عبر العاهل البحريني الملك حمد بن عيسي آل خليفة عن أمله في أن يكون الأفراد الخمسة الذين تم القبض عليهم بتهمة الاعداد لأعمال إرهابية أبرياء، مشيراً الى أن هذاما يتوسمه دائماً في كل بحريني. واضاف في بيان نقلته وسائل الاعلام البحرينية. لقد أسفنا لذلك واستغربنا أن يكون بين أبناء البحرين من لديهم توجهات للإضرار بسلامة المواطنين والمقيمين وباقتصاد البلاد وأمنها الوطني. وكلي أمل أن يكونوا أبرياء، فهذا ما أتوسمه دائما في كل بحريني أما إذا أثبت سير العدالة مسئوليتهم الجنائية فلابد أن يأخذ القانون مجراه ولا بديل عن ذلك في بلد القانون. وقال الملك حمد بن عيسي في كل الأحوال فهذه حالة منفردة ونحن واثقون أن أبناء البحرين حريصون على أمنها ومصلحتها وهم من الوعي والنضج بما يجعلهم السياج الواقي لوطنهم حيال أي مكروه لتبقى البحرين بلد الأمن والأمان في مختلف الظروف. وشكر العاهل البحريني جميع أجهزة الأمن ليقظتها وكونها العين الساهرة على أمننا الوطني حماية لسلامة الوطن وحريته ضد أي تهديد. وفي المحكمة جدد القاضي الحبس الاحتياطي للخمسة المتهمين بالتخطيط للقيام باعمال ارهابية الى يوم السبت القادم بعد ان سجلت النيابة العامة اعترافاتهم في 60 صفحة بصيغة غير نهائية. وعلمت (اليوم) ان الاعترافات المسجلة تفيد بحيازة السلاح من دون ترخيص بعد ضبط السلاح في منزل (عيسى. ب) الذي يعمل ضابطا في الحرس الوطني، دون ربط (الخلية) بتظيم القاعدة او غيره.. وقال المحامي فريد غازي وكيل المتهم محيي الدين لقد قابلت يوم الاحد الشيخ خالد بن علي آل خليفة رئيس النيابة العامة وكذلك المحامي العام بالنيابة واطلعت على ملف القضية المتعلقة بموكلي وحصلت على تصريح من النيابة لزيارته اليوم. وقال ان تفتيش منازل المتهمين تم بإذن من النيابة. كما صرح المحامي عبدالله هاشم وكيل المتهم بسام يوسف بانه ينوي زيارة موكله على انفراد وحضور جلسات التحقيق معه والاطلاع على ملفه. ويواجه المعتقلون الخمسة تهمة تعريض حياة المواطنين للخطر، والإضرار بالمصالح الوطنية حيث ذكر أنه تم ضبط كمية من الأسلحة والذخيرة بحوزتهم لاستخدامها في أعمال ارهابية. و اكد احد المعتقلين في اول حديث له عبر (اليوم) منقولا عن محاميه انهم يتمتعون بصحة جيدة و لم يتعرضوا لأية مضايقات عند اخد الاعترافات منهم جسميا أو نفسيا، وهم يعاملون معاملة جيدة... وبدت معنويات المعتقلين عالية أمس، من خلال اطمئنانهم لعدالة قضيتهم وبطلان الاتهامات التي وجهت إليهم لكنهم ذكروا أنهم يخضعون لحبس انفرادي في (زنزانات) خاصة. من جانب آخر تواصلت ردود فعل الحقوقيين والقانونيين وأعضاء مجلس النواب إبان الاعتقالات فيما استمر أهالي المعتقلين في بيان كيفية الاعتقال والمداهمات والتفتيش التي تعرض لها أبناؤهم ومنازلهم. وقال عبدالرزاق بوخوة، والد المعتقل بسام: إنه كان موجودا مع ابنه في الحج يقومان بالطواف حول الكعبة المشرفة الأربعاء الماضي، وتسلم ابنه حينها مكالمة من زوجته تخبره فيها أن المنزل تعرض للتفتيش والتكسير من قبل قوات خاصة ودخلت المنزل من دون وجود أصحابه عن طريق كسر الباب وأخذت ثلاثة أجهزة كمبيوتر. وأضاف: انه بناء على هذه المكالمة طلب من ابنه عدم الرجوع إلى البحرين لتجنب القبض عليه، لكن الأخير رفض الفكرة وقال: أنا لم رتكب جرما كي أهرب، وسأعود معك... وبعد الوصول إلى جسر الملك فهد في الثانية عشرة ظهر الجمعة الماضي اعتقل بسام أمام والده بعد تفتيش دقيق للسيارة وتفكيك أجهزتها الذي أسفر عن لا شيء، ونقل الأب عن المحامية لولوة العوضي التي حضرت التحقيق مع المتهم أمام النيابة العامة أمس أن المتهم لم يتعرض لضغوط لنزع الاعترافات وقد أنكر أمام النيابة التهم المنسوبة إليه. وقال واصفا ابنه إنه إنسان عادي ومتدين ومتمسك بدينه، وهذا فخر... وقد درس في أميركا بولاية تكساس، لكنه لم يرتح من الوضع الأخلاقي الإباحي هناك، مما دفعه إلى مغادرتها والتوجه إلى الإمارات في العام 1988. وأضاف: أن بسام يكره العنف، وتربى على الاستقامة، ولديه ولع كبير بتكنولوجيا الكمبيوتر منذ بداية السبعينات، وشغف بقراءة الكتب عامة والدينية خاصة، ويملك منها الكثير في مكتبته، وقد التقى فقهاء في العام 1995 م كما انه من أوائل المستخدمين لجهاز الكمبيوتر في البحرين نهاية الثمانينات، وابتكر برامج كثيرة، لذلك فضل العمل في هذا المجال على الأعمال التجارية التي أملكها والحديث للأب فكان التحاقه بشركة (بتلكو) للعمل في قسم البرمجة ليصبح بعد فترة بسيطة مسئولا للقسم. وأضاف بوخوة: لم يكن لديه الوقت للسياسة ومشكلاتها، ولم يهتم بها قط، لكنه كان مهتما بملاحقة الأخبار العالمية ومعرفة ما يجري مع ذلك يرفض إدخال التلفزيون إلى منزله، الذي ظل طوال 14 عاما مضت خاليا من هذا الجهاز، وهو من خلال الكمبيوتر يتابع الأخبار العالمية والمنتديات ويسجل خطب بن لادن إلى أن أصبح لديه موقع للجهاد في فلسطينوأفغانستان، وصودرت من منزله ثلاثة أجهزة كمبيوتر إضافة إلى اسطوانات مدمجة وجواز زوجته. وقال بوخوه أنا أؤكد هنا أن ابني ليست له علاقة بالقاعدة ولا الارهاب. عائشة البلوشي أخت المعتقل جمال البلوشي قالت: تم تفتيش منزلنا فجر يوم الخميس الساعة الثالثة... كان نائما حينها، دخلت المنزل قوات خاصة تفاجأنا بهم كيف دخلوا، أخذوا كمبيوتره الخاص الذي للتو قد اشتراه، وأخي متزوج وأب لابنتين الأولى عمرها 6 سنوات والصغرى سنتان وخمسة أشهر، وقد كان يعمل موظفا في البنك الدولي، وكأي مسلم يؤمن بالله، كان يحافظ على صلاته ويذهب إلى المسجد... ليست لديه نشاطات دينية ولا يذهب إلى جمعيات سياسية... ويقرأ كتبا دينية وكتبا عادية. واضافت: كنت موجودة في المنزل أثناء عملية المداهمة والتفتيش، وأذكر أن منزلنا أحيط بقوات مسلحة دخلت من دون استئذان من أصحاب المنزل، وفوجئ أحد أشقائي بوجودهم في الصالة، أما جمال فقد كان نائما مع زوجته وطفلتيه في غرفته الخاصة حتى فتش المنزل واعتقل، وقد تخرج في المدرسة التجارية في المنامة ثم عمل في طيران الخليج بداية الثمانينات.. حاولنا مقابلته ومعرفة معلومات عنه ولم نستطع. من جانبه قال أحمد خان شقيق المتهم محيي الدين خان: إن الاعتقال كان في الخامسة من فجر الخميس، إذ دخل أربعة أشخاص من قوات الأمن الوطني وبقي ثلاثة عشر منهم يحاصرون المنزل بأسلحتهم في الخارج. فتشوا الصالة وغرفة النوم من دون تكسير محتوياتها، وأخذوا جهاز الكمبيوتر الخاص به ثم اعتقلوه، لم تكن هناك أسلحة، قالوا إنهم سيرجعون أخي بعد ساعة من التحقيق ولم يرجع. يضيف: تلقى محيي الدين مراحل التعليم الأولى في السعودية، ثم توجه إلى أميركا بولاية لوس انجليس لدراسة الإدارة، بقي هناك مدة عامين وعاد في العام 1981 إلى السعودية بعد وفاة والده، إذ نحن نقيم في السعودية منذ الأربعينات لكننا بحرينيون ونحمل جوازات سفر بحرينية، بعد ذلك توجه إلى أفغانستان مرتين، الأولى في العام 1981 والثانية عام 86 للجهاد هناك، إذ كانت الجهات الحكومية ترحب بذلك أنذاك، وبقي فيها ثلاثة شهور، في المرة الأولى وفي سفرته الثانية أيضا... لديه 5 أبناء وابنتان. أصغر أطفاله عمره 4 سنوات وأكبرهم 15 عاما، بعد أفغانستان عاد إلى السعودية وعمل فيها أكثر من عشر سنين كان خلالها مرحا مع الجميع و علاقاته مع الآخرين جيدة ولا يوجد ما يشير الى هده النهاية باستثناء اعتقاله في حادثة انفجار بشارع الملك خالد وتم اطلاق سراحه على الفور بعد التأكد من براءته غادر بعدها إلى البحرين، ومنذ ستة شهور مضت عاش في البحرين وعلى جسر الملك فهد صادرت السلطات البحرينية جواز سفره و كان يريد المشاركة في الانتخابات النيابية لكنه لم يستطع لهدا السبب، وقال عضو مركز حقوق الانسان البحريني نبيل رجب أن المركز تلقى اتصالات من بعض أهالي المعتقلين بطلب التدخل والمساعدة، وسيتم الالتقاء بهم اليوم للاطلاع على تفاصيل القضية وطريقة الاعتقالات، واكتفى بالقول إنه من السابق لأوانه الحديث عن الموضوع الآن، وخصوصا ان الحدث لم يمض عليه أكثر من يومين ولا نريد الاستعجال. واكد النائب عادل المعاودة بقوله: لن نتسرع في أي حكم وخصوصا أننا ليس لدينا الأصل في الشك لا في الناس ولا في الحكومة... ربما هناك ملابسات قد وقعت في الموضوع والخطأ وارد على كل حال.