إدارات مصفاة رأس تنورة ومقاولوها ينهون بنجاح صيانة 7 معامل

فيما تصنف بأنها مصفاة الشرق الأوسط الأولى

أثمر التنسيق الدقيق والعمل بروح الفريق وتجاوز التحديات والصعوبات عن تمكن الإدارات المختلفة في معمل التكرير برأس تنورة، مؤخرا، من تحقيق إنجاز كبير تمثل في القيام بنجاح بأعمال الصيانة والاختبار الشاملة لسبعة معامل بمصفاة رأس تنورة في وقت واحد وبزمن قياسي وذلك بعد إنهاء مليون وثلاثمائة ألف ساعة عمل دون إصابة، وبفضل حشد أفضل الطاقات البشرية والإمكانات، تمكنت الفرق العاملة من أرامكو السعودية والمقاولين من اختصار زمن استكمال أعمال الفحص والاختبار من أشهر إلى أسابيع.
شباب لا يقرون أن للإبداع سقفا
وفي زيارة له لتفقد سير العمل في المصفاة أثناء تنفيذ أعمال الصيانة أشاد رئيس الشركة، كبير إدارييها التنفيذيين، الأستاذ عبدالله بن صالح بن جمعة، بجهود المهندسين والموظفين السعوديين المسؤولين بشكل مباشر عن المتابعة والإشراف على تنفيذ هذه الأعمال بشكل يومي، منوها بتفانيهم ومهنيتهم العالية التي تدعو للفخر.
وقد كان هؤلاء الشباب هم المسؤولون عن إعداد الخطط الكفيلة بإنجاح هذه الأعمال المتداخلة مع بعضها والتي تعد الأولى من نوعها، ومن ثم الإشراف على تنفيذها على أرض الواقع ومتابعتها حتى النجاح، وذكر المهندس حسين القحطاني، أحد معدي هذه الخطة، أن كل معمل من هذه المعامل يتطلب طاقات ومعدات وزمنا ليس بالهين لاتمام عملية الصيانة الشاملة. فعلى سبيل المثال، فإن معمل التكسير الهيدروجيني (j- 80) يتطلب وحده جميع المعدات والطاقات التي استخدمت في هذه الفعاليات و 25 يوما من أعمال الصيانة المتواصلة.
ويواصل القحطاني حديثه:(بعملية حسابية بسيطة سنجد أن معامل التكرير الجنوبية الستة تحتاج إلى 90 يوم عمل متواصل بحيث يكون إيقاف هذه المعامل على التوالي، وعند إيقافها جميعا في وقت واحد يمكن أن ننجز المهمة في 45 يوما وبنفس الطاقات والمعدات ولكن مع كثير من التحدي).
وأردف مساعد المشرف على هذه الأعمال، المهندس محمد المشعوف، قائلا:(إن تطوير الطريقة التقليدية في التعامل مع مثل هذه الأعمال كان من أسباب النجاح، فلم تقسم المعامل على المشرفين، بل عين مشرف واحد لجميع هذه الأعمال وأوجد متخصص لكل رئيس فرق صيانة، وأوجد متخصص لكل رئيس فرقة صيانة، فواحد - مثلا - مسؤول عن أعمدة الفرز لكل المعامل وآخر عن المبدلات الحرارية وهكذا بحيث تقاسم الكل المهام وتعاملنا مع هذه المعامل على اختلافها على أنها معمل واحد ونجحنا في ذلك).
وأوضح رئيس قسم صيانة معامل التكرير، حسن المبارك، أن تحضير المواد والمعدات لكل معمل على حدة يتطلب بذل الكثير من الوقت والجهد والمتابعة الدقيقة، ناهيك عما يتطلبه ذلك من مواصلات ومتطلبات لوجستية أخرى، ولكن بفضل التخطيط السليم، اتخذ القرار لصيانة سبعة معامل للتكرير في عملية واحدة مما أفضى في نهاية المطاف إلى استخدام أفضل لمعدات أرامكو السعودية واختصار فعلي للوقت وتجنب تكرار ذلك سبع مرات وبأقل تكلفة.
تقارير ومتابعة
مما يجدر الإشادة به أن التقارير الدقيقة التي كانت تعد من قبل المهندسين المسؤولين عن هذه الصيانة كانت ترفع لإدارة المصفاة بشكل يومي للاطلاع على آخر الصعوبات لمعالجتها والمشاركة في اتخاذ القرارات بشأنها ولو على أعلى المستويات الإدارية إذا لزم الأمر، وكانت هذه التقارير ترصد تحركات المعدات من وإلى الورش، وتوفر قطع الغيار وتكاليفها، والعدد اليومي لموظفي الشركة وعمالة المقاولين والمعدات المتوافرة للصيانة، كذلك يتم التنويه إلى نسبة الإنجاز اليومي مقارنة بما هو مخطط له مما ساعد في اشعال روح الحماس لتكون نسبة الانجاز اليومية أعلى من النسبة المخطط لها حرصا على تسجيل مركز في المقدمة من قبل كافة الفرق العاملة، وقد كانت هذه التقارير متوافرة الكترونيا على مدار الساعة بحيث يمكن مطالعتها في أي وقت، وقد نوه نائب الرئيس للتكرير، الأستاذ خالد البوعينين، بفعالية تلك التقارير وشموليتها بحيث يمكن تطبيقها في الأنشطة المشابهة على مستوى مصافي البترول بأرامكو السعودية.
سباق التتابع
أوضح مدير ادارة الصيانة بالمصفاة، الأستاذ عبدالله زين الدين، أن الكل كان في سباق مع الزمن، فالدقيقة هنا تعني الكثير، وهذه المعامل تكرر ما مجموعه 325 ألف برميل في اليوم من الزيت وتنتج في اليوم الواحد ما يسد احتياجات المنطقة الشرقية و 50% من احتياجات المنطقة الوسطى من المشتقات البترولية، ولكن من وجهة نظر أخرى لا يمكن أن تستمر هذه المعامل في الإنتاج طيلة وجودها دون القيام بصيانة شاملة للتأكد من سلامة المعدات وكفاءتها للإنتاج ومدى إمكانية إطالة عمرها للاستفادة القصوى منها، ومن هنا كان المنطلق لهذه الأعمال دون نسيان مدى أهمية إرجاعها للإنتاج في أسرع وقت ممكن لحاجة فعاليات وأنشطة المجتمع السعودي الاقتصادية والاجتماعية لتلك المشتقات.
ويضيف زين الدين ان النجاح المبهر في إنجاز تلك الأعمال يرجع إلى التوزيع المدروس للأعمال المطلوب تنفيذها، فقد وزعت الأعمال بتنسيق محكم بين فرق الصيانة والتفتيش والمهندسين، لفحص كل جزء في هذه المعدة للتأكد من سلامتها، فيما يقوم فريق الصيانة بأعمال الإصلاح اللازم ومن ثم اقفالها لتكون جاهزة للتشغيل في عملية أشبه بسباق التتابع.
حجم العمل وحجم المعامل
تقع هذه المعامل على مساحة تبلغ 800 ألف متر مربع، مما أضاف تحديا بارزا أمام استخدام نفس المعدات لتغطية جميع أعمال الصيانة وبصورة منتظمة مع عدم إغفال أهمية الوقت في مثل هذه الأنشطة، وكي نتصور هنا حجم العمل فسنورد بعض الأرقام القياسية، فقد تم فحص وصيانة 481 معدة أساسية وما يربو على 2247 من المعدات التابعة، كما تم فحص 3612 نقطة، للتأكد من مطابقتها للمقاييس الهندسية، واكتمال 49 مشروعا جديدا متفاوتة الأحجام، وصيانة شاملة ل45 من المبدلات الحرارية الضخمة في ورش الخدمات الميكانيكية بالجعيمة، وغيرها من الأعمال التي تتطلب التنسيق الجيد من قبل الصيانة.
تحديث وتطوير
وفي معرض حديثه عن هذا الإنجاز أشار مدير إدارة التشغيل الأستاذ، أحمد الغنام، الى ان مهندسي مصفاة رأس تنورة بمختلف تخصصاتهم قضوا ثلاث سنوات من البحث والدراسة والتشاور مع العديد من الشركات العالمية خلصت في النهاية الى ضرورة تجديد الاجزاء الداخلية لعمود الفرز في معمل 15 الذي يعد بمثابة شريان التشغيل في المصفاة لكون معظم المعامل مرتبطة به، واي تحديث يجري عليه سيكون له اثر ايجابي على بقية المعامل، وقد تم حصد ثلاث فوائد نتيجة هذا التجديد حيث زاد انتاج الديزل بمعدل 8000 برميل في اليوم، وحسن من منتج زيت الغاز والذي يعد المغذي الأساسي لمعمل التكسير الهيدروجيني، ثاني أهم معمل بالمصفاة، مما ادى الى زيادة العمر الافتراضي للمواد المحفزة بمقدار ستة اشهر. واوضح المهندس صلاح المقيم، الذي اعد هذه الدراسة، ان هذا التجديد قد رفع من جودة منتج الاسفلت مما سهل العمليات التحويلية لمعمل الاسفلت وادى الى زيادة الانتاج بمقدار 4000 برميل في اليوم.
ويختم الاستاذ احمد الغنام قائلا:(يمكننا القول ان الربحية في المصفاة زادت نتيجة لهذا التجديد).
الكل يد واحدة من أجل رأس تنورة
تضافرت جهود الموظفين والادارات جنبا الى جنب من اجل انجاح هذه الفعاليات، وقد نوه الاستاذ خالد البوعينين، في كلمته ابان حفل التكريم الذي اقيم بمناسبة اكمال اعمال الفحص والصيانة بمدى التنسيق والتكامل والعمل بروح الفريق الذي اسهمت بها كافة الادارات المعنية، فلم تأل ادارة منع الخسائر جهدا في مراقبة العمل خلال هذه الفعاليات وابداء التوجيهات التي تضمن من خلالها سلامة الموظفين والمقاولين على حد سواء، وادارة المعدات الثقيلة رمت بثقلها لتوفير جميع المعدات اللازمة لاتمام اعمال الصيانة الشاملة، وادارة المواصلات ذللت العقبات ووفرت المواصلات من والى مدن الموظفين ليصلوا في الوقت المحدد على رأس العمل، وادارة التفتيش كان لها دور الاهتمام بالجودة والتأكد من ان كل ما انجز حسب ما تقرره المواصفات والمقاييس الهندسية المعمول بها في ارامكو السعودية، واما دائرة المواد فأخذت على عاتقها عدم غياب قطعة غيار واحدة في هذه الفعاليات، وادارة خدمات الورش الميكانيكية تنهي مهمة صيانة المبدلات الحرارية قبل الوقت المحدد باربعة ايام، ولا نغفل دور كل من ادارة الأمن بمنطقة الاعمال الشمالية وادارة خدمات احياء السكن وادارات اخرى من اجل تسجيل انجاز آخر يضاف الى انجازات ارامكو السعودية العديدة.
رأس تنورة في سطور
@ تقع رأس تنورة على شاطىء الخليج العربي على بعد 70 كم شمال الظهران.
@ شهد عام 1939م تصدير اول شحنة زيت سعودي برعاية الملك عبدالعزيز آل سعود - يرحمه الله - مؤسس المملكة العربية السعودية.
@ أنشىء أول معلم تكرير في عام 1941م بطاقة إنتاجية بلغت 3000 برميل في اليوم.
@ تدرجت الطاقة الإنتاجية لمصفاة رأس تنورة في الارتفاع لتصل إلى 525 ألف برميل في اليوم في عام 2003م، لتكون أكبر مصفاة زيت على مستوى الشرق الأوسط.
@ تنتج المصفاة أنواع المشتقات البترولية الأساسية للحياة اليومية مثل: بنزين السيارات والكيروسين ووقود الطائرات والديزل وزيت الوقود الثقيل والإسفلت.
محمود المشعوف وحسين القحطاني أثناء مراجعة الرسومات الهندسية