فهد الغريب

يمر اولمبياد ويأتي اولمبياد والرياضة العربية في تراجع اكثر من السنة التي سبقتها فاذا كان العرب في السابق يحققون بعض الميداليات الذهبية بفضل العدائين المغاربة والجزائريين.. هاهي الرياضة المغربية والجزائرية التي تكفلت بفضل عدائيها من رفع اسم العرب في المونديالات السابقة تتراجع في التصنيف العالمي.
يا ترى ما اسباب تخلف الرياضة في عالمنا العربي الى هذا الحد؟ في الوقت الذي نرى دولا لا تملك ربع ثرواتنا الاقتصادية تتفوق علينا بمراحل كبيرة ولعل اهمها تلك الدول الافريقية التي لا يجد شعوبها لقمة عيشهم ويعانون فقرا مدقعا اضافة الى شح منشآتهم الرياضية... لذلك اتمنى ان تكون هناك دراسة مستفيضة لتقصي الاسباب في تخلف وتأخر الالعاب الرياضية في الوطن العربي.
هل السبب يعود الى قلة الوعي الرياضي؟ او يعود الى ان من يتولون زمام الامور في الاتحادات المحلية اناس ليس لهم في الرياضة ناقة ولا جمل ام ان تخلفنا الرياضي يرجع الى عدم وجود كفاءات تدريبية على مستوى عال ام الى قلة المنشآت الرياضية التي تحتضن معظم الالعاب الرياضية ويجب ان تدرس الاسباب وتوضع لها الحلول البديلة والكفيلة لكي يوجد لدينا اكثر من لاعب في معظم الالعاب.
فنلاحظ الدول الافريقية التي تنافس الدول المتقدمة في الالعاب الرياضية او الدول المتحضرة رياضيا ينصب اهتمامها على الكيف وليس الكم فنحن نعلم ان الالعاب الفردية تكون اكثر صعوبة من الالعاب الجماعية التي يستطيع اللاعب المهاري ان يخفي عيوب لاعب ضعيف مهاريا وبدنيا بفضل مهارته خاصة اذا كان هناك اكثر من لاعب مهاري في اللعبة الجماعية فانه يغطي عيوب زميله.
اما الالعاب الفردية فان اللاعب يعتمد فيها على نفسه وعلى ما يملكه من امكانيات فنية وبدنية وذهنية لذلك تجد ان اللاعب الذي يلعب في اللعبة الفردية عملة نادرة من الصعوبة ان تجد واحدا بين مليون نسمة.. هذا ان وجد لذلك عندما تجده فما عليك الا ان تسخر جميع الامكانيات له وتحافظ عليه من اجل صقل موهبته وذلك عن طريق المعسكرات وكثرة المشاركات المحلية والخارجية من اجل الاحتكاك مع من هم افضل منه ولكي يطور نفسه.
فالذي نلاحظه هنا في الدول العربية او على وجه الخصوص في وطني الحبيب ان اللاعب يذهب للمشاركة من اجل المشاركة فقط دون طموح والدليل على ذلك انني قرأت مقابلة مع لاعبي المملكة في رفع الاثقال يتذمرون من اتحادهم المحلي الذي تجاهلهم ولم يوفر لهم الامكانيات الضرورية للمشاركة في بطولة بحجم اولمبياد اثينا وكذلك ما سمعته بأنني من لاعبي المملكة في الفروسية الفارسين الدهامي وباحمدان عندما صرحا في مقابلة فضائية أنهما لم يستعدا للبطولة الا قبل أسابيع من انطلاق الاولمبياد وأنهما عوضا خيولهما بخيول قليلة الخبرة هل هذا يعقل؟!.
يا ترى لو ترك المجال والحرية الاعلامية لاكثر من لاعب في رياضتنا المختلفة فما عساه أن يقول عن الاتحاد الذي ينتمي اليه؟!.