عبر الكثير من الامريكيين عن تقززهم من الانتهاكات التي تعرض لها سجناء عراقيون على ايدي جنود امريكيين في بغداد لكن في الوقت الذي تحتل فيه الفضيحة عناوين الاخبار يتساءل البعض اذا كانت هذه الانتهاكات لا تعدو ان تكون جزءا من ويلات الحروب.وقالت كونستانس وين مارخام 40 عاما من هاستنجز بنيويورك : صور الامريكيين الذين ظهروا يضحكون وهم يسيئون معاملة السجناء العراقيين اذا كانت حقيقية فهي بشعة..مقززة. كانت الصور قد بثتها محطة سي.بي.اس التلفزيونية في برنامجها 60 دقيقة قبل اسبوع.وقالت كاثلين بلاك محامية الهجرة في سان فرانسيسكو انها منزعجة من ان ادارة بوش غطت على الفضيحة بعد علمها بالانتهاكات منذ يناير كانون الثاني وان الصور تعيد الى الذاكرة حرب فيتنام.وقالت بلاك : انها تعيد ذكريات ماي لاي في فيتنام في اشارة الى مذبحة وقعت في عام 1968 عندما دمرت القوات الامريكية قرية في جنوبفيتنام وقتلت مئات الرجال والنساء والاطفال لكن المذبحة ظلت طي الكتمان 18 شهرا. لكن بينما اشترك كثير من الامريكيين في ردود افعالهم الغاضبة سعى آخرون الى البحث عن اسباب تفسر تلك الصور التي جرد فيها السجناء العراقيون من ملابسهم وتعرضوا للاذلال والاهانة والاغتصاب. قال البعض ان الصور يمكن ان تكون جزءا من حرب دعائية او ان الصور لا تحكي القصة بأكملها. وقال آخرون : هذه الانتهاكات جديرة بالاحتقار لكنها لا تقارن بقتل موظفين امريكيين الذين تدلت جثثهم المتفحمة من جسر في مدينة الفلوجة العراقية في الحادي والثلاثين من مارس اذار على يد حشد مبتهج. ولم يقر المهندس مايك والاس من سانتا كلارا بكاليفورنيا الانتهاكات لكنه قال : نحن لا نعرف القصة الكاملة لما فعلوا..قد يكون هؤلاء الناس السجناء العراقيون قتلة وأوغادا. وفي ديترويت عبر عاملان في مكان واحد عن وجهات النظر المتعارضة. وقال بيري صامويل 43 عاما الذي كان يستمتع براحة من عمله في الصيانة : عندما يكون لديك سجناء لا تحاول ان تمتهنهم او ان تعذبهم. أما زميله اوسكار توريس 21 عاما فرد قائلا : اعتقد انهم يستحقون ذلك..انا أصوت لبوش. انه يفعل الشيء الصحيح. وقال هارفي شاكمان 65 عاما الذي تقاعد من مجلس التعليم في مدينة نيويورك : أنت لا تعرف ما هي الدعاية..هناك دائما جانبين للقصة..الحرب وحشية..لا يمكن ان يكون لديك حربا نظيفة ولكن هناك قواعد. وقالت باربارا ماكنجني وهي ممرضة من روجرزفيل بولاية ميسوري بلهجة فظة: هؤلاء الناس كانوا سيعلقوننا من اظافرنا ان استطاعوا..اخشى اننا لو لم نخيفهم حتى الموت لما استطعنا اقناعهم بالتعاون. وفي الوقت الذي تطلب فيه منظمة العفو الدولية اجراء تحقيق في الانتهاكات كتب احد قراء صحيفة دالاس مورننج نيوز الى الصحيفة يقول : لا اذكر ان هذه الجماعة دعت الى اجراء تحقيق بشأن حرق وتعليق المدنيين المتعاقدين مع الجيش الامريكي من جسر في الفلوجة قبل بضعة اسابيع. وقال دريل نوريس من ويلز بوينت بولاية تكساس في رسالة نشرت يوم الثلاثاء : اذا تمخض اذلال هؤلاء السجناء عن انقاذ حياة جندي امريكي فليس هناك ما يمنع من المضي فيه. وقال كثيرون ان الدولة الديمقراطية الرائدة في العالم يجب ان تكون مسؤولة عن تطبيق ارفع معايير حقوق الانسان حتى لو احتدم الغضب بسبب مقتل 558 جنديا في الحرب حتى اليوم. وادانت الصحف في طول البلاد وعرضها السلوكيات التي عرضتها الصور. وفي افتتاحية نشرت يوم الاربعاء اعلنت صحيفة نيويورك تايمز عن اسفها لاناكثر صور الاحتلال التي ستبقى في الذاكرة قد تكون هذه الصور للجنود الامريكيين المبتسمين الذين يعذبون السجناء العراقيين.