سألني عابر سبيل فقال اني رجل الشارع المتواري في الظلام وهناك العديد من الاسئلة تدور في خلدي ازاء الاحداث والفتن المتجددة في حياتي, منها ما تعلم اجابته عن طريق التعليم المقنن الذي اتلقاه في المدرسة المنهجية او المدرسة اللامنهجية (مدرسة الحياة), ومنها ما يعرض لي في حياتي الحولية لأسأل عنه, ومنها ما يهزني ويقلق مضجعي عند اعتراضه طريقي وقد يحدث ذلك مرة او مرتين في عمري القصير, وحول ذلك فلا بد ان اتخذ جميع الاحتياطات اللازمة لمعرفة هذا العارض من سؤال لاهل الاختصاص وان استنفر العقل والجوارح في تقييمه وعلى التأني والتقصي في تحليله, ونظرا لأن الاحداث العمرية القليلة الحدوث العظيمة الخطب امرها متعد وعادة ما يمس حياة الآخرين, كالفتن التي تصيب المجتمعات منها ذو التأثير الديني العقدي المباشر او السياسي او الاجتماعي او الاقتصادي وكل ما يتعلق بالمحاور الرئيسية لسبل البقاء للمجتمعات, فان لدي سؤالا يبحث له عن جواب: * ما هذه الفتنة التي نحن بصددها؟ وكيف لي ان اعلم انها فتنة؟ ماذا يراد مني؟ لماذا انا بالذات؟ لماذا وطني وليس الآخرون؟ * ماذا يجب ان اعمل؟ وكيف اعمله؟ وما الاسلوب الامثل لعمله؟ وعلى اي مستند شرعي؟ * كيف النجاة؟ اين الدلائل المؤدية الى طرق النجاة؟ ما دوري في التصدي لهذه الفتنة؟ * متى يكون الحياد لازما؟ متى يكون الخوض في مثل هذه الامور جائزا؟ كيف لي ان اعلم؟ * اين الحدود التي اقف عندها في الخوض في مثل هذه الامور؟ كيف لي ان يستقيم لدي حفظ اللسان والجوارح؟ * ما حقوق الآخرين؟ حق الاهل والاقرباء؟ حق ولي الامر؟ حق العلماء؟ حق المجتمع؟ * لماذا هم من صغار السن هؤلاء القوم؟ هل لديهم ما يكفي من العلم قبل العمل؟ من اي مدارس الحياة تخرجوا؟ اجبني ولاتنظر إلي, لا اريد من هذه الحوارات واللقاءات ان ينتهي بها المطاف الى اسطح الارفف وعفو الزمن ونسيان التاريخ وتطاول الدهر, ان من يقوم بهذه الاعمال التفجيرية لديه القناعة وعنده (كما يدعي) الدليل ويظن انه يملك الحجة, انه جازف في آخرته ودنياه في التعجل في اتخاذ قراره, جلهم ان لم يكونوا كلهم من صغار السن فهل تعلم من الحياة ما يجب ويكفي حتى يقوم بما قام به او ينوي القيام به. انا تتجاذبني الاهواء ولايمكن انكار وجودي وانا اريد وضوحا في الرؤية واريد ما يمكنني من العيش بسلام حتى يأتيني اليقين وعسى ان اكون (وللآخرة خير لك من الاولى). فقلت له استمع واقرأ ثم قيم ولا تستعجل في اتخاذ القرار ثم احكم واتق الله في حكمك.