بادئ ذي بدء سأتحدث في هذه الكلمات المختصرة عن أهمية الوقت في الإسلام، وسأتطرق لبعض النصوص من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وغيرهما، مما جاء في الحث على العمل وإتقانه ومراقبة البارئ - عز وجل - في كل حركة وسكون، حيث يقول الله سبحانه وتعالى في سورة التوبة : ((وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ))، ومما ورد في الأثر عن سيد البشر محمد - صلي الله عليه وسلم - أنه قال : ((إنَّ الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه))، وقد ورد عن أمير المؤمنين الخليفة الراشد علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنَّه قال: ((الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك)). بعد تلك المقدمة أذكر هنا تعريفًا مبسّطًا لمفهوم «إدارة الوقت»، ويقصد به الاستغلال الأمثل لموارد الوقت المحيطة بالإنسان، فلو جئنا مثلاً للموظف في منشأة أو دائرة حكومية، فإنَّ لديه كثيرا من الموارد المحيطة به، ويجب عليه استغلالها استغلالاً أمثل للاستفادة منها فيما يخدمه ويخدم عمله، ويجب أن يبادر هو بنفسه قبل أن يُطلب منه ذلك من مديره أو رئيسه المباشر. أولاً: أمور يجب على الموظف الاعتبار بها: - أن يجعل الله سبحانه وتعالى هو الرقيب عليه في جميع أموره، فقد ذكرنا في الآية السابقة أن الله مطلع على كل شيء في حياة الإنسان. - أن يجعل في نفسه رقابة ذاتية، بحيث لا يقدم على أمر إلا وهو يعلم بأنه محاسب عليه. -أن يعتبر وظيفته بمثابة العقد المبرم بينه وبين الدولة، بحيث إنه سيتقاضى على ذلك العقد راتبًا شهريًا، فيجب عليه أداء عمله على أكمل وجه. -أن يعلم بأن الوظيفة أمانة ويجب المحافظة عليها؛ والالتزام بحقوقها وواجباتها وأخلاقياتها. ثانيًا: كيف يتميز الموظف في عمله: يستطيع كل موظف أن يتميز في عمله حسب ما يسند له من مهام وواجبات، ومن هذا المنطلق أذكر هنا بعض الأمور التي ينبغي أن يراعيها الموظف ليصبح متميزًا: - أن يتعرف على واجبات ومهام وظيفته؛ ويلتزم بأخلاقيات المهنة التي يزاولها. -أن يؤدي عمله وواجباته بنية خالصة لله سبحانه وتعالى. -أن يبادر بالسؤال عما يستشكل عليه في مهام وظيفته، سواء من موظفين أكثر خبرة منه أو من رئيسه المباشر. -أن يبحث عن كل جديد يخدم عمله مما يطور وينمي مهاراته في وظيفته. - أن يحرص على الحصول على الدورات التدريبية التي تعينه في أداء مهام وظيفته. 6- أن يبادر في أداء الأعمال بناء على الوصف الوظيفي والمهام الموكل إليه إنجازها. 7- أن يستخدم الأجهزة الحديثة كالحاسب الآلي في إنجاز أعماله، وأن يطور مهاراته المهنية في استخدامها. - أن يستخدم التقنيات الحديثة في أداء عمله ك (البريد الإلكتروني والواتساب والرسائل النصية ... وغيرها) بما يخدم وظيفته. - أن يلتزم بالدوام حضورًا وانصرافًا، ويفعل حضوره في دوامه بما يخدم وظيفته. - أن يحترم رؤساءه وزملاءه في عمله، ويبادلهم الود والاحترام. - أن يبتعد عن كل ما يشين علاقته مع رؤسائه وزملائه في عمله. - أن يقدم كل ما ينفع به زملاءه من مهارات وأعمال يمكن أن تساعدهم في أداء أعمالهم.