جمعية فضاء العالية للتنمية الشبابية تختتم برنامج ماهرون الصيفي    ريال مدريد يمدد تعاقده مع غونزالو غارسيا حتى 2030    ضبط 4 باكستانيين وهندي في الشرقية لترويجهم (32) كجم «لشبو»    "هيديو كوجيما" يكشف الأسرار والرؤى الحصرية لتطوير لعبة Death Stranding 2 خلال مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة 2025    السعودية توزّع 847 قسيمة غذائية في عدة محافظات بالأردن    فيصل بن فرحان ووزير خارجية ألمانيا يبحثان التطورات الأخيرة في قطاع غزة    صقارون دوليون يثمنون تسهيلات نادي الصقور في نقل واستضافة الصقور    كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025 .. ختام ربع نهائي بطولة Rainbow Six Siege X    اتحاد البلياردو والسنوكر يدشّن شعاره الرسمي الجديد استعدادًا لانطلاق بطولة الماسترز العالمية    الرئيس اللبناني يؤكد ضرورة إعادة ربط لبنان بدور إقليمي فاعل    مواهب الذكاء الصناعي تضع المملكة ضمن أفضل 20 دولة    البرازيل «تستنكر» ضغوط أميركا على القاضي المكلف بقضية بولسونارو    النصر يتحرك لضم جناح منتخب فرنسا    البرلمان العربي يستنكر قرار كنيست كيان الاحتلال بإعادة احتلال غزة ويدعو لتحرك دولي عاجل    رونالدو: الدوري السعودي تنافسي للغاية    "القرني" يختتم دورة تدريب المدربين    أمير جازان يرعى ملتقى أبحاث السرطان 2025 بجامعة جازان    الشيخ أسامة خياط: يدعو لغرس قيم البر والتقوى في الأسرة والمجتمع    الشيخ عبدالباري الثبيتي: سورة قريش تُجسّد أعظم النعم .. الطعام والأمان    الخلاف يزداد بين برشلونة وحارسه شتيغن    المصالح الوطنية السعودية    "ورث" يختتم برنامجًا لتأهيل كوادر وطنية في توثيق التراث    النفط يتكبد خسارة أسبوعية حادة    سفير جمهورية مالطا لدي المملكة يزور قرية جازان التراثية    الربيعة: تطبيق "نسك" متاح مجانًا دون استهلاك بيانات الإنترنت    أنواع فيتامين D وجرعاته الصحيحة    %83 من القراء هجروا المجلات    ضبط مواطن لارتكابه مخالفة رعي في "محمية الإمام تركي الملكية"    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على انخفاض    بمشاركة نخبة الرياضيين وحضور أمير عسير ومساعد وزير الرياضة:"حكايا الشباب"يختتم فعالياته في أبها    «المساحة الجيولوجية»: رصد زلزال في الإمارات بقوة 3.4 درجات    (عشان نصور،،،،،،!)    أمير جازان ونائبه يلتقيان مشايخ وأعيان الدرب    سبعة آلاف خطوة تعزز الصحة    بهدف تطوير الخدمات الرقمية وتعزيز جودة الحياة.. أمانة منطقة عسير توقّع مذكرة تفاهم مع "بلدي" بحضور وزير البلديات والإسكان    نائب وزير الحرس الوطني يطلع على برامج الإرشاد والتوجيه لتعزيز الوعي الديني والفكري    رئيس وزراء موريتانيا يغادر المدينة المنورة    أمير منطقة جازان ونائبه يلتقيان مشايخ وأهالي محافظة الدرب    أمير جازان يستقبل سفير جمهورية مالطا لدى المملكة    العطش يلتحق بالجوع في غزة وتحذيرات من توسيع إسرائيل عملياتها    موسكو تدرس تقديم تنازلات لترمب بشأن أوكرانيا    قوى و مساند تحققان نتائج متقدمة في مؤشر نضج التجربة الرقمية لعام 2025    ديوان المظالم يفتح باب التقديم على التدريب التعاوني لطلبة الجامعات والمعاهد السعودية    المجلس الاستشاري لمركز صحي المرابي يناقش احتياجات الأهالي مع تجمع جازان الصحي لتعزيز الخدمات الطبية    2 مليون دولار لتأمين «ابتسامة» نجمة هوليود    طهران تعدم متهماً بالتجسس لصالح إسرائيل    استهداف (أبو سلة) بطائرات مسيّرة.. اشتباكات بين الجيش اللبناني ومطلوبين في بعلبك    احتفال الفرا وعمران    البدير في ماليزيا لتعزيز رسالة التسامح والاعتدال    الأرصاد: أمطار متفرقة حتى منتصف أغسطس    أم ومعلمة تقتحمان مدرسة لسرقة «امتحانات»    فتح باب التقديم لدعم المشاريع السينمائية    إنجاز طبي في الأحساء.. زراعة منظم ضربات قلب لاسلكي لمريض    فريق سفراء الإعلام والتطوع" يزور مركز هيئة التراث بجازان    الأمير فهد بن سلطان يطلع على نتائج القبول بجامعة تبوك.    مركزي جازان ينجح في إزالة ثلاث عقد في الغدة الدرقية الحميدة بالتردد الحراري دون تدخل جراحي    محافظ تيماء يستقبل مدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة تبوك    نائب أمير الرياض يؤدي الصلاة على والدة جواهر بنت مساعد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التلوث البيئي يهدد حياة الخليجيين!!
كارثة في الخليج
نشر في اليوم يوم 27 - 08 - 2004

للطفرة النفطية والصناعية في العالم وفي الخليج بالذات دور كبير في خروج هذه الدول من وسط الفقر المدقع والحاجة إلى أن تصبح أغنى دول العالم , وكان لهذه الطاقة فوائد كبيرة للإنسان حيث ساهمت كثيرا في خدمة البشرية من تسهيل الحركة والتنقل والاستفادة من الوقت عبر استخدام وسائل التنقل من طائرات وسفن وقطارات وسيارات.. إلخ.. إلا أن هذا التطور المهم أدى إلى ظهور الكثير من السلبيات والعواقب السيئة على صحة الإنسان وعلى كل كائن حي وعلى البيئة, نتيجة التلوث الصادر من هذه الطاقة نتيجة كثرة الحاجة والاستخدام لها في كل مجالات الحياة في عالمنا الصغير من وسائل المواصلات في الجو البحري والبر وغيرها والتي تثير بحركتها التلوث والضوضاء والضجيج., وكذلك الحروب التي شهدتها منطقة الخليج في السنوات الاخيرة حيث استخدمت فيها مواد محظورة دوليا , والزحف العمراني على السواحل البحرية مما ادى للقضاء على مجموعة كبيرة من الحياة البحرية التي تعيش على السواحل, والتي يصعب تعويضها مثل شجيرات القرم.
ولقد أكدت الدراسات على وجود علاقة بين الكثير من الأمراض التي يتعرض لها الإنسان وظاهرة الاحتباس الحراري التي تتعرض لها الأرض من ارتفاع في الحرارة, وبين التلوث.
@ ما تداعيات استخدام ذخيرة اليورانيوم المنضب أو المستنفد Depleted Uranium في حرب الخليج الثانية عام 1991 , وفي الحرب الثالثة 2003 م من قبل القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية؟.
@ ما نسبة التلوث في بلادنا التي تعتبر اكبر منتج للطاقة في العالم, ما السبل الناجعة لبيئة أفضل؟
@ وهل التلوث سبب في انتشار حالات السرطان والامراض الجلدية والحساسية في السعودية والخليج؟
البيئة الضحية الأولى
في البداية تحدث الدكتور عبدالله الراشد (أخصائي) قائلا : البيئة من أول واهم ضحايا الحروب القديمة والحديثة لما ينتج عنها من دمار كبير ، فقد شهدت الحربان العالميتان الأولى والثانية، وحروب الخليج ، وغيرها آثارا سيئة مروعة كإشعال آبار النفط, وحرق الغابات والأراضي، وسكب وتسرب النفط في البحار ومصادر مياه الشرب، كما استخدمت الأسلحة الكيماوية والنووية التكتيكية، وكان لها تأثير قاسٍ على البيئة بمكوناتها كافة من تربة وماء وهواء وطبقة أوزون، وعلى صحة الإنسان, و آثارها السيئة ستستمر لتصيب الأجيال المتعاقبة، مما يعني دمارا كبيرا للبيئة من جو وبر وبحر وانسان وحيوان والنبات.
التوازن البيئي في خطر
ويضيف د. الراشد: للاسف الشديد في ظل زيادة معدل التلوث في المملكة نتيجة زيادة عدد السكان والمساكن وعدد السيارات والمعدات التي تفرز من خلفها أطنان من العادم الضار , وانتشار المدن الصناعية في كثير من المناطق , زيادة عدد براميل النفط ..الا انه صاحبه انخفاض خطير جدا في معدل البساط الاخضر والمساحة المزروعة وعدد الاشجار والنخيل , وجفاف العديد من العيون والابار , زيادة مساحة التصحر مؤكدا أن عدم التوازن البيئي هذا سيؤدي الى عواقب وخيمة على صحة الانسان اولا والبيئة بشكل عام.
كارثة بيئية
ويحذر خبراء ومتخصصون ومؤسسات دولية من الكارثة البيئية الخطيرة المستعصي إصلاحها في المنطقة الخليجية، والعراق على وجه الخصوص، الناتجة عن الأدوات والوسائل الحربية التي يحرمها القانون البيئي الدولي والمستخدمة في حرب الخليج من جانبي كل من قوات التحالف والعراق. ومن الخروقات القانونية التي قامت بها الحكومة العراقية وقوات التحالف والتي أدت إلى دمار بيئي كبير، مثل حرق وتدمير آبار النفط واستخدام الذخائر التي تحتوي على اليورانيوم المنضب، والتي تؤدي إلى انتشار غبار إشعاعي يلوث التربة والهواء، ويشكل تهديداً إشعاعياً خطيراً على صحة الإنسان والبيئة. وكذلك القصف المتعمد من الجهتين للسدود، ومصانع الطاقة النووية، وغيرها من المرافق التي تحتوي على مواد خطرة، والتي يمكن أن تتسرب نتيجة القصف.
تلوث السيارات
وحول دور عادم السيارات في التلوث البيئي, يقول المهندس محمد غازي: ان عملية احتراق البنزين أو الديزل التي تحدث في المحرك العادي والتي ينتج عنها حركة السيارة تتسبب في إنتاج عادم السيارة وتبخر الوقود الكربون, ويضيف غازي إن عدم نجاح عملية الاحتراق بشكل صحيح ينتج عنه خروج عادم مضر بالصحة والبيئة لأنه يكون ممزوجا بثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين هيدروكربونات غير المحترقة, ويشير غازي الى اهمية منع السيارات التي تفرز العادم بالذات داخل المدن.
أضرار مؤكدة
وحول أضرار التلوث المنبعث من المنتجات النفطية على صحة الإنسان يقول الدكتور علي المؤمن استشاري انف وأذن وحنجرة بمستشفى الدمام المركزي: للمادة الدقائقية particulate matter مشة صحية كبيرة على الصحة العامة للإنسان, لأنها قابلة للاستنشاق، وتصل إلى أعماق الرئتين لصغر حجمها، وتأثيرها على وظائف الرئة.
وأثبتت الدراسات أن زيادة قصيرة في المادة الدقائقية العالقة بالجو تؤدي إلى زيادة عدد الوفيات وزيادة حالات أمراض القلب والصدر التي تدخل المستشفيات، بالإضافة إلى زيادة احتياج مرضى الحساسية والربو الشعبي إلى استخدام الأدوية وزيادة حالات انخفاض وظائف الرئة والالتهاب الشعبي المزمن, و أمراض الربو الشعبي، والكحة الناشفة، والصداع، وتهيّج العينين والأنف والحنجرة, ومما لوحظ ازدياد حساسية الأنف والجيوب الأنفية, واحتمال إصابتهم بالمضاعفات للأمراض الجينية والسرطان.
ويؤكد الدكتور ان التعرض المستمر المتراكم لهذه المادة الدقائقية يؤدي إلى زيادة الأمراض عامة وانخفاض متوسط العمر المتوقع. وتستمر المادة الدقائقية عالقة بالجو مدة طويلة وتنتقل مسافات طويلة قد تصل إلى مئات الكيلومترات.
السرطان وأمراض الدم
ويضيف الدكتور المؤمن:التلوث الصناعي الضار سبب في حدوث سرطان الدم وأورام الغدد الليمفاوية، كما أنه يثبط نخاع العظام ويعوق نضج خلايا الدم, وان أول أكسيد الكربون الموجود في العادم يؤثر على قدرة الدم في نقل الأكسجين ويعتبر ضارًّا جدا لمرضى القلب, ويضر الرئتين ويهيج العينين ويتسبب في صعوبة التنفس.
ويضيف: ان الهيدروكربونات تتسبب في حدوث السرطان.. والكثير من عوادم السيارات المستخدمة للديزل أيضا معروف عنها أنها تتسبب في حدوث السرطان.. وقد أوضحت دراسة حديثة أن التلتعرض المزمن لكميات عالية من الديزل من خلال العمل يؤدي إلى زيادة 40% في إمكانية حدوث سرطان الرئة.
مضاعفة المرض
ويؤكد الدكتور المؤمن: ان اغلب المراجعين هم من الذين يعانون أمراض حساسية الأنف والجيوب الأنفية والالتهاب المزمنة للحنجرة, وبما انه توجد نسبة كبيرة في المنطقة مصابة بالربو الشعبي فالحالات تزداد سوءا بسبب التلوث الصناعي والنفطي ومشتقاته التي تزيد من الحالة المرضية ومضاعفتها لديهم.
أمراض مزمنة
كشفت أحدث الدراسات عن تأثير التلوث النفطي والصناعي على العديد من وظائف المخ مثل التركيز والتناسق العضلي واللغة.
كما اثبتت دراسات أخرى- أقيمت على الشباب- أن التأثير الضار للرصاص على النمو الإدراكي له تأثير مزمن يؤثر على القدرات الوظيفية والتقدم الأكاديمي للشاب, ويعتبر الأطفال الأكثر عرضة لهذه المادة الخطرة, وذلك بسبب فروق الوزن بينهم وبين الكبار، ولأن الأطفال يمتصون ويحتفظون داخل أجسادهم بكميات أكبر من الرصاص. ينتج عن ذلك دخول الرصاص إلى أجساد الأطفال بنسبة 35 مرة أكثر من الكبار، وإن لتلوث الهواء بمعدن الرصاص تأثيرا مباشرا في الإخصاب عند الإنسان.
تراجع الخصوبة
وقال علماء في ايطاليا: إن التلوث الناتج من التلوث النفطي قد يؤثر على خصوبة الرجال من خلال تدمير الحيامن. وبعد دراسة 85 حالة تعمل في بوابات تحصيل الرسوم على الطرق الإيطالية السريعة اكتشف باحثون من جامعة نابولي في جنوب ايطاليا إن كفاءة الحيامن لديهم تقل عن شبان آخرين وعمال إيطاليين في منتصف العمر يعملون في نفس المنطقة, وتوضح الدراسة إن التعرض المستمر للملوثات الناتجة عن التلوث يضعف من كفاءة الحيامن لدى الشبان والرجال في منتصف العمر.
طريق مشبع بالتلوث
ويتساءل حبيب المبارك عن سبب الراوئح القوية الكريهة التي تثير الحساسية وربما الغشيان.. في طريق الظهران الاحساء وخاصة بالقرب من المنطقة الصناعية الثانية وبالقرب من منطقة حرق النفايات ومصنع الاسمنت مؤكدا ان تلك الروائح تشكل خطرا كبيرا على السائقين والمستخدمين للطريق وخاصة في أوقات الرطوبة العالية حيث تكون الرائحة مركزة, مضيفا: ان الازمة تزداد في المساء حيث تزداد الرائحة وتظهر سحابة سوداء مشبعة بالتلوث تحجب الرؤية وتخنق السائقين والركاب.
مدن في خطر
وينتاب أهل المدن الصناعية كمدينة الجبيل والقريبة من مدن التكرير والصناعة كصفوى وابقيق ومدينة العيون الخوف من آثار التلوث والدخان والسحب السوداء التي تنتشر في سماء مدينتهم في ظل عدم التوضيح والارشاد من قبل الجهات الخاصة لتطمين الاهالي عن الاسباب الحقيقية لهذه السحب الدخانية السوداء والروائح الكريهة الملوثة, والتي تسبب العديد من المشاكل الصحية للقاطنين في هذه المدن. ومن أمثلة الأمراض التي انتشرت عن التلوث البيئي: امراض السرطان, وامراض الرئة والربو, وامراض سرطان الدم, وامراض العيون, والامراض الجلدية, والانف والاذن والحنجرة.. ناهيك عن الأضرار التي تسببها مثل هذه الأدخنة على المناطق الزراعية والبحرية والثروة السمكية والحقول المحيطة بالمدينة.
اثار الحروب
و ذكرت عالية الرويلي- مشرفة الأدوية والعقاقير في مستشفى المملكة بالرياض، أن السعودية تستقبل سنوياً 3100 حالة لأمراض السرطان، مشيرةً إلى أنه على مدى 14 عاماً الماضية بلغ عدد المصابين نحو 20 ألف شخص بأمراض السرطان المختلفة. وأضافت إن المنطقة الشرقية تستقبل نحو 500 حالة سنوية فيما تصل إلى جدة نحو 600 حالة سنوية ومدينة الرياض نحو 2000 حالة سنويا، وأن تكاليف علاج بعض تلك الأمراض تصل أحياناً إلى نحو 10 آلاف ريال (2.66 ألف دولار) في الشهر، وذلك لاستخدام المواد الكيميائية للمعالجة. واوضحت الرويلي أنه بعد حرب الخليج الثانية ازدادت نسبة الإصابة بمرض سرطان الدم والمثانة والرحم بشكل ملحوظ، الأمر الذي يتطلب سرعة إيجاد الحلول المناسبة للحد من انتشار هذا المرض الذي يمثل تهديداً للمجتمع السعودي، واوضحت أن نسبة الإصابة أصبحت تزداد سنوياً عن مثيلاتها في الأعوام الماضية
المنطقة الشرقية الأكثر تأثرا
ويقول حسين القحطاني: مستوى التلوث في بلادنا لا يخيف وانه لم يصل للحد الأعلى من المستوى العالمي ويؤكد القحطاني:إن المناطق الساحلية البحرية بالمملكة و خاصة المنطقة الشرقية هي الأشد تأثرا من التلوث بين مدن المملكة نتيجة الرطوبة العالية, وكثافة المحركات, وكذلك المدن الصناعية, ويضيف الخليج العربي هو الأكثر تلوثا على المستوى العالمي.
يؤثر على البيئة
وحول تأثير التلوث البيئة يقول القحطاني: تتفاعل الهيدروكربونات وأكاسيد النيتروجين مع ضوء الشمس فينتج عن تفاعلها ما يعرف بالأوزون والذي يعد تواجده في و العليا حماية للأرض من أشعة الشمس الضارة, وان أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكربون الناتجين عن احتراق البنزين هما من أهم مسببات الاحتباس الحراري.
و يضيف القحطاني: أكسيد النيتروجين تتسبب أيضا في تكوين الأمطار الحمضية التي تؤدي إلى القضاء على الثروة السمكيوة السمكية في البحيرات والأنهار، و القضاء على الثروة النباتية، والتسبب في صعوبة الرؤية، خاصة للطيارين، بسبب تكوين ما يعرف بالضباب الحمضي، كما تؤدي إلى تآكل البنايات والأقمشة، وإلى آثار سلبية على صحة الإنسان.
الوعي البيئي
ويؤكد د. عبدالله الراشد أهمية الوعي البيئي والتوعية للمواطن والمقيم في الجانب البيئي, وانه ينبغي جعل البيئة مادة رئيسية في المدارس وخاصة في المراحل الأولى لزرع حب البيئة والمحافظة على مظاهر البيئة في شخصية الطفل الصغير منذ بداية تعلمه وبشكل عملي من خلال المشاركة الفعالة, ويشير الراشد إلى ان الدين الإسلامي اهتم كثيرا بالمحافظة على البيئة من خلال الاهتمام بالزراعة والاعتناء بالأرض والبحر , وتربية الحيوان, والعيش في مكان نظيف وآمن. وذلك حرصا على صحة وبقاء الإنسان والحيوان والنبات والابتعاد عن كل ما فيه ضرر, مضيفا ان هناك جهلا كبيرا لدى أغلب المواطنين والمقيمين بالثقافة البيئية التي تهم حياتنا و وجودنا نحن البشر.
ثقافة صحية وبيئية
وحول دور المواطن والمقيم تحدث احمد العيد قائلا : كل إنسان مواطن أو مقيم من ذكر وأنثى من صاحب منشأة وعامل مسؤول عما يحدث بحق البيئة من اعتداء وتخبط, وهو جزء من التوازن البيئي واي اعتداء او عدم توازن في القضية البيئية يهدد صحة الإنسان بل يهدد بقاءه , ولهذا على الجميع الاهتمام بكل ما يساهم في نظافة البيئة والمحافظة على التوازن البيئي الطبيعي, وفي القضاء على المشاكل البيئية عبر الابتعاد عن المواد التي تساهم في التلوث.
أين الإعلام؟
وعن الدور الإعلامي في التوعية والتثقيف البيئي يقول احمد العيد : يوجد هناك تقصير كبير من قبل الوزارات والهيئات المسؤولة عن حماية البيئة والصحة, والصحة العامة في بلادنا في نشر التوعية والثقافة البيئية من خلال الحملات الإعلامية الدورية, مشيرا إلى ان يوجد تقصير في المتابعة والمراقبة لكل ما يدخل إلى البلاد من مواد وآليات تساهم في التلوث, وانه ينبغي التشدد في تطبيق قانون المواصفات الخاصة لحماية البيئة من التلوث وعدم التساهل فيها لأنها تمس صحة كل كائن حي.
مسؤولية مشتركة
على الجهات الحكومية والاهلية اتخاذ إجراءات عاجلة للتعامل مع التلوث البيئي الذي أحدثته الحروب والطفرة النفطية والصناعية في المملكة ومنطقة الخليج من خلال إجراء دراسات وافية لتحديد وتقييم المناطق الملوثة، وإجراءات فحوصات للسكان الذين يتعرضون لمشاكل صحية خطيرة كالحساسية وامراض السرطان والامراض الجلدية خاصة في المناطق الصناعية؛ ووضع برامج توعية بالمخاطر الصحية والبيئية للتلوث بأشكاله كافة، كما يتطلب الأمر وضع برامج مستقبلية لإنعاش البيئة وحمايتها والمطالبة بدمج الاعتبارات البيئية في أي نشاط عسكري أو مدني قد يؤثر في البيئة سلباً. إضافة إلى ضرورة إعادة تقييم حروب الخليج والتسربات النفطية في مياه الخليج والعوادم التي تنتشر في الجو من المصانع والسيارات باعتبارها مشكلة بيئية بصرف النظر عن مستوى الدمار وآثاره؛ فالتلوث يعني اختلال التوازن الطبيعي للأشياء, ولابد ان تكون القضايا البيئية على قائمة الأوليات والاهتمام على مستوى القادة والشعوب فهذه المسؤولية مسؤولية مشتركة وعلى الجميع تحمل مسؤولية المحافظة على البيئة، بتوفير أسباب الأمن والسلامة والصحة والوعي باعتبارهم عناصر مهمة لتحقيق هدف حماية البيئة والحفاظ على نظافتها.
قضايا البيئة
وقد حرصت المملكة ومنذ أكثر من 25 عاما على الاهتمام بقضايا البيئة من خلال إنشاء الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة والمحميات الطبيعية للأحياء الفطرية والمتنزهات الوطنية و المراعي والمناطق المحمية المعروفة بالمحميات حفاظاً على التنوع الأحيائي والبيئي على سطح الارض, والبيئة البحرية في البحر الاحمر والخليج العربي, ويأتي هذا الاهتمام للمحافظة على التوازن البيئي على الارض وتزامن مع الاهتمام الدولي في مجال قضايا البيئة عبر اعتماد نهج بيئي مخطط ومدروس, و أهم ما تحقق في هذا المجال: إدخال الاعتبارات البيئية في اختيار مواقوعات البيئية كالمدن الصناعية المعروفة في الجبيل وينبع, وإنشاء الهياكل التنظيمية التنفيذية لأجهزة حماية البيئة والمحافظة عليها مثل؛ الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية ولجنة تنسيق حماية البيئة واللجنة الوزارية للبيئة, إصدار المواصفات القياسية لتحديد انبعاثحديد انبعاث الملوثات من السيارات وتطبيقها على جميع السيارات المستوردة إلى المملكة بمتابعة دقيقة من الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس.
التلوث أكثر العوامل المؤثرة سلبا على صحة ورفاهية وبقاء الإنسان , ويزيد من خطورته انه ينتشر في الجو مما يساعد على نشر سمومه إلى مساحات واسعة وبعيدة مما يصيب أعدادا كبيرة من البشر.
من الذين يعيشون بالقرب من المناطق النفطية والصناعية التي لا تخلو من تسرب التلوث, وهل ما تقوم به المؤسسات الحكومية والأهلية في مجال حماية البيئة كافية؟
السيارات تفرز كمية كبيرة من التلوث الضار
من آثار التلوث على الحياة البحرية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.