النصر.. موج هادر حطم السدود الهلالية. أشرقت الشمس وجففت ماء الزعيم. يبدو أنها سنة النصر، فالفريق متكامل، بعد أن نجح الأمير فيصل بن تركي في تشكيل توليفة متناسقة، واختار مدربا عرف كيف يمضي بفريقه ويؤدي مستويات قوية ويجري في الدوري كالنهر الجارف قاهرا الظروف مهما كانت، فقد شهدت بعض مبارياته ظروف إيقافات وطرد ونقص، إلا أنه نجح في تخطي الصعاب والنجاح وتحقيق الانتصارات بكل جدارة، واستمر 20 مباراة بلا خسارة.. وهذه هي روح البطل. عريس.. غير النصر هذا العام غير النصر في الأعوام السابقة، وقد بدأ موسم البطولات بأن أصبح عريس مسابقة سمو ولي العهد وبطلها بجدارة، ولو كان إلتون في يومه لكانت كبيرة على الهلال، ولو لم يكن العنزي في يومه لأصبحت ثقيلة للهلال. ولعل أهم مفاتيح بطولة النصر هم فيصل بن تركي وكارينيو والعنزي وحسين عبدالغني ومحمد حسين، فالأمير فيصل شكل الفريق القوي والمبهر، وكارينيو رسم من هؤلاء اللاعبين لوحة رائعة لم تتوقف روعتها على الأساسيين بل على الاحتياط الذين يدخلون للمشاركة ثم يحدثون الفارق الكبير. وأدى عبدالغني دورا فعالا حيث دافع وصد الكرات الخطرة كما صنع الأهداف وقام بدور المدافع ولاعب الوسط والمهاجم أيضا. العنزي نجم الحراسة السعودية أما العنزي فقد واصل نجوميته وتحقيق لقب أفضل حارس سعودي وأنقذ العديد من الفرص الخطرة والانفرادات بل إنه لعب دور الليبرو في كثير من الكرات التي كانت تتعدى الدفاع ثم يتقدم في الوقت المناسب ويبعدها عن منطقة الخطر. من جهته دافع محمد حسين بكل جسارة وشارك بفعالية في منطقة جزاء الفريق المنافس وتم تسجيل الهدف باسمه برغم أنه جاء من رأس دعيع الهلال. الأهم في تغييرات كارينيو أنه أدخل اللاعبين الذين يتوافقون مع ظروف المباراة حيث أشرك الشهري والجيزاوي اللذين يتميزان بالمراوغة والاحتفاظ بالكرة وإضاعة الوقت وإشاعة الفرح ومن ثم تحقيق البطولة وحصد الذهب. عيب النصر ويعاب على النصر البطء في تحضير الهجمة من الوسط الذي شكل بطؤه وانقطاع الكرة من لاعبيه خطورة على مرماه. ولا يمكن نسيان جمهور النصر وجمالية أدائه الذي ساهم بكل قوة في تحقيق البطولة والانتصارات ورفع الروح المعنوية للاعبين. الهلال نجح في تسيد الملعب في أول عشر دقائق وسجل الهدف، لكنه تراجع وترك المجال للنصر الذي أحكم سيطرته على منطقة الوسط بعد ذلك، وكانت أخطاء الدفاع متبادلة بين الفريقين وبخاصة في الدفاع الهلالي الذي قدم هدايا للنصر من أهمها الهدف النصراوي الأول من رأس الدعيع، وتلك الهدية التي لا تتكرر عندما مرر الشهراني كرة ولا أجمل لإلتون أضاعها بكل مهارات (الضياع). سامي نجح وأخطأ سامي تمكن من سلب الكرات من لاعبي النصر وبخاصة في الشوط الأول بالضغط على المستحوذ على الكرة. لكن الجابر أخطأ في إخراج نواف العابد الذي كان يشكل خطورة في الجهة اليسرى للهلال، وعندما خرج أراح الدفاع النصراوي. كما أن ناصر الشمراني غاب تماما عن أجواء المباراة بعد الهدف وكأنه اكتفى به فقط دون أن يهاجم مرمى النصر. نام الشمراني فنام هجوم الهلال. نيفيز أيضاً غاب في أكثر فترات المباراة ولم يظهر إلا في لعبتين هما الضربة الحرة التي لعبها خارج المرمى واللعبة الجميلة جدا التي راوغ بها الدفاع الأصفر لكن العنزي أنقذها بجدارة. وبلا جدال فقد استمتعنا بمباراة رائعة بين أقوى فريقين في السعودية من خلال الأداء الرفيع من كلا الفريقين.