائحهم مما كان له الأثر البالغ على مستوى أدائي في العمل الموكل إلي. مخدرات بطعم الفاكهة ويروي مفتش الجمارك (ع . س) في إحدى المرات وعند قيامي بالإجراءات الجمركية المعتادة لإحدى الإرساليات الواردة التي كانت عبارة عن "فواكه" محمولة على إحدى الشاحنات عثرتُ على مخبأ سري مغطى بالزيوت المحروقة للتمويه، حيث تم تجهيز هذا المخبأ في مقدمة الشاحنة لغرض التهريب، وبعد فتحه والتأكد مما بداخله تم العثور على 800 ألف حبة كبتاجون، ومن توفيق الله، في هذه المحاولة التي تم احباطها أنني كنت قد تلقيت دورة تدريبية قبل اسبوع واحد فقط من احباط هذه المحاولة وتم تدريبنا في هذه الدورة على طريقة التهريب التي تمت في هذه العملية. وأضاف (ع . س) كان للدور المهم الذي تقوم به الجمارك السعودية في حماية الوطن والمواطن أكبر الأثر في نفسي للالتحاق بها، وأن أُصبح أحد منسوبي الجمارك المساهمين في تحقيق هذا الدور وبعدما تم ابلاغي بالموافقة على قبولي في الجمارك السعودية انتظرت اليوم الذي أنخرط فيه في العمل الجمركي، وأن أقوم بالدور المهم الذي يقوم به زملائي في كافة المنافذ الجمركية (البرية، البحرية والجوية) قدرات منسوبي الجمارك وأشارت إدارة الجمارك إلى أنه بلغ عدد محاولات التهريب التي تم احباطها منذ بداية العام الحالي 1436ه وإلى الآن 3000 محاولة تهريب لأنواع كثيرة من السلع والمواد الممنوعة والمقيّدة، بما فيها السلع المقلدة والمغشوشة وتتعدد أنواع المواد والسلع الممنوعة والمقيدة التي يحاول المهربون تهريبها إلى المملكة عبر منفذ البطحاء، ومن هذه الممنوعات التي يتم إحباط محاولة تهريبها عبر المنفذ الخمور والمخدرات بأنواعها، بالإضافة إلى سلع أُخرى مُقيدة يتم ضبطها مثل الأجهزة اللاسلكية والصواعق وأقلام الليزر، والسلع المقلدة والمغشوشة، وبالنسبة للصادر من المملكة هناك المحاولات لتهريب المشتقات البترولية، وأيضاً المبالغ النقدية والمعادن الثمينة، إلا أن أكثر ما يتم ضبطه في جمرك البطحاء هو ما يرد من محاولات التهريب للسلع المغشوشة والمقلدة والمشروبات الكحولية، وكذلك ما تتم محاولته من تهريب للمنتجات البترولية المقيّد تصديرها. ويُعد معهد التدريب الجمركي التابع للجمارك السعودية، الرافد الرئيس لبناء قدرات منسوبي الجمارك السعودية وتطوير مهاراتهم من خلال البرامج التدريبية والفعاليات التي يُنظمها، وقد وقعت الجمارك السعودية في عام 2011م مذكرة تفاهم مع منظمة الجمارك العالمية باعتماد معهد التدريب الجمركي التابع للجمارك السعودية مركزاً إقليمياً للتدريب، وقد بلغ عدد المتدربين من دول الإقليم والدول العربية "397" مشاركاً، وفي هذا الجانب أيضاً تولي مصلحة الجمارك العامة اهتماماً بالغاً بالابتعاث الخارجي والإيفاد الداخلي للحصول على درجتي الماجستير والبكالوريوس. كما تقوم مصلحة الجمارك العامة بالتنسيق مع الجهات الحكومية المختصة والشركات والمعاهد الأهلية؛ لتلبية الاحتياجات التدريبية لمنسوبيها وذلك لتزويدهم بالمهارات التي يحتاجون إليها لتنفيذ المهام الموكلة لهم على الوجه الأكمل. وعن نوعية البرامج التي يتم تدريب منسوبي الجمارك عليها، هناك برامج في مجالات متعددة يتطلبها العمل الجمركي يصعب حصرها في هذا اللقاء ومنها البرامج التدريبية التي تُعنى بمكافحة التهريب بكافة أنواعه، وبرامج تدريبية تتعلق بالإجراءات الجمركية وآلية وضوابط الفسح الجمركي لكافة الواردات والصادرات. كما أنه يتم باستمرار عقد ورش عمل وملتقيات تُساهم في بناء قدرات وتطوير مهارات منسوبي الجمارك.
