تطل علينا شمس الشتاء الدافئة بخيوطها النرجسية بعث في خلايا مستقيلة الذي يكمن احساس الوجدان العاطفي الممزوج برائحة القرية في باقة قصصية. القاص عبدالله النصر يفتتح مجموعته بالرائحة التي تدوي في قلوب البشر بقصة (للأمس رائحة حمقاء) الذي يتحسس اصوات الآلات وطبيعة البلد وينتقل من بين صفحاته فتطل علينا قصته (القرش) الذي اثار وجدان القارىء بتلمس هذه القصة في حياته اليومية التي كثيرا ما نرى من يحلم بأن يمتلك مبلغا من المال. ثم يصل بنا الى محطة (ذات العباءة البيضاء) وهي تجسدت في القارىء بأن القاص عاش في المدينة لا سيما الدمام ذات الشاطىء الجميل في صورة رائعة ويتلمس احساس الطبيعة الجميلة ونسيم رائحة البحر. وفي (جمر يتنفس النار) الذي يبث نسيج التعب اليومي لدى الشخص وما يتحمله من اعباء يومية في ديباجة جميلة تضفي على محيا القارىء عبارات التنفس من شهيق وزفير وتوسل بالله العلي القدير فنجد اسلوب القاص يتلمس الحياة اليومية والمكان والزمان المتنفس النفسي الذي يطرأ على الانسان من هذه الاعباء من الانا الخلقية بل ممزوجة بخيال واسع ذي عبارات فنية جميلة. ولربما ان القاص يجد الموت في رقصة سمكة فيضع بين الموت الذي لا يرى والسمك الذي يخرج من الماء برقصاته كي لا يلفظ انفاسه بيد حنون يحب البيئة الجميلة الذي يأكل من اجل ان تستمر الحياة كذلك ليخرج الكتاب كاستمرار لحياته. ويختم قصته ببلل بلا ماء ويجسد حشمة المرأة الخليجية الملتزمة بآداب الاسلام في احد أزقة القرية التي تثبث الترابط بين افراد مجتمعها فنجد هنا الصورة الجميلة التي تمسكت بها الفتاة الخليجية مع ان المسافة ستكون اطول. فاذا القاص عبدالله النصر اطل علينا بخيوطه ذات الحبكة الجيدة والصيغ الصورية برسم وتجسيد المادة العلمية بفن مشرق احاط القارىء بدفء جميل. سمير سليمان العايش