اصبح منظر خلو المدرجات من الجماهير امرا معتادا في المنافسات المحلية، وهو منظر كان في الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضي غير موجود، حيث كانت الجماهير هي السمة البارزة في المنافسات المحلية، ولكن الامر تغير والحال تبدل، وعزفت الجماهير عن حضور المباريات مما جعل الاثارة تقل والمستوى الفني يتراجع حتى في لقاءات الديربي. الكثير من الاسباب التي طرحت في الصحافة لعزوف الجماهير، والكثير من الحلول النظرية التي وضعت للحد من تزايد هذه الظاهرة. (الميدان الرياضي) فتح ذراع هذه القضية على مصراعيه، ففتح الباب لآراء الجماهير الرياضية عبر (هاتفه) وتلك الآراء سنوردها في استبيان مجدول حول اهم الاسباب التي جعلتهم يبتعدون عن حضور المباريات، وسنورد اقتراحات البعض منهم بشكل موجز حتى تكون الآراء (شاملة) لابد من اخذ آراء المختصين في هذا المضمار من كافة الجوانب سواء مسؤولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب او مسؤولين في التليفزيون السعودي او بعض المسؤولين في الشركة المتعهدة ببيع التذاكر والزملاء الاعلاميين: وستكون محاور القضية مبنية على ثمانية محاور هي: النقل التليفزيوني وتأخر موعد اقامة المباريات، وبعد الملاعب، وعدم وجود مواقف للسيارات في بعض الملاعب، وارتفاع قيمة سعر التذاكر وعدم وجود خدمات في الملاعب، وشدة الاجراءات لدخول الملاعب، وعدم وجود مواهب ونجوم في الفرق، وعدم وجود اجانب مميزين ونجوم مشهورين من اللاعبين. الفراج: اضخم نقل تليفزيوني الاعلامي المعروف وليد الفراج قال: اعتقد ان عزوف الجماهير راجع لعدة اسباب من اهمها ان النقل التليفزيوني لمباريات الدوري السعودي هو اضخم نقل مباريات في الدول العربية، حيث تنقل ما نسبته 45% من مباريات الدوري السعودي وهذا الامر يحد من حضور الجماهير للملعب، والعامل الآخر من وجهة نظري هو ضعف المسابقات المحلية، فهو دوري متوسط المستوى لان المنافسة محسومة ومعروفة بين اربع فرق شبه ضامنة التأهل للمربع الذهبي، بل حتى البطل في السنتين الماضيتين اصبح معروفا وهو الاتحاد وذلك لامكاناته المادية في شراء عقود اللاعبين، وهذا (المضمون) جعل الجماهير تتردد في الذهاب للملاعب، لان نتائج المباريات قد تكون محسومة قبل بدايتها ويضيف الفراج ان الدوري السعودي افتقد نجم الشباك (الهداف) بدليل ان معظم الهدافين للدوري السعودي في السنوات الاخيرة هم من المهاجمين الاجانب المغمورين وهذا العامل له ايضا اثره في عدم حضور الجماهير بعكس السنوات الماضية عندما كانت الفرق تمتلك (نجم الشباك) الذي يؤثر في حضور الجماهير بشكل ايجابي. الخضيري: تغيير نظام الدوري سلاح ذو حدين منصور بن عبدالعزيز الخضيري وكيل الرئيس العام لشؤون الشباب كانت له رؤية خاصة في هذا الموضوع حيث قال: الحقيقة ان غياب الجماهير شيء ملاحظ منذ عدة مواسم يحتاج لدراسة من جميع الجوانب لعل ابرزها ان الغياب الجماهيري ناتج عن غياب البطولات عن بعض الاندية الجماهيرية الكبيرة وضعف المستوى الفني للفرق وغياب النجوم ووجود القنوات الفضائية التي توفر المغريات للجماهير من النقل والتحليل التي تجعل الملتقي يعزف عن الذهاب الى الملعب، وارتفاع التذاكر ليس سببا لان اسعارها معقولة، خاصة ان الشركة لها عدة اساليب للتسويق. وقد يكون لنظام الدوري دور بدليل ان بعض المباريات يوجد فيها جمهور وهذه بعض الاسباب وليس كلها وتطرق الخضيري للحلول بقوله: من ضمن المعالجات تغيير نظام الدوري وهو سلاح ذو حدين اما يزيد الجماهير او العكس بمعنى قد يتغير نظام الدوري ويعود لنظامه القديم وبالتالي ينفرد احد الاندية بالصدارة ويحقق اللقب قبل نهاية الدوري بعدة جولات، وبالتالي تكون المباريات المتبقية بمثابة (الكمبارس) مما يضعف الدوري. واقترح الخضيري ان تكون هناك ندوة خاصة تناقش اسباب هذا العزوف ويشترك فيها ممثلون عن الاندية وعن اتحاد الكرة وعن الشركة الراعية والمختصين حتى يستطيعوا التوصل الى حلول مفيدة ومن ثم توضع التوصيات. وركز الخضيري على غياب النجم الذي يجلب الجمهور في السنوات الاخيرة مقارنة بأيام زمان وشدد الخضيري على ان بداية الدوري ليست معيارا فمعظم دول العالم الثالث يكون الحضور الجماهيري فيها ضعيفا، ولكن مع اشتداد المنافسة تعود الجماهير للمدرجات. المصيبيح: كرة متخلفة احمد المصيبيح مدير تحرير الزميلة (الرياضي) كانت له هو الآخر رؤية من زاوية اخرى حيث قال: ما تقدمه القنوات الفضائية من نقل لمباريات الدوري الاسباني والايطالي والانجليزي وغيرها من الكرة الجميلة في اوروبا جعل الجماهير تتردد في حضور مباريات اقل ما يقال عنها انها كرة متخلفة وذلك بسبب انحدار المستوى الفني للدوري السعودي، خاصة وسط غياب النجوم والمواهب. وتطرق المصيبيح الى دخل المواطن البسيط الذي يؤثر عليه شراء التذاكر له ولأبنائه من ميزانيته الشهرية، لذلك عزف عن حضور المباريات.. ورأى المصيبيح ان القيادات الرياضية في الاندية مسؤولة عن هذا الانحدار بسبب منحها الفرصة للاعب الفاشل في تولي منصب الاشراف على قطاعي الناشئين والشباب في الاندية مما نتج عنه ندرة النجوم في الآونة الاخيرة. واشار المصيبيح الى ان المسؤولية اصبحت مشتركة حاليا في عزوف الجماهير، مسؤولية تقع على عاتق الاندية واتحاد الكرة والشركة الراعية لابد من ايجاد حلول عاجلة حتى لا تفقد الكرة السعودية اكثر مما فقدته حتى الآن. القبالي: التذكرة بتسعة ريالات وازاء مطالبة الجماهير عبر هاتف (الميدان) بتخفيض سعر التذكرة وان غلاء التذاكر هو سبب رئيسي في عزوف الجماهير توجه (الميدان) للاجابة عن هذه النقطة لمدير الشركة العالمية (استاديا ميديا) بالمنطقة الشرقية ابراهيم القبالي فقال: اسعار التذاكر التي طرحتها الشركة اسعار معقولة جدا، وهي لا تختلف عن الاسعار الموجودة في دول مجلس التعاون، بل ان الشركة طرحت افكارا (اقتصادية) وطبقتها لمصلحة الجماهير ومنها بطاقة العضوية وقيمتها (250) ريالا في الموسم يستفيد منها المشجع بحضور مباريات فريقه سواء داخل المنطقة او خارجها والمباريات التي لا يحضرها خارج ارضه تتاح له فرصة دخول شخص معه في المباراة التالية، بمعنى لو ان مشجعا اتفاقيا مثلا اشترى بطاقة عضوية ب250 ريالا ولم يحضر مباراتين لفريقه خارج المنطقة الشرقية فانه يعوض ذلك دخول شخصين معه في المباراة الثالثة التي تقام في المنطقة الشرقية، وبمعنى آخر فان بطاقة العضوية تتيح للمشجع دخول المباراة بتسعة ريالات فقط. ابن همام: النجوم تجلبون الجماهير محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تحدث بصفة عامة عن هذا الموضوع وقال: الدوري الاسباني اشتعل جماهيريا عندما احضر النجوم للعب في صفوف انديته، وقبله الدوري الايطالي، وفي اعتقادي ان جلب النجم المشهورين ووجود النجوم في الاندية هو السبب الرئيسي لحضور الجماهير وهذه قاعدة معروفة في جميع الملاعب العالمية، فالنجوم هم السبب الحقيقي لجلب الجماهير للمدرجات وخير مثال على ذلك ما تفعله بعض دول منطقة الخليج، حيث زاد الحضور الجماهيري بمجرد حضور نجوم دوليين معروفين والدوري السعودي يملك مقومات كثيرة وعزوف الجماهير في فترة معينة لا يعني استمرار الوضع على ما هو عليه. الخليفة: النجوم هي الاساس النجم الدولي السابق صالح خليفة قائد الاتفاق والمنتخب سابقا شارك مع معظم الضيوف في نظرتهم وهي ان النجوم والمواهب هي الارضية الخصبة لحضور الجماهير، مشيرا الى ان المدرجات في الملاعب السعودية كانت تغص بالجماهير عندما كانت النجوم والاسماء الكبيرة موجودة في جميع الفرق، مؤكدا ان هؤلاء النجوم كانوا متواجدين حتى مع الفرق التي تصارع من اجل البقاء في دوري الاضواء، بل ان نجم الشباك كان موجودا حتى في فرق اندية الدرجة الاولى امثال شايع النفيسة في الكوكب ودرعان الدرعان في الجبلين وغيرهما الكثير ولكن عندما اختفت ظاهرة النجم وغابت الموهبة في الفرق الكبيرة والصغيرة عزفت الجماهير عن حضور المباريات لغياب المهارة والاثارة واللعب الجميل، وهذا الجانب من وجهة نظري هو العامل الاهم في الغياب الحاصل في المدرجات ولكي تعود هذه المدرجات لابد من تفريخ النجوم الذين يتميزون بالموهبة، بالاضافة الى اللاعب الاجنبي المميز ففي الماضي كان اللاعب الاجنبي في الملاعب السعودية يعرف من مهارته وطريقة ادائه، ولكن في الوقت الحاضر قد يكون اللاعب الاجنبي على دكة الاحتياط. جابر نصار رئيس الوفد الاعلامي الكويتي لخليجي 17: لاشك في ان الدوري السعودي لكرة القدم كان يشهد حضوريا جماهيريا مكثفا خصوصا مع بداية التسعينات حتى عام 1996 وهذا يعود لوجود اكثر من ناد ينافس على البطولة خصوصا الشباب والرياض والقادسية والاتفاق وهذا اوجد دوري رائعا بمعنى الكلمة مع بقاء النصر في دائرة المنافسة ومع التألق الواضح للمنتخب السعودي آنذاك خصوصا جيل العويران ومحمد عبدالجواد ومحمد الخليوي وماجد عبدالله واحمد جميل وفهد المهلل وفؤاد انور وسامي الجابر وغيرهم من النجوم خصوصا ان عروض الفريق السعودي في كأس العالم 1994 كانت مميزة وهذا جعل الجماهير تتابع هذه الوفرة الكبيرة من اللاعبين الذين تعشقهم الجماهير في حين بدأت الجماهير السعودية بالانسحاب من الملاعب بعد العروض المتواضعة من الاخضر السعودي في كأس العالم 1998م والجمهور السعودي يتعلق بنجومية اللاعب وكلما اعتزل هذا اللاعب او انحسرت نجوميته نفر الجمهور من متابعة المباريات ثم ان شباب هذا الجيل بدأ بالاهتمام بأشياء اخرى شغلته عن كرة القدم. وكي نعيد هذه الجماهير من جديد لابد من وجود وفرة من النجوم العالميين مع الاندية السعودية خصوصا ان مستوى اللاعبين الاجانب الحاليين متواضع ويبقى مستوى اللاعب السعودي الافضل مع امنياتي كاعلامي متابع للرياضة السعودية ان تعود الجماهير من جديد في هذا الدوري لان هذا التواجد سيرفع من مستواه. العبدي: الجماهير لا تشارك في القرار محمد العبدي مدير تحرير الشؤون الرياضية بالزميلة (الجزيرة) ارجع العزوف الى ان جماهير الاندية لا تشارك في صنع القرار بالاندية لذلك فهي بعيدة كل البعد عن قرارات انديتها وهذه الفجوة سببت العزوف الجماهيري عن الملاعب. واضاف العبدي: ان هناك اسبابا اخرى ومن اهمها غياب النجوم والمواهب، وضعف مستوى المسابقات المحلية اضف الى ذلك ان النجوم الحاليين اقرب (للدلع وابعد للابداع).
