معارض وندوات ومطبوعات والكويت تشارك بأعمال عشرة من فنانيها

الفن التشكيلي في جنادرية 18

استقطب الجناح التشكيلي بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية لهذا العام عددا كبيرا من الفنانين والفنانات التشكيليات والهواة فتجاوزت الأعمال المقدمة للمعرض الثلاثمائة عمل فني قدمها أكثر من مائتين وعشرين اسما. لكن لجنة اختيار تشكلت من بعض الفنانين وأعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك سعود بالرياض قسم التربية الفنية اختارت 137 عملا فنيا إضافة إلى عشرين عملا تقدمت بها للمشاركة دولة الكويت وقد تجاوز عدد التشكيليات عدد التشكيليين. رئيس لجنة الفنون التشكيلية عبد العزيز السواجي حرص على نجاح مشاركة هذا العام وفق ما هو متاح من إمكانات فتمت طباعة دليل للمعرض وأقيمت ثلاث أمسيات عن التذوق الفني شارك فيها الفنانان عثمان الخزيم ود. صالح الزاير وأدارها د. عبد الله الفوزان وأخرى عن النقد التشكيلي شارك فيها د. سعد البازعي والفنان عبد الجبار اليحيا وأدارها الفنان د. أحمد عبد الكريم أما الثالثة فكانت للسيدات.
وتشكلت اللجنة التشكيلية لهذا العام من سعد العمير وفهد المنيع وعبد الرحمن العقيلي وأحمد الغنام وأكرم محمد علوان الذين تناوبوا على الحضور اليومي في صالة العرض بالجنادرية. وأقيم في فندق الإنتركونتيننتال معرض المجسمات الجمالية (النحت) وشارك فيه علي الطخيس وعبد العزيز الرويضان وأحمد الدحيم ومحمد المعيرفي ود. صالح الزاير وسعود الدريبي ومنال الحربي وأشرف على المعرض الفنان عبد العزيز الرويضان ضمن النشاط التشكيلي للمهرجان وكأحد أعضاء لجنته. غلبت على المعرض المقام مهرجان الجنادرية أعمال الشباب الذين يشارك بعضهم ضمن خطواته أو عروضه الأولى وقد منحت اللجنة خمسة من المشاركين والمشاركات جوائز المعرض المالية وهم: مؤيد الزيد ومحمد الرباط وثريا مؤذن وعبد الجبار اليحيا وخلود عسيري.
(البيئة ومظاهرها)
بنظرة سريعة على أعمال المعرض نجد تنويعا واختلافا واضحا سواء على مستوى الصيغ أو الاتجاهات أو الخامات أو المستوى. غلب على المعرض طابع المحاكاة والنقل أو رسم المظاهر البيئية المحلية فظهرت في أعمال الفنانين الكويتيين البيئة حيث رسم عدد من المشاركين المراكب وسواحل البحر بينما رسم آخرون المنازل وتناول فريد العلي ومحمد الشيخ وفاضل الرئيس الحرف العربي أو الزخرفة ومن بين المشاركين من دولة الكويت فاضل اشكناني في ومحمود الرضوان وإبراهيم إسماعيل وسعود الفرج وعلي نعمان وعبد الرضا باقر وإبراهيم حبيب. تناولت أعمال نوال العجمي وجليلة الحلال ونعمة بو صالح ومنى هلال ومريم أحمد وأفراح المشامع وأميرة الشيوخ ومحمد السعيد ومنصور كردي ودينا العيسى وآخريات الطبيعة الصامتة وتراوحت هذه الأعمال بين الدراسة التي تحقق علاقات العناصر ومساقط الظل والنور وبين الرسم الأكثر عضوية ورسم آخرون عن المظاهر المحلية لبيئة كل فنان. كانت أعمال فاطمة الدهمش وسعيد الوايل وعبد العزيز المبرزي ويوسف السالم ومنى عباس وفتحية سواد وعبد العزيز المرشود وسليمان السريع وإيمان القحطاني وموسى الحضري وعدنان فيلاني وآخرون بينما تمثلت الطبيعة المحلية في أعمال حسن مداوي الشهري وخديجة مقدم وعبد المحسن الطوالة وغازي الجعيد وعدد آخر من المشاركين.
(خامات ومحاولات تجريبية)
تناول عدد من المشاركين خامات كالرخام والأخشاب والمعاجين والحبال وغيرها تمثلت في أعمال فيصل خالد الذي حفر على قطعة الرخام وجاورها بمعالجات لونية تتضاد وبريق الرخام الأبيض وشكل فايز الحارثي زخارف على معاجينه بحرص وشيء من الدقة أما عالية الحارثي فقد ألصقت بعض الصور على عملها الذي عالجته بالمعاجين لتحقق بروز بعض الأشكال وقطعت خلود عسيري مساحاتها بوصلات من الأخشاب التي حددت بعض عناصرها الآدمية أما منى الرويشد فقد استخدمت الصور في تناول فكرتها عن مظاهر حياتية مختلفة في عسير. أما فاطمة باعظيم فقد برزت تشكيلاتها الزخرفية المتنوعة على المعاجين محققة فكرة معمارية شعبية, كذلك عن دلال البتال التي تتنوع عناصرها وتتوزع بشكل هندسي مجرد بحس سيريالي قدمت مهدية آل طالب مشاركتها التي سعت من خلال الى رسم لوحة التعبير بحركة ملفتة لإحدى وجوه لوحتها أما تغريد البقشي فتجرب بالرسم على القماش المعلق وحدات زخرفية وبتعبيرية لونية قدم محمد الحمد عملا لافتا ومثيرا لأسئلة الجمهور وطغى الأبيض في عمل فؤاد ومغربل الممتد لتجارب الفنان المعروفة وأثار في لوحة فهد خليف فكرة الربط بين الشماغ والحبل على خلفية باب تقليدي.
(الموروث في أكثر من صيغة)
استلهام الموروث المعماري يتضح في أعمال طه صبان ومشعل العمري وسعيد العلاوي ومحمد الشهري وهدى الرويس وآخرون ومسعود قربان وعلى نحو مختلف بين المباشرة أو التبسيط وتتجرد العناصر في علاقة بالفضاء عند أحمد الخزمري وعلى نحو ضبابي أكثر مباشرة في عمل محمد الرباط وبتعبيرية واضحة في التلوين والأشكال عند شاليمار شربتلي واكثر انحيازا إلى التعبير عن حالة إنسانية في أعمال الأميرة غادة بنت مساعد وريم مؤيد الزيد وإيمان الضيف أعمالهما بأقلام الفحم أو الرصاص على نحو أقرب إلى الدراسة. وجاءت وحدات وعناصر أكرم علون على نحو مترابط ومتكاتف يحققها بألوان مائية ويؤكدها بأقلام سوداء كما ترسم أمل الدوسري مواضيعها باهتمام ومحاكاة. أما عائشة الحارثي فإن مرجعية الصور تتضح في رسمها للطفل على خلفية معالجتها المتشظية وتتناول فوزية الخميس فكرتها - الجيدة - بشيء من الحذر ويحاكي عبدالرحمن الزهيري مظهرا تراثيا محليا بالأسود والرماديات أما ثريا مؤذن فترسم تقاطيع وأجزاء الحصان في توزيع غلب فيه الأسود الذي انعكس على الألوان الأخرى علي الدقاش يلون بتعبيرية وعضوية منحت لوحته شحنتها وحرارتها أما مريم الجمعة فترسم وجوها أنثوية وادعة كما قدم صالح خطاب عملا ضمن تجارية وصيغها الأقرب للسريالية تنحاز لوحات محمد الحجيلان إلى تعبيرية اللون ومعطيات علاقاته كما هو عند محمد الحمد إلا أننا في لوحة إبراهيم بوقس نجد تنوعا وغلبة التكوين خاصة في توظيف الأحمر أو بعض درجاته لكن معالجة فهد الحجيلان تنقل خبرات هذا الفنان وهو يؤكد ضربة الفرشاة وأثرها على مسطح اللوحة وتلفت لوحة جيلان الغامدي في توزيعها وعلاقات ألوانها وأناته لتحقيق فكرة أو صياغة مختلفة.
(محاولات طموحة وأعداد كبيرة)
المشاركون في المعرض على تنوع الاتجاهات يعبرون عن شكل ومحاولات طموحة خاصة لفئة الشباب الذين يؤكدون حضورهم في مثل هذه المناسبات. ومن بين الأسماء المقدمة لهذه المشاركة أحمد حسن وعمار بن علي ووداد المنيع وأماني المزروع وفواز كثوعه وفهد باسودان ووداد الشريف ورحمة علي ومحمد الناجم ووداد السهيل وعبد الرحمن الشهراني وميمونة منديلي ومحمد جمعان وفاطمة آل محمود ومحمد العبلان وأحمد السبت وعادية بوحمد وفواز حامد وعواطف المالكي وإيمان المريعي ومحمد الغامدي ونبيل نجدي وعلي الصفار ووفاء السلطان وسكينة سليس وفتحية آل سواد ورقية الحلال وعفاف السليمان ومريم الشريدة وليلى نصرالله وإقبال فلمبان وليلى النافع وفايزة الغامدي وأمينة نقي ورياض حمدون وعبد المحسن السويلم ودلال العزاز ومنى أحمد عباس وعلاء الداود وإبراهيم السيهاتي وزهير السعيد ومنيرة العثيمين وفاطمة حمدي وخالد المرمش ووسمية العشيوي وإبراهيم عبده وعمر طه وصديق محمد واصل والقائمة طويلة, لكن لجنة الاختيار حدت من كثير من الأعمال الفنية الجيدة فلم تكن الأعمال المعروضة - على الأغلب - هي الأفضل وما جاء في دليل المعرض المطبوع بالألوان لم يتم عرضه جميعا فقد كانت الحاجة لوقت أطول وكاف للاعداد للمعرض ولمطبوعاته وللاختيار له وتحكيمه على نحو من الحيادية, والتشجيع المطلوب في مثل هذه المناسبات التي تجد إقبالا واضحا من الشكيليين والتشكيليات بكافة فئاتهم وأعمارهم الفنية ومن مختلف مناطق ومدن ومحافظات المملكة.