تجوس بعيني الرؤى ترصد ذاك الذي لا يجيء وتشعل في ظلمة اليأس قنديلها وتعبث في أفق الخوف ومض اشتياق عساه يجيء ولكنه لايجيء هكذا بدأ الشاعر معزوفته المشبوبة بالقلق والاضطراب.. ومضات شعرية.. تشبه انبعاثات النار من الرماد.. مرة تضيء.. ومرة تخمد، الثنائية الخطيرة تتناوب النص بين الوجود واللاوجود .. ثم ماذا؟ ألا أيهذا البعيد البعيد حنانيك.. فيم اتئاد الخطا؟ وفيم تتمتم والخافقان صراخ يلوب.. ورجع ضجيج؟ أبست تصيخ لحشرجة الجرح اذ يستغيث؟ ألم تر للحزن كيف استنار بظلمته التائهون؟ وكيف استفاقت على اليأس أمنية الحالمين؟ وكيف يحيك الردى للنهار رداء المغيب؟ تستمر الثنائية الرائعة، لتعكس ثنائية المشاعر التي يعيشها شبابنا الطموح، المصدوم بالواقع البائس.. او الغامض، ولذلك تجيء تعبيراتهم قاتمة أحيانا لتحكي القتام المرقوم على الافق، وتجيء ومضات الامل باسمة في وجه الحياة، لتحكي مرحلتهم العمرية المتمردة، او وعيهم القوي، وتفاؤلهم الغيبي بما ينتظرونه لأمتهم..!! ألا أيهذا البعيد القريب تضوع هذا المدى بأريج الترقب أثمر في قفرة الصبر طلع الرجاء وأشرق من مهمه الليل جيش النهار فحتام تستمريء الانتظار؟! توشح بعزمك أيقظ صهيل القدوم لتستوفز الهمم المتعبة النبرة هنا تقوت بالطموح، نهضت بالأمل المتوشح بالعزم، وتوثبت بالهمة الشبابية العالية، فأصبحت الصور اكثر اشراقا، واقرب الى الانبثاق، بل اخذت طابع التدليل والبرهنة، لتقنع الذي لا يجيء بأن يجيء.. ألا أيهذا القريب الذي لا يجيء تأهب.. فكل القلوب يقين بأن ستجيء على قدر منتظر خاتمة تتناسب مع معطيات التدرج الماضي.. فالبداية تحمل ثنائية متساوية، وفي وسط النص بدأ تغلب الأمل على الألم، ثم جاءت المرحلة الثانية من الوسط لتكون اقوى نبرة في دفع سحب اليأس والقنوط، فمن حق الخاتمة ان تظفر باليقين.. اليقين التام بأن النصر سوف يجيء.. باذن الله لأمة القرآن والتوحيد رغم كل ما يحجب الرؤية.. آخر قصيدة شدا بها الشاعر القاص المسرحي الشاب الاستاذ خالد بن عبدالله الغازي، واحد من طاقات الادب في المنطقة الشرقية، التي لم تفعل كل امكاناتها الفنية بعد في التعبير عما تحمله من رؤى، ومشاعر.. والا فقد اثبت وجوده محليا وخليجيا وعربيا اكثر من مرة، بالفوز في عدد من المسابقات الشعرية والقصصية والمسرحية، ومثلت له عدد من المسرحيات، وكلنا امل في ان تتفجر هذه المواهب فور انتهائه من اعداد بحثه لنيل درجة الماجستير الذي يشغله حاليا. بقي ان اقول : انه من مواليد الخبر 1392ه، ويعمل معيدا في فرع جامعة الامام في الاحساء، نشر نتاجه في عدد من الصحف، وهو عضو في نادي المنطقة الشرقية الادبي وفي رابطة الادب الاسلامي العالمية.