أمير القصيم يهنئ القيادة الرشيدة بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك    وزير الخارجية يستعرض العلاقات التاريخية مع رئيس المجلس الأوروبي    نيمار يُعلق على طموحات الهلال في كأس العالم للأندية    يامال يصف ظهوره الأول في كأس أمم أوروبا بأنه «حلم»    متحدث الداخلية: اكتمال المرحلة الأولى من خطط أمن الحج    ثنائي إنجليزي يتنافس لضمّ سعود عبدالحميد    فسح 2.1 مليون رأس من الماشية استعدادًا للحج    ضبط 25 مخالفًا نقلوا 103 غير مُصرَّح لهم بالحج    بدء نفرة الحجاج إلى مزدلفة    الرئيس الشيشاني يُغادر المدينة المنورة    وزير الداخلية يؤكد اعتزاز المملكة واهتمام القيادة بخدمة ضيوف الرحمن    «الرياض» ترصد حركة بيع الأضاحي.. والأسعار مستقرة    النفط يسجل مكاسب أسبوعية بفضل توقعات الطلب القوية رغم انخفاضه    خبراء صندوق النقد: استمرار ربط الريال بالدولار مناسب للاقتصاد    بدء مفاوضات انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي    40 نيابة قضائية لمباشرة قضايا موسم الحج    حرس الحدود بعسير يقبض إثيوبي لتهريبه 45 كيلوجرامًا من مادة الحشيش المخدر    رئيس مصر يزور المتحف الدولي للسيرة النبوية    العيد في غزة حزين وبلا أضاحي    الشيخ المعيقلي في خطبة عرفة: الحج إظهار للشعيرة وإخلاص في العبادة وليس مكانًا للشعارات السياسية ولا التحزبات    خالد الفيصل يطمئن على سير الخطط المقدمة لضيوف الرحمن    «دله الصحية» تقدم عبر مستشفى مركز مكة الطبي رعاية طبية عالية الجودة لخدمة ضيوف الرحمن    إسبانيا تقسو على كرواتيا بثلاثية في افتتاح مشوارها بيورو 2024    خادم الحرمين وولي العهد يتلقيان برقيات تهنئة بمناسبة عيد الأضحى المبارك    نائب أمير منطقة مكة يستقبل وزير الحج والعمرة في مقر الإمارة بمشعر عرفات    تصعيد أكثر من 42 مليون سلعة تموينية للحجاج في عرفة ومزدلفة    وزير الخارجية يترأس وفد المملكة بقمة السلام في أوكرانيا    أكثر من 1.8 مليون حاج وحاجة يقفون على صعيد عرفات لتأدية ركن الحج الأكبر    وزير الحج يعلن نجاح خطط التصعيد من مكة ومشعر منى إلى صعيد عرفات    (621) مليون مستفيد ومستمع لترجمة خطبة عرفة عالميًا    تصعيد في جنوب لبنان.. واشنطن تخشى الانزلاق لحرب    سياسي مصري: قصف مخيمات النازحين «جريمة حرب»    مع دخول الصيف.. سكان مخيمات غزة يواجهون «الجحيم»    "الصحة" تُحذر الحجاج من أخطار التعرض لأشعة الشمس    وزير الإعلام يتفقد مقار منظومة الإعلام بالمشاعر المقدسة    رجل أمن يحتضن الكعبة.. خدمة وشوق    الأجواء المناخية بطرق المشاعر المقدسة    أبحاث تؤكد: أدمغة الرجال تتغير بعد الأبوّة    انضمام مسؤول استخباراتي سابق إلى مجلس إدارة شركة Open AI    نائب أمير مكة يتابع أعمال الحج والخدمات المقدمة لضيوف الرحمن    السعودية تتسلم علم استضافة أولمبياد الفيزياء الآسيوي 2025    2000 إعلامي من 150 دولة يتنافسون في الأداء    مركز العمليات الأمنية ل«عكاظ»: نرد على المكالمات في ثانيتين    مصادر «عكاظ»: الشهري يدرس عروض أندية «روشن»    «السيادي السعودي» يعتزم الاستثمار في الهيدروجين الأخضر و«المتجددة»    النائب العام يجري جولة تفقدية على مركز القيادة والتحكم للإشراف المباشر على أعمال النيابة العامة بالحج    «الزامل للتنمية القابضة» شريكٌ في «عنان إسكان»    «SSF» قوات النخبة.. تدخل سريع للحماية والتأمين    حجاج صندوق الشهداء والمصابين والأسرى والمفقودين يحطون رحالهم في منى    4 أطعمة مناسبة أثناء تناول حقن التنحيف    40 عاماً لتخطي سوء معاملة طفل !    مركز البحوث السرطانية: لا تتجاهل البقع الزرقاء !    الأخضر تحت 21 عاماً يخسر من بنما بركلات الترجيح في بطولة تولون الدولية    فيلم "نورة" من مهرجان "كان" إلى صالات السينما السعودية في رابع العيد    120 مليون نازح في العالم    صحفيو مكة يشيدون بمضامين ملتقى إعلام الحج    هدايا بروح التراث السعودي لضيوف الرحمن    العيسى: تنوع الاجتهاد في القضايا الشرعية محل استيعاب الوعي الإسلامي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عشقت الطب ودرست هندسة البترول بقرار من مجلس الوزراء
"رجل المهمات الصعبة" المهندس عبدالعزيز الحقيل يتذكر:
نشر في اليوم يوم 23 - 05 - 2003


الحلقة الاولى
ضيفنا لهذا الاسبوع مختلف فهو انسان عصامي استطاع ان يشق طريقه في الحياة بعزيمة ومسئولية اجتاز مرحلة مهمة من حياته وهو لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره وهذا وجه الاختلاف بينه وبين سابقيه يمتاز بعزيمة واصرار مهمين في حياته العلمية والعملية ، كانت الظروف مهيأة له لاخذ قسط وافر من التعليم في مجتمع كانت طموحاتهم هي الوظيفة اولاً عشق الطب ولكنه اتجه الى هندسة البترول صدفة وبقرار من مجلس الوزراء له فلسفته في الحياة وفي شق طريقه وفلسفته في تربية ابنائه ، تستشف من خلال مسيرته حبه لروح المغامرة واصرارا وعزيمة لا تجدها في شخص في مثل ظروفه ، استطاع ان يشق طريقه في الحياة حتى تقاعد اخيرا من منصب النائب التنفيذي لرئيس شركة ارامكو السعودية ، واختير للعديد من المهام الصعاب والمهمات الجسام حتى سمي "رجل المهمات الصعبة" لن نطيل وسأدعكم مع المهندس عبدالعزيز بن محمد الحقيل ابن المجمعة ليحدثنا عن مسيرة زرعت بالورود والاشواك على حلقات فإلى الحوار:
@ اليوم: في البداية حدثنا عن النشأة والولادة والاسرة والمجتمع الذي نشأت به؟
انا من مواليد مدينة المجمعة عاصمة سدير عام 1944ه تقريباً وكان والدي يرحمه الله كثير السفر من المجمعة الى الرياض بحكم عمله كتاجر ويغيب عنا لفترات طويلة تمتد الى اربعة اشهر وهي تجارة يسمونها "التديين" وهي ان يبيع للبادية مواد غذائية مثل السكر والارز ويقبض قيمتها بعد ان يحول الحول وهذه كانت تجارة مشهورة في ذلك الوقت يراعى فيها احوال الناس المادية ووضعهم آنذاك فوالدي كان يبحث عن المستدينين الذين اخذوا منه المال او الاغذية وهذا يتطلب مجهودا شاقا ومتعبا في ذلك الوقت .
اما عن الاسرة فاسرتنا كبيرة فأخوتي 13 فرداً وانا ترتيبي السادس واحوالنا الاسرية مستقرة وميسورة اذا ما قورنت باسر اخرى في ذلك الوقت والمجتمع في المجمعة مجتمع متدين ومتعلم بعض الشيء مما ساعد الى أنشاء مدرسة ابتدائية فى وقت مبكر وكانت تعادل الكلية فى ذلك الوقت.
تهيئة الظروف
@ اليوم : اذا انت من عائلة ميسورة الحال فهل ساعد ذلك على اخذك انت واخوتك لقسط عال من التعليم ؟ وكيف ينظر المجتمع للتعليم في ذلك الوقت؟
نعم نحن من عائلة ميسورة اذا ما قورنت باحوال الناس في ذلك الوقت اما التعليم فالمجمعة كما اسلفت كانت تعي دور التعليم لوجود العديد من المشايخ والمتعلمين وقد ساعدتني الظروف على اخذ قسط وافر من التعليم انا واخوتي بسبب تهيئة المناخ الدراسي وحرص والدي ووالدتي على تذليل الصعاب من اجل ان نواصل التحصيل العلمي فقط دون هدف محدد ووالدي كان يجابه اعباء الحياة بنفسه وكان بامكانه ان يطلب منا مساعدته في تجارته او البحث عمن يطلبهم ولكنه آثر ان نتفرغ كلياً للدراسة.
دوافع التعليم
@ اليوم : وما الدوافع اذا من التعليم اذا كانت الوظائف بعيدة ووالدك تاجر بإمكانك ان تكون انت واخوتك مثله؟
المجتمع في المجمعة كان مجتمعا بطبيعته مهيأ للتعليم لوجود المدرسة الابتدائية ولم يكن امامي الا ان اتعلم وفعلاً التحقت بالمدرسة الابتدائية وعمري خمس سنوات وكنت اصغر طالب بالمدرسة.وكذلك وجود المسؤول الاول في المدرسة ويسمونه المعاون هو ابن عمي الشيخ عثمان بن حمد الحقيل ايضاً هو من شجعني وكان دافعاً لكي التحق بالمدرسة بشكل سريع ومن مشايخ المجمعة الذين كان لهم دورهم في افتتاح المدرسة الابتدائية الشيخ العنقري والحقيل والشيخ عمر الصالح والمربي الفاضل الشيخ عثمان الصالح والاستاذ ابراهيم الحجي وكان وكيل وزارة المعارف آنذاك .
المناهج والانظمة
@ اليوم: وكيف كانت المناهج والانظمة ومن هم المدرسون والطلاب الذين تتذكرهم الآن؟
كانت المناهج منوعة فكنا ندرس الحساب والمواد الدينية والنحو واللغة العربية بجميع فروعها وكان يتولى تدريسنا نخبة من المدرسين العرب المؤهلين وغالبيتهم من خريجي الجامعات المصرية المشهورة في ذلك الوقت وكان هناك نظام القفز فالثلاثة الاوائل من كل فصل بامكانهم القفز الى الصف الذي يلي الصف المنقول اليه وقد استفدنا من ذلك فاستطعت ان انهي المرحلة الابتدائية في خمس سنوات بدلا من ست كما ان اسلوب الثواب والعقاب كان له دور ايضاً .
@ اليوم : اذا انت من مؤيدي عودة الضرب الى المدارس؟
لاابداً الضرب ليس وسيلة صحيحة للتعليم ولكنه كان سابقاً مفيدا الى حد ما وكان له اهداف واضحة ويوكل الضرب الى اشخاص معينين ومعروفين وليس لكل من هب ودب وهو مفيد اذا استخدم في وقته ولطالب معين.
غياب الوالد
@ اليوم : غياب الوالد لفترات طويلة ألم يؤثر ذلك على تحصيلكم العلمي؟
لاابداً فكما قلت لك ان الظروف كانت مهيأة لنا للدراسة حتى ان المدرسة لاتبعد عن المنزل سوى بضعة خطوات وهذا ايضاً ساعدنا على التعليم ووفر لنا المواصلات التي كانت عائقا لبعض الاسر في ذلك الوقت. وغياب الوالد عنا لم يؤثر على تحصيلنا العلمي لوجودي بين اخوتي حتى ان مدير المدرسة ابن عمي.. واتذكر ان والدي كان يعود الينا من الرياض محملاً بالهدايا الاقلام الملونة والكراسات وهي ايضاً كانت حافزاً لي للتعليم.ولم تكن معروفة ذلك الوقت حتى أن المدرسين كان لهم نصيب في هدايا والدي.
زملاء الدراسة
@ اليوم: بالتأكيد ان المدرسة في المجمعة قد خرجت شخصيات معروفة فمن تتذكر من زملاء الدراسة؟
نعم المدرسة خرجت شخصيات معروفة ومنهم معالي وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الرشيد والدكتور هادي عبدالجبار والاخ الاستاذ عبدالله الحقيل عضو مجلس الشورى ورئيس البنك البريطاني وغيرهم الكثير الذين سبقونا في التخرج.
دور الأهل
@ اليوم: حدثنا عن والدك وما دوره فيما وصلتم الية من تعليم وما ثقافته؟
والدي رجل عصامي استطاع ان يهيء لنا المناخ المناسب للتعليم وذلل امامنا الصعاب ارادنا ان نتعلم فقط وكان يقدر العلم والمتعلمين ورأيته مثقفا جيدا في وقته يتابع الاخبار عبر المذياع واذا تحدث مع الغير تجده متحدثا واعيا لما يدور حولة فاهماً في امور دينه وكان جيدا في الارقام والحسابات بحكم عملة كتاجر وكان يحل لنا مسائل يصعب علينا حلها وكان يحلها بطريقته التي تعجب المدرس .
المذياع والمجتمع
@ اليوم : امتلاككم للمذياع في ذلك الوقت ألم يشكل لكم مشكلة خاصة وانكم في مجتمع متدين ؟
كنا نملك المذياع وهو ذلك الجهاز الاعجوبة الذي يتحدث بدون ان ترى المتحدث ولم يكن غريباً في وقتنا الا ان المجتمع كان لم يستوعب بعد فوائده وآخرون كرهوا سماع الموسيقى فيه ومنزلنا كان من المنازل القليلة التي تمتلكه الا ان الوالد كان حريصاً على سماع الاخبار وقراءة القرآن به اما غير ذلك فلم اشاهده ذات يوم يسمع موسيقى او غناء وكان هناك نوع من الرقابة الذاتية خوفاً علينا في ذلك الوقت.
مواقف علقت بالذهن
@ اليوم: نعود الى مرحلة الدراسة مرة اخرى ما المواقف التي علقت بذهن عبدالعزيز الحقيل ومازال يحن لها ويتذكرها؟
يمكن الرحلات المدرسية هي التي ما زالت عالقة بذهني "وكشتات"العائلة ايضاً لجبل "المزيرية" خاصة في الربيع ووقت هطول الامطار وكنا نذهب سيراً على اقدامنا ولم اعرف ركوب السيارة الا بعد ان سافرت من المجمعة الى الرياض.
@ اليوم: ألم يكن هناك سيارات في المجمعة ؟
كانت هناك سيارات قليلة لاناس مخصصين وكانت السيارة من الاشياء التي نستمتع بها عند مرورها في الشارع وكان اقراني يتعلقون بها اما انا فكنت آخذ حذري ولا احب المغامرة في مثل هذة الاعمال .
مرحلة مهمة
@ اليوم: حصلتم على الشهادة الابتدائية وكانت مرحلة مهمة تفتح العديد من المجالات للعمل وحتى التدريس ما الخطوة الثانية في مسيرتك التعليمة؟
والدي كما اسلفت يقدر التعليم ويحثنا على اخذ اعلى المراتب ويهيء لنا جميع الامكانات وكان لايرضى بغير الشهادة الجامعية وحصولي على الشهادة الابتدائية لم يكن غاية الطموح بالنسبة للوالد او لي برغم انها مرحلة مهمة في ذلك الوقت والمجال كان مفتوحا للوظائف وبسبب عدم وجود المرحلة المتوسطة او المعاهد في المجمعة قرر الوالد الحاقي باخوتي احمد وعبدالله الذين سبقوني الى الرياض ومن ثم انتقلت الاسرة جميعها الى الرياض .
الانتقال الى الرياض
@ اليوم : انتقالكم من اجل التعليم ام ان هناك اسبابا اخرى؟
نعم الهدف الاساسي هو التعليم ووالدي ايضاً كانت له مصالح تجارية بالرياض وكذلك اخوتي الذين سبقوني وهي رحلة تحول كبيرة في حياتي ورحلة لايمكن نسيانها لانني ركبت السيارة لاول مرة وكانت سيارة نقل ركبنا مع العفش واستمرت الرحلة ثماني ساعات رحلة ممتعة وشاقة وركوبنا في السيارة بحد ذاته يعتبر مغامرة.
@ اليوم: وكيف كانت الرياض؟
كانت الرياض اذا ما قورنت بالمجمعة مدينة عصرية يسكنها عدد كبير من الناس وبها فرص العمل والتعليم.
الالتحاق بالمدرسة
@ اليوم : كيف التحقت بالمدرسة ؟
الدراسة كانت ست سنوات ابتدائي وست ثانوي وهناك التحقت فوراً بثانوية اليمامة ولم تأت اوراقي بعد او ما يسمى "الملف" فاشار على مدير المدرسة ان التحق فوراً بالدراسة حتى لا يضيع الوقت وفعلاً اشار علي ان التحق باحد الفصول فدخلت الصف وكان الصف الثاني الثانوي كان عمري عشر سنوات فرأيت انني ادرس مواد صعبة لا اعرفها ولم يسبق لي ان درستها وفعلاً اصررت على ان اواكب زملائي فاشتريت كتبا من المكتبة لتعليم الانجليزية وبدأت ادرس كي اصل الى مستوى زملائي .. واستمررت في الدراسة وعندما وصلت اوراقي اكتشف المدير بإنني التحقت بصف اعلى من صفي فاستدعاني وقال لي انت التحقت بالصف الثاني فهل ترى نفسك انك تستطيع ان تكمل فقلت نعم وحصلت على تزكية من المدرسين الذين درسوني.
القفز لسنتين
@ اليوم: اذا كسبت سنتين حتى الآن الصف الثالث والصف الاول متوسط؟
نعم سنتان وهي من الاشياء الطريفة وكانت المدرسة اليمامة وبعد الصف الرابع الثانوي قررت ان اتحول الى الدراسة العلمية بسبب حلمي بان اصبح طبيباً وكنت اشترك في مجلات عربية طبية بالكتابة والمشاركة والسؤال ومنها مجلة الدكتور وطبيبك معك وتصلني دورية .وهو ما زادني ثقافة بالمجال الطبي.
مجتمع الرياض
@ اليوم: حدثنا عن الرياض ومجتمعها واين سكنتم وكيف كانت المعيشة والمواصلات؟
عند وصولنا الى الرياض سكنا فى دخنة وكانت الحقيقة فيها الكثير من وجهاء المجتمع والمشايخ ومنهم الشيخ محمد بن ابراهيم ال الشيخ رحمه الله مفتى المملكة آنذاك وكذلك الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله والشيخ عبداللطيف بن ابراهيم ال الشيخ واتذكر ان هناك كانت تعقد حلقات العلم في المساجد وكانت دخنة بها المعهد العلمي والجو كله كان جوا دينيا وعلميا ومجتمعا متعلما متدينا ومتعلما اما المعيشة فكانت اغلب الاسر في دخنة ميسورة الحال والارزاق متوفرة والامن مستتب.
اغراءات الوظيفة
@ اليوم : ألم تغرك الوظيفة او المسؤولية عن الدراسة؟
لا ابداً كان ميولي ان اكمل تعليمي ولم اكن في حاجة الى المال كان توجة عائلتي التعليم والتعليم فقط ولذلك عشت صغيراً في هذا الجو اما المال فكانت الدولة رعاها الله تعطينا مكافآت لاننا من المجمعة وتسمى (مكافأة اغتراب) انا واخوتي في الثانوي او المعاهد العلمية وهو مبلغ مائتي ريال وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت وكان يدخل علينا انا واخوتي 600ريال وهو مبلغ كبير يفي بالتزاماتنا في ذلك الوقت.
زملاء الدراسة
@ اليوم: من تتذكر من زملاء الدراسة ولماذا لم تدرس بالمعهد العلمي كاخوتك؟
كثيرون ومنهم سعود الاشقر وعبدالله المهنا والدكتور عبدالعزيز الخويطر وعبدالعزيز الراشد. وكانت ميولي علمية ولا ارغب في دراسة المواد الادبية.
التعليم بالرياض
@ اليوم : الرياض ألم تكن بها جامعات وما المراحل التي تقف عندها العملية التعليمية ؟
لا لم يكن بالرياض جامعات كانت هناك كلية تسمى كلية الشريعة وكلية اللغة من المعهد العلمي وهي نواة لجامعة الامام محمد بن سعود فيما اعتقد.
الحصول على الثانوية
@ اليوم: بعد حصولكم على الشهادة الثانوية اين اتجهتم ؟
حصلت على الثانوية العامة وكنت من العشرة الاوائل على مستوى المملكة فذهبت وقتها الى وزير المعارف عبدالعزيز ال الشيخ وطلبت منه ان ابتعث ضمن دفعة الى جامعة القاهرة لدراسة الطب فوعدني خيراً وبعدها باسبوعين فوجئنا مفاجأة سارة ببيان مجلس الوزراء الذي يقول ان العشرين الاوائل في المملكة ستبعثهم الدولة على حسابها الى الولايات المتحدة الامريكية وهي اول بعثة رسمية واعتقد عام 1959م لدراسة هندسة البترول.
اختيار التخصص
@ اليوم : ولماذا هندسة البترول والبلاد بحاجة الى اطباء ومدرسين وغيرهم؟
كانت الدولة تعي ان النفط عامل اساسي في اقتصاد البلاد فلا بد ان يكون هناك مهندسون سعوديون في هذا المجال بالذات خاصة ان شركة ارامكو مملوكة لاربع شركات كبيرة في ذلك الوقت.
نبأ الابتعاث
@ اليوم: وكيف تلقيت نبأ استدعائك رسميا للابتعاث؟
لم نكن نصدق ونشرت اسماؤنا في الصحف واجتمعنا مع وزير البترول آنذاك الشيخ عبدالله الطريقي الذي شرح لنا اهمية دراسة هندسة البترول واهمية هذه المادة في اقتصاد بلادنا وحثنا علي قبول البعثة وعدم التخلف كما شرح لنا المجتمع الامريكي وكيفية الدراسة والمكافآت وغيرها.
العشرون المميزون
@ اليوم : ومن تتذكر من العشريين المميزين؟
اتذكر مع حفظ الالقاب الزملاء سعود الاشقر وعبدالله الطاسان وعبدالله الحسن وكيل وزارة الكهرباء الآن وحسين الحارثي ومحمد نعمان ومنصور السحيمي مدير شركة اسمنت جدة الآن.
معارضة الأهل
@ اليوم: والوالد والوالدة كيف استطعت ان تقنعهما بالبعثة وهل كانت هناك معارضة؟
ذهبت للوالد لاخذ الموافقة فاستبشر خيراً وكانت الموافقة ايجابية مشجعة فوالدي كان يعرف ويقدر العلم برغم انه لم يسمع بالبترول او هندسة البترول ولا يعرف اين تقع امريكا اصلاً اما والدتي فقد تأثرت تأثرا شديدا للفراق خاصة وان عمر ي 15 عاماً وهي لاتعرف اين امريكا وما لغتهم ايضا الا انها تمنت لي الخير واتذكر انها عند قرب السفر ذهبت الى السوق واشترت لي"بطانيات"خوفاً علي من البرد واخذت البطانيات ارضاء لها.
رحلة الابتعاث
@ اليوم: صف لنا الرحلة من اين بدأت وكيف انتهت خاصة انها رحلتك الاولى ؟
استقلينا انا وزملائي الطائرة الى جدة في رحلة كانت محفوفة بالخوف والتوجس واستمرت لاربع ساعات لاخذ تأشيرة من السفارة الامريكية ونحن نحمل خطابا من وزارة الخارجية وحصلنا على فيزا دبلوماسية ومكثنا بجدة اسبوعا من اجل الحصول على فيزا ثم استقلينا طائرة الى القاهرة فلم يكن هناك رحلات مباشرة الى امريكا وفي القاهرة طلب منا ان نجهز انفسنا في التفصيل ففصلنا بدلا ولم يكن الطلبة في امريكا يلبسون البدل الرسمية وكانت تلك مواقف طريفة فى رحلتنا تلك ومن القاهرة الى امريكا عن طريق الجيزة في رحلة طويلة بطائرة بلجيكية الى بلجيكا ومنها الى نيويورك في رحلة استمرت عشر ساعات ومن بلجيكا الى نيويورك 14 ساعة.
رحلة العمر
@ اليوم: رحلة طويلة وممتعة وشاقة ماذا كان يتوقع عبدالعزيز الحقيل ذو الخمسة عشر ربيعا ان يجده امامه في دولة الصناعات والتكنلوجيا ؟
لم نهيأ بالشكل المطلوب لهذا التحول ولم تكن لغتنا الانجليزية ايضاً بالمستوى المطلوب ولكننا وفقنا فى زميل هو محمد القويز سبق وان درس اللغة الانجليزية في مصر وكان يتولى الترجمة لنا ، وعند وصولنا الى نيويورك وقفنا مشدوهين من ناطحات السحاب والشوراع والنظام كل شيء كان بالنسبة لنا غريبا حتى المطاعم لم نشهدها الا هناك ولم نتعود على الاكل والشرب خارج البيت حتى اللوحات وانوار السيارات والقطارات كل شيء كان بالنسبة لنا غريباً.
اول بعثة رسمية
@ اليوم: اذاً انتم اول بعثة رسمية ومن اوائل من درس هندسة البترول؟
نعم اول رحلة رسمية بهذا العدد سبقنا زملاء بالدراسة ولكن كانت على حسابهم اما هندسة البترول فلم نكن اول الدراسين فقد سبقنا احمد الزامل وعمران العمران في اقتصاديات البترول والزامل درس في لوس انجلس وعمران وسليمان بجامعة تكساس.
ثم قضينا فى نيويورك بعض الوقت لانهاء اجراءات رسمية واتذكر الدكتور بكر عبدالله بكر كان قد سبقنا الى مدينه استن والتقينا به في جامعة تكساس وبدأنا نتأقلم من الوضع ونتعارف على بعض الاخوة السعوددين من مختلف المناطق واستطعنا ان ننسجم بحكم وجودنا في الغربة.
مشكلة اللغة
@ اليوم: كيف بدأتم الدراسة وكيف استطعتم ان تتجاوزوا مشكلة اللغة آنذاك؟
اول سنة كانت تحضيرية لدراسة اللغة وكنا متحمسين لان ننجز ما بعثتنا الدولة من اجله بتفوق وبدأنا في دراسة التخصص من السنة الثانية.
دراسة التخصص
@ اليوم: وجميعكم كنتم تدرسون نفس التخصص؟
لا التخصصات تختلف فمنا من درس هندسة البترول وآخرون الهندسة الميكانيكية او الكهربائية وكلاهما يصب في خدمة القطاع البترولي.وهندسة البترو ل فروع تتفرع منها العديد من التخصصات.
الاتصال بالأهل
@ اليوم: وكيف كان اتصالك بالاهل ؟
لم يكن هناك هواتف فى المملكة رغم توفرها في امريكا وكانت اجازاتنا كل سنتين وليست كل سنة وكانت الرسائل هي الوسيلة الوحيدة لمعرفة اخبار الاهل والوطن وكانت الخطابات تستغرق ثلاثة واربعة اسابيع وكنا ننتظر الرد بفارغ الصبر وكانت والدتي رحمها الله تذهب الى اهالي زملائي في الرياض لسؤالهم عن احوالنا ومدي ما وصلنا إليه في التحصيل العلمي ، وكانت الاجازات كل سنتين وكنا نستغل هذه الرحلات للسياحة ومشاهدة العالم من حولنا واول رحلة كانت عن طريق الشرق من امريكا الي هراري طوكيو بانكوك الهند باكستان الرياض وهي رحلة تعلمنا فيها كيف نتحاور مع الشعوب ونتعرف على ثقافاتهم.
المجتمع الامريكي
@ اليوم: المجتمع الامريكي كيف كان يعاملكم وينظر لكم وكيف استطعتم التأقلم؟
كانوا يجهلون اساسا موقع المملكة وعادات وتقاليد المملكة وكانوا يقدروننا ويحاولون ان يتعرفوا علينا اكثر ويتعاطفوا معنا ويدعوننا الى زيارتهم ايام العطل الاسبوعية ونحن كنا نقبل الدعوات من اجل اثراء لغتنا والتعرف عن قرب على عاداتهم وتقاليدهم وكيف يتعاملون ويعلمون اطفالهم وكانوا يصطحبوننا الى القرى القريبة وهم بطبعهم من محبي الرحلات.
مواقف طريفة
@ اليوم: ماذا تتذكر من المواقف في امريكا؟
فى احدى المرات ذهبنا الى لعب (البولنق) مع عائلة امريكية وطبعا هي لعبة لا نعرفها وكانوا يستغربون عدم المامنا باللعبة وكانت الكرة ثقيلة وجسمي نحيل فكنت احاول ان اسقط ولو بعض القوارير ولكن الكرة كانت تأخذ المجرى مما اوقعنا في حرج ولهذا كنت اذهب وحدي للتمرين حتى اذا حضرت مع العائلة لا احرج وكانت نوعا من التحدي لي وكذلك السباحة لم اكن اجيدها وقيادة السيارات وكنت احرص على الا يراني احد وانا احاول ان اتعلم قيادة السيارات لان من هم في سني كانوا يقودون السيارة آنذاك.
روح التحدي
@ اليوم : استشف من خلال تلك المواقف روح التحدي والمنافسة وحب التعلم؟
نعم هذا صحيح كنت احاول ان اتعلم كل شيء فيه الخير باصرار وعزيمة وانا هاو جداً للرياضة احب كل انواع الرياضات التزلج الصيد والغوص احبها واجيدها ايضاً.
المشي والغوص
@ اليوم : عرفت انك غواص ماهر وتحب الغوص؟
نعم ولدي فريق من الغواصين نذهب كلما سنحت لي الفرصة الى ينبع للغطس والاستمتاع بالشعب المرجانية هناك كما انني مواظب على رياضة المشي وبشكل مستمر.
البطاقة الشخصية
الاسم :المهندس عبدالعزيز بن محمد الحقيل
العمل :متقاعد من ارامكو السعودية
الحالة الاجتماعية :متزوج وله محمد وثامر وتركي وثلاث بنات
لقطات
@ استمر الحوار للجزء الأول ثلاث ساعات.
@ حضر اللقاء ابنا الضيف محمد وثامر
وساعدانا في ادارة الحوار.
@ للضيف اهتمامات في البيئة
وهو غطاس ماهر ورياضي.
@ يسكن الضيف في فيلا في فنائها نافورة كبيرة وتقبع في اركان الفيلا مجموعة
من اللوحات الفنية الرائعة.
@ ثامر يدرس الهندسة باسكوتلاندا.
@ دائما ما يعلق المهندس الحقيل نجاحاته بشركة ارامكو الى روح العمل الواحد والمجموعة ولا يستأثر بنفسه على اي انجاز تحقق في اثناء عمله بالشركة.
@ يحرص الضيف في السفر كلما احانت له الفرصة الى ينبع مع مجموعة لممارسة رياضة الغطس هناك.
@ د. نسرين الحقيل ابنة الضيف زودتنا
في لقائها ببعض جوانب حياة والدها.
نواصل العدد القادم
اول مجلس ادارة لارامكو السعودية بعد تملكها بالكامل الى السعودية في 14/3/1989م
في زيارة لمشروع منتجات البترول في جازان 1996م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.