المحرر هذه الرسالة التي وجهها احد الاخوة بعفوية نحس بحرارة صدقها عندما ندرك كم من طفل يغرق في موسم الصيف.. وكم يغرق بسببهم اشخاص آخرون صارعوا الموج لانقاذهم وفي مقدمة هؤلاء الآباء والأمهات. انها فجيعة موسمية تتكرر بارقام مفزعة.. وليس كل من تنشر اخبارهم راحوا وحدهم ضحية الغرق.. وانما هناك اضعاف لهم لقوا المصير نفسه في الشواطىء واستراحات المزارع.. بل حتى برك المنازل التي توجد بها برك السباحة. الى متى اذن تستمر هذه الحالة؟. بهذا السؤال بدا كاتب الرسالة نداءه للجميع: الى متى يا ابآئي واخواني ونحن نسمع بغرق الاطفال؟ صغار لا يميزون الضار من النافع ولا يعرفون موقع الامان من الخطر.. نتركهم يسبحون في مياه البحر او برك السباحة دون مراقبة او متابعة دقيقة.. نغفل عنهم وهم امانة في اعناقنا.. نذهب معهم للنزهة ل(وساعة الصدر) ونحن في فرح وسرور ثم تحدث الفجيعة. فيغرق طفل او طفلان في غفلة الاهل وانشغالهم كلنا نعلم ان الغرق لا يحتاج الى وقت طويل كي نتمكن من الانقاد بل دقيقة اودقيقتان داخل الماء وينتهي كل شيء. والله ان حوادث الغرق التي نسمع بها بصورة دائمة تحزن كل قلب فكيف باهل الغريق واقاربه وكيف بامه وابيه؟ والله ما تحملت النظر الى غريق فارق الحياة اهله واخوته على رمال الشاطىء والبكاء مرتفع انه منظر لا يمكن ان انساه ولا يمكن ان يغيب عنى خاصة عندما اعود لزيارة البحر. والمصيبة العظمى ان يذهب ضحايا مع هذا الطفل الذي سحبته الامواج الى الاماكن العميقة فلا يحتمل امه او ابوه وان كانا لا يجيدان السباحة النظر الى ابنهما وهو يصارع الامواج يريد النجاة فينطلق احدهما او كلاهما لانقاذه فتغرق الام او يصبح الضحايا ثلاثة بدلا من واحدة.. فلو اخذنا بالاسباب من مراقبة ومتابعة بحيث لاينزل اي طفل البحر الا معه ابوه او امه او اخوه الاكبر وفي الاماكن المعدة للاطفال فقط لما كان هناك ضحايا باذن الله. انني اكتب هذه الاسطر وقلبي يعصره الالم والحزن الشديد عندما اتصفح الجرائد واقرأ هذه الاخبار المؤلمة (طفل يغرق في بركة سباحة) (طفلان يفارقا الحياة في شاطىء العزيزية) (طفله تلفظ انفاسها الاخيرة في بركة سباحة) انها عناوين تتكرر كل عام في صفحات الجرائد فهل من معتبر؟ سعد صالح الغريب العيون