حوار العقول: بهذه الكلمات حدثنا الملحق في اجتماع غير عادي عن اهمية حوار العقول في مدينة مانشستر ببريطانيا.. هذه العبارة كان لها صدى غير طبيعي، اوقد يكون غير عادي بالنسبة لي، حيث وافق فكرة عمرها سنتان لدي، ايدها اكثر من 20 باحثا في بريطاينا، تمت مناقشة هذه الفكرة معهم، وكنت اهدف الى تسميتها بمسمى الفاصل الواصل، وقد يكون نظيرها بالانجليزي Make or Break وهذه الفكرة كالتالي: هنالك الكثير من المستجدات والظواهر اليومية او المرحلية التي تواجه ابناءنا الطلبة، على جميع المستويات، بسبب تأثيرات داخلية او خارجية، في ظل التطور السريع والعجيب في مجتمعنا المعاصر. هذه المستجدات تؤثر ايجابا او سلبا احيانا كثيرة على المستوى الفردي، وغالبا الجماعي، التي لا يمكن له معرفة التعامل معها او قل لا يمكن له الحصول على الطريقة المثلى للتعامل معها، مما ينحى بشجرة المجتمع الى التفرق بعد الجماعة والتشتت بعد الوحدة.عن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة ان عبدالله بن مسعود قال: ما انت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم الا كان لبعضهم فتنة. ان ابناءنا يقعون ضحية هذه المستجدات، مجردين من التسلح العلمي، الذي من المفترض ان يقدم اليهم من اي المنهجين او كليهما التربية المنزلية او المناهج الدراسية لتغطيتها ومناقشتها بشكل كاف يتبين من خلالها سلبيات وايجابيات هذه الظاهرة ويتم على ضوئها مناقشة هذه المستجدات بحوار عقلي هادئ، يشارك فيه الجميع المربي والطالب على ارضية من الواقع متفقا مع كل جديد او مستجد من هذه القضايا ليستطيع عند ولادة هذه او تلك الظاهرة من وئدها في مهدها. لنطرح تنفيذ هذه القضايا على شكل نقاط تتفق واسس البحث العلمي: 1 المشكلة: حدوث ظاهرة جديدة دخيلة على مجتمعنا من جميع نواحي المجتمع اما سياسية او اقتصادية او اجتماعية مع ملاحظة ان الناحية الدينية لم تذكر ضمن الاطر المطروحة، لانها كلها تصب وتدور في الاطار الديني، التي بنت ومازالت تبني عليه الدولة جميع اسسها وقيمها الداخلية والخارجية، على سبيل المثال لا الحصر: ظاهرة الاستراحات والشيش او ظاهرة المشاركات الهاتفية بالقنوات الفضائية. 2 ابعادها السطحية: ضياع المال، ضياع الوقت، ضياع (ولا اقول ضعف) الايمان، ضياع الصحة، ضياع (ولا اقول ضعف) الروابط الاجتماعية.. وهكذا. 3 الحلول: المناقشة والمكاشفة والمجابهة، وعدم رمي المسئولية على الغير، والاخذ بعين الاعتبار هدف النقاش (المشكلة) وقت النقاش، مكان النقاش، المناقشين، المستهدفين من النقاش واطراف النقاش. 1 هدف النقاش هو وجود ارضية مناسبة يمكن من خلالها مناقشة قضية جديدة، لا يتم مناقشتها لا في المؤسسة التعليمية، ولا في التربية المنزلية، حيث ان من المعلوم والمعروف ان المؤسسة التعليمية لا تقدم الحل في مناهجها الدراسية الموضوعة اصلا بناء على دراسة خماسية سابقة، فانى لها ان تناقش اوضاعا جديدة او مستجدة تحدث في العام مرة او مرتين، وكذلك فان التربية المنزلية تناقشها على نطاق ضيق او تحلها عن طريق اوامر صارمة ذات اتجاه واحد من الاعلى الى الاسفل (الاب الى الابن) من غير نقاش او تفهيم ومفاهمة تحدث وتنطلي على الشريحة العظمى من الاسر. الحل: ايجاد زمان ومكان مناسبين يتم من خلاله مناقشة هذه الظاهرة على اساس علمي واع او بمشاركة اطراف تربوية. الزمان: ساعة او ساعتين كل اسبوع او اسبوعين تستقطع من المنهج التربوي خلال اليوم الدراسي وتعطى مسمى مادة او تعنون ب (الظاهرة المناقشة المحاورة او حوار العقول). المكان: الصف الدراسي او المسرح الدراسي. اطراف النقاش: المعلم او من ينوب (مرشد طلابي محاضر خارجي من معهد معترف به) والطلاب. الاسلوب: يبلغ الطلاب بموضوع المناقشة في وقت مسبق اسبوع مثلا ثم يتم فتح باب الحوار من قبل المناقش على ان يكون استماع اكثر من كلامه، حتى يتم اعطاء الوقت الاكبر للطلاب من ابداء الرأي ومناقشة الحدث او الظاهرة. النتائج: 1 مناقشة ظاهرة جديدة لا يتم التطرق لها لا منزليا ولا مدرسيا. 2 اعطاء الطالب الفرصة الاكبر للتعبير عن رأيه وابداء ملاحظاته. 3 تعود وممارسة الطالب الوقوف والتعبير من غير جهل او خوف. 4 دفع او ايجاد افكار جديدة تمكن من ايجاد حلول ايجابية. 5 يكون الطالب في موقف المدافع والناظر بعين التفكر في هذه الظاهرة بدل اخذ موقف سلبي والوقوف في حالة التلقي والتقليد غير المبصر. 6 يشعر الطالب في ارتباطه بالمجتمع واهميته كوحدة بناء لا وحدة هدم. 7 اعادة تأهيل الطالب واعادة حساباته من خلال تغيير وتعديل افكاره السابقة. في مسند احمد عن النعمان بن بشير قال: صحبنا النبي صلى الله عليه وسلم وسمعناه يقول (ان بين يدي الساعة فتنا كأنها قطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ثم يمسي كافرا ويمسي مؤمنا ثم يصبح كافرا يبيع اقوام أخلاقهم بعرض من الدنيا يسير او بعرض الدنيا قال الحسن والله لقد رأيناهم صورا ولا عقول اجساما ولا احلام فراش نار وذبان طمع يغدون بدرهمين ويروحون بدرهمين يبيع احدهم دينه بثمن العنز)، فاذا كان هذا عن الرجال فمن باب اولى الحفاظ على النشء. عليه فان هذا المشروع قابل للطرح بشهادة الاغلبية، وسيتم طرحه ان شاء الله كورقة عمل في الحوار الوطني القادم ان امكن ذلك.