أخيرا أسدل الستار على مباريات دوري الدرجة الاولى المثير جدا، منتصف الاسبوع الماضي بصعود الاحمرين، وأعني بهما القادسية والوحدة الى دوري جميل للمحترفين الموسم المقبل، وهبوط ثلاثة فرق الى الدرجة الثانية وهم حطين وأبها والصفا الى مصاف دوري اندية الدرجة الثانية، وكالعادة لم تتضح هوية الفريقين الصاعدين الى دوري جميل للمحترفين الا بعد نهاية مباريات الجولة الاخيرة (الجولة الثلاثون)، وحقق الامبراطور القدساوي درع دوري الدرجة الاولى بكل جدارة واستحقاق برصيد 63 نقطة، ورافقه فرسان مكة في المركز الثاني برصيد 62 نقطة، فيما فرط مارد الدمام في فرصة الصعود التي كانت في متناوله في الامتار الاخيرة كعادته بعد ان كان متصدرا لفرق دوري الدرجة، معظم الجولات وبفارق نقطي مريح وصل الى 9 نقاط، واعتقد النهضاويون أن صعودهم لدوري جميل للمحترفين مسألة وقت ليس إلا، وحدث ما لم يكن في الحسبان، ولم يحسب للقادمين من الخلف حسابا، و (وقع الفاس في الراس) وأضاعوا فرصة عمرهم في تحقيق الحلم الكبير، بسبب ضعف وقلة خبرة لاعبيه وضعف دكة الاحتياطي، وتساهل لاعبوه في التفريط بنقاط مباريات سهلة بالخسارة او التعادل. القادسية بشبابه الرائعين أعاد امجاد الزمن الماضي الجميل، كفريق وُلد في الدوري الممتاز، وهو اول ناد بالمنطقة الشرقية لعب في الدرجة الممتازة، وأول ناد سعودي يحقق بطولة آسيوية وسار بخطى ثابتة على الرغم من تعثره في البداية مع المدرب الصربي جوكيكا، وتم إلغاء عقده في الوقت المناسب، وتعاقد مع المدرب التونسي القدير جميل بلقاسم، الذي يملك خبرة كبيرة في دوري الدرجة الاولى، وقاد فريقي الانصار والعروبة الى دوري الاضواء، واستطاع ان يبقي العروبة موسما واحدا في دوري جميل للمحترفين، وبمجرد إلغاء عقده مع العروبة لسوء نتائج الفريق هذا الموسم في دوري جميل للمحترفين، قررت الادارة القدساوية برئاسة الصديق المتحمس معدي الهاجري التعاقد معه، وكانت خطوة تصحيحية تنم عن رؤيا ثاقبة للادارة القدساوية وصبرت عليه حتى ظهرت بصمات جميل على اداء ونتائج الفريق، خصوصا في مباريات الدور الثاني حيث لم يخسر أي مباراة وتقدم بسرعة الصاروخ إلى صدارة فرق دوري الدرجة الاولى في الجولة قبل الاخيرة، واثبت انه فريق ثقيل فنيا، وأنه يملك مواهب شابة وواعدة، ينتظرها مستقبل كبير واتمنى ان يحافظ النادي عليهم ويرفض بيعهم وانتقالهم للاندية الكبيرة، التي تلعب في دوري جميل للمحترفين. * الوحدة تفوق على نفسه، وعلى المشاكل الادارية التي كادت ان تعصف بالفريق الى غياهب الظلام بعد استقالة رئيس النادي الاستاذ حازم اللحياني بسبب محاربته من الوحداويين، وتم تكليف الدكتور محمد بصنوي لرئاسة النادي من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل تدهور اوضاع النادي من جميع الجوانب الادارية والمالية وتردّي نتائج الفريق في دوري الدرجة الاولى في عهد المدرب الجزائري جمال منّاد مع انه لم يخسر أي مباراة، ونجحت ادارة النادي في تصحيح اوضاع الفريق بالتعاقد مع المدرب الارجواني خوان رودريجيز الذي كانت بدايته ضعيفة بخسارته في أربع مباريات وتعثر بالتعادلات، ثم قاد الفريق للانتصارات مع مرور الوقت، واستبشرت الجماهير الوحداوية بالمدرب الذي تعرّف على قدرات لاعبيه، على الرغم من خسارته لمباريات سهلة خصوصا التي كانت تُقام على ملعبه، وخدمته نتائج الفرق الاخرى، ودخل كمنافس قوي للصعود وتحقيق الفوز في جولات الحسم الاخيرة من الدوري، وكان انتصاره على النهضة مهمّا لخطف بطاقة التأهل الثانية والعودة الى مكانه الطبيعي في دوري جميل للمحترفين، بعد قرار هبوطه الظالم الى الدرجة الاولى قبل موسمين، ولم يكن يستحق الهبوط، عطفا على أدائه ونتائجه الجيدة، ولكن اثبت الوحدة انه فريق عريق. o من عوامل صعود القادسية والوحدة، انهما لم يخسرا من النهضة؛ فالقادسية تعادل مع النهضة مرتين، والوحده كسب النهضة (رايح جاي)، فيما خسر الوحدة من القادسية (رايح جاي)، والعجيب حقا ان القادسية والوحدة والنهضة خسروا مبارياتهم في الدور الاول من الحزم والباطن والفيحاء، وثأروا لهزيمتهم في مرحلة الحسم، وتحقق حلم الاحمرين القادسية والوحدة بالصعود، وضاع الحلم الازرق وبقى موسما آخر في الاولى ولم يستفد من فوزه على الفيحاء.