أكثر من 5 آلاف سيارة أجرة لنقل الحجاج    النصر يرد على عرض بلباو لضم لاعبه    خادم الحرمين يتلقى رسالتين خطيتين من ملك الأردن ورئيس مصر    قدوم 935966 حاجا من خارج المملكة    هنري لم يضم مبابي في القائمة الأولية للمنتخب الأولمبي الفرنسي    أيمن يحي يخرج من حسابات مانشيني    الفضلي: المنتدى العربي للبيئة يؤسس منصة حوار لتوحيد الرؤى تجاه القضايا البيئية    أمير عسير يفتتح المقر الجديد لإدارة رعاية أسر الشهداء    جونيور أفضل لاعب في ال «UEFA»    «العقار»: تراخيص جديدة للبيع على الخارطة ب 6 مليارات ريال    مواطن يمكّن مقيماً من سجله بمعرض ستائر وديكورات    زراعة أكثر من 596 ألف شتلة من الزهور والشجيرات والأشجار خلال 4 أشهر الأولى    أمير الرياض يستقبل نائب وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية للعمل    أمير تبوك يقف على الجهود المبذولة لخدمة ضيوف الرحمن بمنفذ حالة عمار    بيئات واستعدادات هيأتها إدارات المدارس في الطائف    أمير تبوك يستقبل معالي مدير عام الجوازات    مستشفى أبها للولادة والأطفال يُنظّم فعالية "اليوم العالمي للتصلب اللويحي المتعدد"    "الهلال" و"معهد إعداد القادة" يوقعان اتفاقية "مسار واعد"    كلاوديا تصبح أول سيدة تتولى رئاسة المكسيك    سفير المملكة لدى الأردن يودع قافلة حجاج بيت الله الحرام    سعود بن بندر يستقبل الرئيس التنفيذي لجمعية بناء ورئيس وأعضاء نادي القادسية    السيسي يكلف مدبولي تشكيل حكومة جديدة من ذوي الكفاءات    مفتي عام المملكة ونائبه للشؤون التنفيذية يستقبلان رئيس جمعية إحسان لحفظ النعمة بمنطقة جازان    "كفاءة الإنفاق" تطلق الحملة التوعوية بالدليل الوطني لإدارة الأصول والمرافق    بدء اكتتاب الأفراد في 154.5 مليون سهم بأرامكو    أسعار النفط تتراجع    طلائع حجاج إيطاليا تصل مكة المكرمة    نتنياهو يناقض بايدن: «الصفقة» لا تشمل وقف الحرب    فرصة لهطول أمطار على جازان وعسير والباحة ومكة    بناءً على ما رفعه سمو ولي العهد خادم الحرمين يوجه بإطلاق اسم الأمير بدر بن عبدالمحسن على أحد طرق الرياض    الصمعاني: دعم ولي العهد مسؤولية لتحقيق التطلعات العدلية    جامعة "المؤسس" تعرض أزياء لذوات الإعاقة السمعية    "أكنان3" إبداع بالفن التشكيلي السعودي    كاميرات سيارات ترصد العوائق بسرعة فائقة    لأول مرة على أرض المملكة.. جدة تشهد اليوم انطلاق بطولة العالم للبلياردو    الطائرة ال51 السعودية تصل العريش لإغاثة الشعب الفلسطيني    دموع «رونالدو» و«الهلال» يشغلان صحف العالم    السفير بن زقر: علاقاتنا مع اليابان استثنائية والسنوات القادمة أكثر أهمية    محمد صالح القرق.. عاشق الخيّام والمترجم الأدق لرباعياته    نوبة «سعال» كسرت فخذه.. والسبب «الغازيات»    زلزال بقوة 5,9 درجات يضرب وسط اليابان    في بطولة غرب آسيا لألعاب القوى بالبصرة .. 14 ميدالية للمنتخب السعودي    بدء تطبيق عقوبة مخالفي أنظمة وتعليمات الحج    هذا ما نحن عليه    هنأ رئيس مؤسسة الري.. أمير الشرقية يدشن كلية البترجي الطبية    سائقو الدبَّابات المخصّصة لنقل الأطعمة    ..و يرعى حفل تخريج متدربي ومتدربات الكليات التقنية    نقل تحيات القيادة وأشاد بالجهود الأمنية.. الأمير عبدالعزيز بن سعود يدشن مشروعات «الداخلية» في عسير    الاحتلال يدمر 50 ألف وحدة سكنية شمال غزة    توبة حَجاج العجمي !    مزايا جديدة لواجهة «ثريدز»    حجب النتائج بين ضرر المدارس وحماس الأهالي    تقرير يكشف.. ملابس وإكسسوارات «شي إن» سامة ومسرطنة    أمير نجران يشيد بالتطور الصحي    11 مليون مشاهدة و40 جهة شريكة لمبادرة أوزن حياتك    الهلال الاحمر بمنطقة الباحة يشارك في التجمع الصحي لمكافحة التدخين    توافد حجاج الأردن وفلسطين والعراق    جامعة بيشة تحتفل بتخريج الدفعة العاشرة من طلابها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تركت قريتي لأبحث عن "الابتدائية" وعدت ضمن ركب الأطباء الأوائل
وكيل جامعة الملك فيصل د. محمد التركي يستعيد بعضا من ذكرياته:
نشر في اليوم يوم 19 - 12 - 2002


النشأة
@ نبدأ بالنشأة .. أين ومتى؟
أنا من مواليد 1364ه في البكيرية بالقصيم. نزحنا إلى الرياض مع الوالد حيث درست الابتدائي والمتوسط ثم درست الثانوي أيضا بالرياض بثانوية اليمامة وكنت فيها من أوائل القسم العلمي مما أهلني لدراسة الطب. كان هناك رأي لابتعاثي إلى ألمانيا ولكني استنادا لمستواي في اللغة الإنجليزية ثم الفرنسية فضلت النظام البريطاني وأخذت بعثة عن طريق منظمة الصحة العالمية ثم سافرت إلى باكستان والتحقت بجامعة البنجاب.
الأسرة
@ وماذا عن الأسرة؟
لدي سبعة اخوة وست أخوات أما والدتي فهي واحدة من المعلمات البارزات على مستوى المملكة ونشر عنها بأنها المدرسة الأولى للقرآن الكريم .. فهي من حفظة القرآن الكريم. والوالد من رجال الأعمال الذين تلقوا تعليما نظاميا طيبا وهو رجل عصامي كان تأثيره علي قويا وقد بدأ حياته فلاحا في أرضه ثم أصبح جمالا (وهو من يذهب بالتجارة بين الدول) وقد اقتصر والدي على التجارة بين المملكة والعراق.
@ هل تتذكر تلك المرحلة جيدا؟
كنت دون سن المدرسة ولكني أتذكر أن والدي كان يأتي من البصرة بالتمر والأرز والسكر. لكن الوالد لم يستمر فلاحا ولا جمالا بعد النزوح إلى الرياض, وكان حتى آخر حياته يعمل في التجارة.
@ الفلاح والجمال يعدان من رجال الأعمال في منطقة زراعية معروفة كالقصيم. فلماذا هجرهما الوالد إلى التجارة بالرياض؟
زراعة الوالد كانت بدائية وغير ناجحة أدت إلى تراكم الديون عليه.. الجمال كان أقل من طموحاته. وفي الرياض بدأ من الصفر.
زملاء الابتدائية
@ هل تلقيت أي نوع من التعليم في القصيم..؟
في القصيم لم ألتحق بمدرسة بل بعض حلقات تحفيظ القرآن الكريم أما التعليم النظامي فقد التحقت به من الصف الأول بالمرحلة الابتدائية (الأهلية) بالرياض وهي مدرسة حكومية ولكن اسمها (الأهلية) وكان معي فيها أحد أبناء الطبيشي وربما الأمير سلمان أو أحد اخوانه لأن مدارس الأبناء لم تكن قد أنشئت بعد. والأسماء كثيرة لا تسعفني الذاكرة الآن لاستعادتها.
@ وكيف كان التدريس في ذلك الحين..؟
كان هناك ما يسمى بالتحضير للبعثات وكان اتجاه الدراسة حتى الثانوية ثم الابتعاث.. والمناهج تشابه مناهج الوقت الحالي.
الأستاذ سرور
@ ومن تذكر من معلميك؟
أذكر واحدا اسمه سرور كان قوي الشخصية وحازما في غير قسوة وكنا نراه دائما في ساحة المدرسة يحمل العصا التي تنتهي بسوط أسود اللون لم يكن سرور هو المدير ولكنه كان الأكثر تواجدا في كل مكان بالمدرسة. والمعلمون بصفة عامة لم يكونوا كثيرين بل كانوا نخبة ولكنهم يحبون التعليم.. والأطفال أيضا لم يكن هناك ما يلهيهم عن الدراسة.. ولا توجد مخالفات تستدعي العقوبة إلا في حالات نادرة.
عقوبة
@ وما أقسى عقوبة في مدرستكم..؟
الضرب الخفيف بمسطرة التلميذ في باطن اليد كان عقاب من لم يحفظ شيئا من دروسه أما أقسى عقوبة فكان وقوف أو إيقاف التلميذ داخل الفصل وهو عقاب معنوي مؤلم لأن كل الأنظار تتجه إليه كمخطئ مما يجعله لا يعود للخطأ مرة أخرى.
@ والمدرسون كيف كان تأهيلهم؟
كان يكفي أن يكمل الطالب المرحلة الابتدائية ليصبح معلما في نفس المدرسة ثم يطور قدراته بنفسه بعد ذلك.
المتوسطة سنة واحدة
@ محطات في حياتك قبل الجامعية؟
درست الصفين الأول والثاني بالمرحلة الابتدائية وطلبت من أستاذي كتب الصف الثالث فاستوعبتها وجلست للامتحان للصف الرابع مع طلاب الدور الثاني ونجحت وهكذا انتقلت للصف الرابع قفزا دون المرور بالصف الثالث. وفي الرابع كررت نفس التجربة ونجحت وبذلك كسبت سنتين من سنوات الابتدائية. وكذلك فعلت في المتوسطة حيث درست الأول والثاني والثالث خلال سنة واحدة كانوا يسمونها المختصرة وهي تعتمد على مبدأ عدم تكرار المناهج التي درسها الطالب فيما سبق بحيث يكون لدى الطالب خلفية مناسبة وهكذا كان وضعي إضافة لاختصار المناهج كانت هناك مكافأة تشجيعية للمتفوقين قدرها (70) ريالا وكان هذا المبلغ آنذاك كبيرا لطالب علم مثلي. ثم انتقلت إلى ثانوية اليمامة التي كانت الأبرز والأقوى والأفضل على الإطلاق.
إلى جامعات الغرب
@ اخترت الدراسة بالنظام البريطاني ولكنك لم تدرس الطب في لندن؟
كلية الطب في لندن هي كلية الملك إدوارد والقبول فيها يقتصر على البريطانيين أصلا وتصرف عليها بريطانيا كدولة وإلى يومنا هذا تنتهج بريطانيا نفس النهج فيما يخص كليات الطب.. أجل الفرصة متاحة لطلاب الدراسات العليا حتى في الطب أما البكالوريوس فلأبناء البلاد فقط.. في ألمانيا كانت الفرصة متاحة لدراسة كل التخصصات ولم تقف اللغة حاجزا لأن معهد جوته الألماني يؤهل الطلبة لغويا لدراسة أي تخصص وقد استفاد من هذا النهج كثيرون من أبناء المملكة أذكر منهم الدكتور يوسف الجندان مدير جامعة الملك فيصل وكما تلاحظ أن الاتجاه العام في جيلنا كان التوجه لجامعات الغرب لا جامعات الدول العربية خاصة في حقول الطب والهندسة
لم نفهم معنى ترانزيت !
@ ما المشاكل التي واجهتك وأنت تدرس الطب في الباكستان ؟
مشكلة المشاكل كانت الغربة نفسها ثم المستوى المعيشي للبلاد واختلاف نمط الحياة وأنواع المأكولات الذين درسوا معي هناك التقيتهم صدفة في مطار الظهران دون أي تخطيط مسبق.
وفي الطائرة ترددت كلمة ترانزيت التي لم نجد لها معنى لذا لم نتفق ونتحرك في اتجاه واحد وقد كانت لدينا معلومات أخذناها من السفارة وتحديداً من المغفور له بإذن الله الشيخ محمد بن سليمان وفور وصولنا اتصلنا بالسفارة وخلال نصف ساعة فقط كان يرحمه الله معنا في الفندق وعلى الفور بدأ في توجيهنا وتقديم كافة الخدمات لنا بما في ذلك تغيير الجامعة أو التخصص بالأفضل وعندما جاء دوري ورأى المسؤولون شهادتي وتوجيهي طلبوا مني التمسك بهذه الجامعة لأنها أفضل جامعات الباكستان دون منازع لدرجة أن الباكستانيين يتشفعون برئيس الدولة والوزراء لقبول أبنائهم فيها. وهكذا حتى تخرجت بالبكالوريوس مع مرتبة الشرف عام 1967/1968م وعدت إلى بلادي.
بهذه الشهادة كنت واثقاً من عدم وجود صعوبة في أن أتعين معيداً بكلية طب جامعة الملك سعود بالرياض بين أسرتي داخل وطني وهذا ما فعلته.
أسسنا المطعم العربي
@ ثلاثة عزاب من السعودية إلى البنجاب كيف كنتم تسكنون في بيئة تختلف عن بيئة بلادكم ؟
كنا نسكن في مسكن الطلاب أو ما يسمى ب HOSTEL أثثنا المسكن بكراسي مصنوعة محلياً من القش كنت ومعي الدكتور عبدالعزيز مشاري والدكتور عبدالعزيز التويجري ورابعنا أخ سوري. كانت الجامعة تتكفل بتوفير طباخين وعمال نظافة ..الخ مقابل المبلغ الذي يدفعه الطلاب وكان نصيب الفرد منا (70) روبية في الشهر أي ما يعادل سبعة ريالات ففكرنا في ضرورة أن يكون عندنا مطعم خاص بنا وتكفلت بالمتابعة حتى أسسنا المطعم العربي ووفرنا فيه كل المأكولات العربية وأصبح المطعم ملتقى لكل الطلاب العرب بينهم ثلاثون من السعوديين ومقابل تأسيس المطعم ازدادت مساهمة الفرد من (70) إلى (120) ريالاً .
والمطعم العربي كما أسلفت لم يكن مائدة طعام فقط بل مركز تجمع للعرب في المقام الأول مع إتاحة الفرصة لغير العرب في تناول الطعام والمشاركة في الأنشطة حتى أصبح مكاناً مميزاً ومعروفاً ومما يحضرني أن تلك الأيام شهدت قيام فرنسا باختطاف قادة الثورة الجزائرية هواري بومدين وأحمد بن بيلا وثلاثة آخرين فأضربنا عن الطعام (24) ساعة احتجاجاً على هذا الإجراء التعسفي بحق المناضلين المدافعين عن حرية بلادهم العربية كان ذلك عام 1962م .
أول عمل
@ عدتم بحمد الله وأنتم تحملون درجة الشرف في الطب ..كيف بدأتم الحياة العملية هنا؟
بعد العودة كنت ممن اختيروا معيدين بجامعة الرياض ولكن لان الجامعة لم تفتح بعد اشتغلت بمستشفى الملك عبدالعزيز بالرياض لمدة سنة واحدة ثم تم استيعابي كطبيب بوزارة الصحة وكان راتب الطبيب آنذاك حوالي (2800) ريال إضافة إلى عملي كمعيد بالجامعة وعندما سافرت للتحضير في بريطانيا كنت آخذ مكافأتي الدراسية من جامعة الرياض ومقدارها (120) جنيها إسترلينياً في وقت كان فيه الجنية الإسترليني يساوي (12) ريالاً فالمكافأة كافية جدا لأن أول سكن لي في بريطانيا كان أربعين جنيهاً وكان عائلياً راقياً حيث أني كنت متزوجاً آنذاك.
الزواج
@ متى كان الزواج ؟
تزوجت وأنا في التوجيهي آخر سنتين في الباكستان وكان زميلي مشاري متزوجا أيضاً كنا نظل في الباكستان عشرة أشهر ثم نعود للأسرة شهري العطلة.
@ واتصالاتكم بعائلاتكم ؟
د. التركي: بالبريد فقط حيث لم تكن وسائط الاتصالات كثيرة وبعضها لم يكن معروفاً في العالم كله كالجوال، حتى الفاكس لم يكن معروفاً .
@ كيف كانت سرعة البريد وكم رسالة تستلمها شهرياً من العائلة ؟
خلال الشهر كنت أستلم رسالة أو رسالتين ولم نكن نشغل بالنا كثيراً بالاتصال بالأسرة لأننا نعلم سلفاً عدم وجود أية وسيلة اتصال ، ولم يكن أمامنا وأمام أسرنا إلا الصبر حتى يأتي البريد .. وكنا نعوض شوقنا لأهلنا بمزيد من الاهتمام بالمادة الدراسية فلا نهدر دقيقة واحدة لنعود مسرعين غانمين وقد حدث والحمد لله.
الدكتوراه في سنتين ونصف
في كلية الملك إدوارد كانت أسس الكلية ممتازة لذا فإننا جميعاً عدنا نحمل الدكتوراه ولم يخفق منا أحد وكل من كانوا معي هناك يحتلون الآن مواقع طيبة في الدولة وقد حصلت على الدكتوراه خلال سنتين ونصف في أمراض القلب أما الماجستير فكان في طب المناطق الحارة، تخصص أطفال، وطب المناطق الحارة يشمل كثيراً من الأمراض كالالتهابات والملاريا والبلهارسيا الوبائيات والأمراض المعدية والسل وفقر الدم وغير ذلك من الأمراض الموجودة في بيئتنا ولا توجد بهذه الكثرة في الغرب.
@ وماذا بعد الدكتوراه ؟
د. التركي: في عام 1974م عدت إلى المملكة حاملاً الدكتوراه التحقت بهيئة التدريس الجامعي في الرياض ثم نقلت إلى الدمام ودرست طلاب طب الدفعات الأربع واعرفهم معرفة طيبة لأنهم كلهم طلابي.
لجنة قبول الطالبات
@ وماذا عن تدريس الطب للفتيات ؟
أول سنة لم تكن هناك طالبات في السنة الثانية والثالثة تم تكوين لجنة لقبول الطالبات وكنت أحد أعضائها وبالتحديد كنت مقرر اللجنة.
@ كيف تصف لنا ما تداولته اللجنة ؟
المجتمع لم يتقبل بسهولة فكرة إلحاق البنات بكليات الطب وكان التحفظ يغلف كثيراً من الأسئلة كيف تدرس ؟ كيف وأين تطبق ما درسته علمياً؟ أين وكيف تعمل بعد التخرج؟ وكان دور اللجنة إيضاح الموضوع من كل جوانبه الشرعية والاجتماعية حتى يعي المجتمع ويتفهم ضرورة التحاق البنات بكليات الطب. كان أول ما بدأنا به تنفيذ حلقات تلفزيونية مغلقة في قاعات البنات وهذه الحلقات تمكن الطالبات من التلقي والمتابعة دون أن يرين أحدا ولا يراهن أحد.
النقطة الثانية وهي الأكثر حرجا وأعني كشف الأطباء الرجال على المريضات وكشف الطبيبات على الرجال المرضى، وقد دخلت في نقاش شرعي مع شيوخنا الأجلاء الذين تفهموا الوضع تماما لأن الأسواق النسائية ممكنة والبنوك النسائية والمدارس النسائية ممكنة أما المستشفيات النسائية التي لا يدخلها عنصر الرجال فليست ممكنة .. ولهذا لابد من بنات يدرسن الطب ويعالجن أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا وما علينا سوى انتظار دفعة واحدة للتخرج وهذا ما حدث والحمد لله.
البنات الآن أكثر
@ وكم كان عدد الدفعة الأولى من البنات ؟
حوالي عشرين بعضهن سعوديات بالتجنس من اصول عربية .. أما الآن فعدد البنات أكبر بكثير من عدد الطلاب المتقدمين، كما أن من لديهن الرغبة في دخول كلية الطب يفوق عدد الطلاب الراغبين.
تأسيس جامعة الملك فيصل
@ كيف تأسست جامعة الملك فيصل ؟
على حياة الملك فيصل كان وزير التعليم العالي الشيخ حسن آل الشيخ ومن قراراته إنشاء جامعة في المنطقة الشرقية أتولى تأسيسها، وبالفعل وضعنا الأسس والشروط وتابعناها حتى ظهرت للوجود جامعة الملك فيصل الشامخة أمامكم الآن. كانت البداية بثلاث كليات وثلاثة دكاترة وبالنسبة لي كنت أنا في الطب وهناك الدكتور محمد القحطاني ودكتور مصري اسمه مصطفى
خبرات ومناهج
@ مناهج كلية الطب بجامعة الملك فيصل بالدمام هل كانت نسخة من مناهج جامعة الرياض كخبرة سابقة أم تختلف ؟
كنا في عز الطفرة وكانت الدولة تصرف على الجامعات بسخاء مطلق فاستعنا بأساتذة من ذوي الخبرات ابتعثنا الكثيرين لأمريكا وبريطانيا ليتزودوا بأحدث ما وصل إليه العلم هناك. كما استعنا بخبراء من أساتذة اشهر الجامعات مثل هارفارد وكمبردج كما تعاونا مع اتحاد الجامعيين وهو مجموعة علمية لا تهدف إلى الربح بل هدفها نشر العلم وقد أتانا خبراء متخصصون من هذا الاتحاد مقابل عقد لوضع المناهج والخطط وبذلك لم نحذ حذو جامعة الرياض التي اعتمدت على النظام البريطاني كمصدر وحيد بل انفتحنا على جامعات العالم المتحضر وخاصة أمريكا حتى أنا كمؤسس خضعت لاختبار معادلة مع شهادات الدكتوراه الأمريكية ونجحت وباختصار أقول أن اتجاه جامعة الملك فيصل بالدمام كان أكثر انفتاحاً من جامعة الرياض على الآخرين مع سلاسة ومرونة في التعامل حيث كنا أكثر سلاسة لأننا اعتمدنا النهج الأمريكي بينما اعتمدت جامعة الرياض النهج الأوروبي والفارق بين سياسة الجامعتين هو نفسه الفارق بين النهجين فمناهجنا إذن لم تكن نسخة من مناهج جامعة الرياض بل تختلف كثيراً .
@ أسستم جامعة الملك فيصل وبدأتم من حيث انتهى الآخرون مستفيدين من خبرات من سبقوكم ما أبرز مشاكل البدايات ؟ وهل استوعبتم العنصر النسائي من البداية ؟
كانت المشكلة في السنة الأولى أن الجامعة نفسها لم تتأسس ومبانيها شقق متناثرة في سكة الحديد وعمارة الأسمنت ومبنى في وزارة الدفاع وهكذا كان هاجسنا الاول ايجاد المبنى فتعاقدنا مع شركة ألمانية قامت ببناء ثلاثة مبان: معامل وصالات دراسة للطلاب، معامل ومعها مكان التشريح ثم غرف للطلبة والطالبات مرتبطة ببعضها كمبنى لكنها مفصولة بالداخل تماماً.
بعد أن وجدنا المبنى المناسب تم الإعلان عن قبول الطلبة والطالبات عن طريق كل أجهزة الإعلام من صحف وتلفزيون وإذاعة وتقدم لنا ستون طالباً وطالبة قررنا تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات تم ابتعاثهم لأمريكا لحين اكتمال الجامعة هنا بصورتها النهائية وقد نجح من هذه المجموعات عدد لا بأس به يحتلون مواقعهم باقتدار وبعضهم من أساتذة الطب في جامعاتنا .
العمل الإداري
@ وماذا عن تجربتك في العمل الإداري.. هل شغلتك عن مهماتك الأكاديمية ؟
العمل الجامعي عمل أكاديمي وقد قمت بكل متطلبات هذا العمل من تدريس وبحث وتأليف وإجراء مقابلات ومعاينات سواء في القبول أو الابتعاث وعندما كنت وكيلاً للجامعة أصدرت كتاباً عن فقر الدم المنجلي هذا المرض الذي صرفت عليه مدينة الملك عبدالعزيز للتقنية خمسة ملايين ريال وبقينا نجري الدراسات والأبحاث خمس سنوات متواصلة أنا ومعي ثلاثة أساتذة في الأبحاث والطب حتى خرجنا بنتائج في غاية الأهمية.
المنجلي من أخطر الأمراض
@ موضوع الكتاب فقر الدم المنجلي، نود أن تحدثنا عنه بإيجاز ؟
فقر الدم المنجلي من أخطر أمراض الدم وينتشر في قرى القطيف والأحساء بنسبة تزيد عن 15% من مجموع الأسر ما بين مصاب وحامل يتوقع الإصابة والمرض وراثي ينتقل عبر الأجيال ويسبب آلاما رهيبة لا تطاق ويصاحبه فشل في النمو الطبيعي واستمراره بهذه النسبة يعود لتزاوج الأسر من بعضها في هاتين المنطقتين وعدم الاهتمام بالفحص قبل الزواج وما ينطبق على القطيف والأحساء ينطبق أيضا على منطقة جازان أنه مرض تتوارثه الأجيال المتعاقبة في المجموعات التي تتزاوج داخل الأسرة الواحدة ليس في المملكة فحسب بل في أفريقيا وأمريكا حيث يكثر بين السود المهاجرين دون غيرهم بسبب التقوقع وهذا المرض ليس وافدا من الخارج بل موجودا داخل الخلايا وينشط عندما تواتية الظروف التي من أهمها التزاوج في المجموعة الواحدة ولا يمكن أن يصاب بالمرض شخص لا وجود للمرض لدى أبويه.
سلبية المجتمع
@ كيف ترى نسبة المرض في المنطقة الشرقية ؟
النسبة في المنطقة الشرقية عالية ولكن هناك مناطق أخرى تعيش ظروفاً متشابهة مع اختلاف النسب مثل جيزان وخيبر واحتمال إصابة المولود بالمرض تختلف حسب وضع الوالدين 25% ، 50%، 75%، 100% والحل الأفضل هو الفحص قبل الزواج وللأسف هذا الحل يواجه عدم تجاوب سببه قلة الوعي بخطورة المرض وأهمية الفحص وحتى بعد الفحص وعرض النتائج السلبية تصر بعض العائلات على إتمام الزواج رغم العلم بالأخطار المتوقعة ففي حالة إصابة الوالدين يكون احتمال الإصابة 100% وإذا كان أحدهما مصاباً والآخر حاملاً كان الاحتمال 75% وإذا كانا حاملين غير مصابين يكون الاحتمال 50% أما إذا كان أحدهما حاملا دون الآخر فتصل النسبة إلى 25% وفي كل الحالات لا ينجو من الإصابة أي مولود ولا أدري لماذا السير في طريق نهايته غير محمودة ؟
أنادي بالفحص قبل الزواج
@ إذن أنت تشدد على الفحص قبل الزواج ؟
أنا من أشد المنادين بأن يكون الفحص إلزامياً لا اختيار فيه، ليس الفحص فحسب بل الالتزام بما يترتب عليه الفحص فلا مبرر للتمسك بإتمام الزواج مادام الضرر قادما لا محالة، كما أرى أن قرار ضرورة الفحص جاء متأخراً جداً وهو قرار وصينا به قبل (15) سنة من الآن لحماية الأجيال القادمة ولكم أن تتصوروا كم من المصابين ولدوا في هذه السنوات، وكم من المتوقع أن يرى النور مصابون خلال السنوات القادمة لو تأخرنا أكثر !! وبعيداً عن عدم وعي العائلات وعدم إدراكها لحجم الخطر يجب أن يسأل كل منا نفسه : مهما كانت العلاقة بين العائلات ومهما كان حبك للطرف الآخر هل ترضى زواجاً يثمر مصابين مدى الحياة ؟ العاقل يرفض هذا الزواج من أساسه حفاظاً على استمرار العائلة التي يقدرها والحل الوحيد هو إيقاف كل زواج يبشر بالمرض لقطع سلسلة انتقال الإصابة لأن الشاب والشابة لو فكا ارتباطهما وتزوجا بآخرين سينجبون إن شاء الله أطفالاً أصحاء يكونون امتداداً للعائلة وذخراً للوطن وقرة عين للوالدين، هذا هو المنطق ويجب على الدولة تطبيق القرار حرفياً لحماية المواطنين، وفي المقابل يجب على المواطن قبول القرار والمسارعة بتنفيذه.
أستاذ ووكيل جامعة
@ في عام 1978م صدر المرسوم الملكي الكريم بتعيينك وكيلا لجامعة الملك فيصل فكيف استقبلت هذا القرار ؟
في ذلك الوقت كان المواطنون في هيئة التدريس قلة وكان العنصر المتعاقد هو الغالب فصدر الأمر السامي بأن أقوم بالتدريس في كلية الطب مع القيام بمهام وكيل الجامعة في آن واحد وكان مدير الجامعة آنذاك د. محمد بن سعيد القحطاني واستمر الوضع سنتين كاملتين.
@ هل وجدت في القرار أعباء إضافية مرهقة؟
* قبلت الأمر باقتناع وقمت به على أكمل وجه لأني مؤسس كلية الطب وأعرف كل كبيرة وصغيرة فيها منذ نشأتها ووكالة الجامعة عمل إداري أكاديمي أما التدريس فأنا مؤهل له ولدي خبرتي الطويلة فيه لذا لم أجد صعوبة في التوفيق بين الوكالة والتدريس. وعند تجديد الوكالة للمرة الثانية كلفت بعماده كلية العمارة أيضاً حين كان فيها الأستاذ المهندس سليمان الملحم وزملاؤه البالغ عددهم (15) مهندساً يعملون الآن بكفاءة في عدة مواقع بالمنطقة الشرقية، إضافة لآخرين خارج المنطقة.
ماذا أضفتم..؟
@ في المواقع الإدارية بالجامعة قضيتم ست سنوات، ماذا أضفتم؟
* د. التركي: أولاً توسعت الجامعة وتم فتح فرع لها في الأحساء. ثانياً اكتملت كلية الطب بكل أقسامها ووصل عدد طلابها إلى سبعمائة من الجنسين. ثالثاً أصبح لدينا سكن جامعي بأعلى المواصفات رابعاً أصبح لدينا مستشفى جامعي تعليمي في الخبر فيه مختبر متكامل لتدريب الطلاب والطالبات. هذه بعض الإنجازات لا كلها.
شروط القبول
@ وماذا عن شروط القبول بين الماضي والحاضر؟
* في الماضي كانت شروط القبول ميسرة لقلة عدد المتقدمين بينما الآن تزايدت أعداد المتقدمين وبلغت أضعافاً من الجنسين وكان لابد من لجنة قبول لاختيار الأنسب والأقدر على الاستمرار من خلال المعدلات والمقابلة الشخصية.
الواسطة
@ .. والواسطة؟
* اسمحوا لي بأن أستعير كلمات لزميلي د. عبد الله نصيف الذي كان وكيل ومدير جامعة الملك عبد العزيز بجدة في الوقت الذي كنت فيه وكيل الجامعة هنا وجمعتنا معاً مؤتمرات ولقاءات كثيرة وكان آخر وظائفه نائب رئيس مجلس الشورى حتى تقاعد.. سئل د. نصيف: هل تدخل الواسطة في قبول الطلاب؟ كانت إجابته: الواسطة بمعنى سلب حق المستحق وإعطاؤه لمن لا يستحق ولا يملك المقومات مرفوض شرعاً وعرفاً ويضر مهضوم الحق كما يضر من لا يستحق لأنه لا يستطيع الاستمرار لضعف قدراته الذاتية. أما التوصية لمن لديه الرغبة والاستعداد الذاتي فمن باب التزكية لينال حقه لا ليسلب حقوق الآخرين. وأعتقد أن هذه الإجابة واضحة.. عن نفسي أؤكد أنني ما قبلت في حياتي شخصاً بالواسطة لا في عمل ولا في دراسة ولا أنوي في المستقبل.
المجاملة
@ وما الفرق في نظرك بين المجاملة والواسطة؟
* الفرق بين الواسطة والمجاملة ومرادفاتها في المعنى أن الواسطة مرفوضة لأنها سلب لحقوق الآخرين أما في المجاملة ومرادفاتها فلا يوجد مظلوم مسلوب الحق. والمجاملات تكون فيما تملك لا في الحق العام الذي يملكه غيرك. وللتفريق بين الواسطة وغيرها نحتكم إلى كتاب الله حيث يقول: (من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها @ ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها) والشفاعة السيئة هي الواسطة التي يسميها البعض تحبباً أو استهزاء فيتامين" واو"!!
مواقع أخرى
@ نعود إلى الإدارة والتدريس الجامعي أين وجدت نفسك؟
* تفرغت لأستاذيتي بكلية الطب تاركاً العمل الإداري إضافة لعملي كاستشاري أمراض القلب بالمستشفى بالخبر وأسست جمعية القلب بالمنطقة الشرقية ومازلت رئيسها. وخلال فترة وجيزة نظمت وترأست خمسة مؤتمرات للقلب عقدت كلها بالمنطقة الشرقية. إضافة لمجالاتي الأساسية مشترك في جمعية البر الخيرية بالمنطقة الشرقية وجماعات تحفيظ القرآن الكريم ومجالس خيرية متعددة وأرى أنني أخذت في الإدارة نصيباً جيداً عميداً لكلية الطب.
أمراض القلب
@ تزايدت في الآونة الأخيرة الإصابة بأمراض القلب، ماذا تقول كاستشاري رائد في هذا المجال؟
* لو توغلنا في هذا البحر لن نصل للشاطئ وقد يمل القارئ من التفاصيل ذات الطبيعة التخصصية ولكن سأجيب بإيجاز، أمراض القلب في المملكة جديدة جداً ففي الفترة من 1973م حتى 1976م عملت بمستشفى الملك عبد العزيز ولم نصادف خلال الفترة كلها سوى حالة واحدة فقط.. ماذا دهى المجتمع خلال عشرين سنة؟ علماء الغرب والشرق معاً توصلوا إلى سبب واحد وهو اتجاه الشرق لتبني نمط الحياة الغربية Westenalization في عاداته اليومية وطعامه وسلوكياته من هامبرجر وتشيزبرجر ومجمدات ومعلبات ووجبات سريعة مشبعة بدهون ثلاثية مع قلة الحركة والتنقل بالسيارات وهجر رياضة المشي.. حتى ما يباع تحت مسمى حليب في كل أسواقنا هو نوع من الاستحلاب وليس حليباً.. الحليب ليس كل ما تنتجه الماشية!! الحليب من ماشية ترعى على الطبيعة لتدر حليباً لذيذا للشاربين أما أن نغلق على الماشية في قفص، ونقدم لها العلف من باب، وندخل من الباب الآخر لنحلب فلا أسميه حليباً ولو نزل سائلاً طازجاً من ضرع البقرة! هذا استحلاب صناعي.. وكذلك الدجاج الذي لا يخرج من القفص إلا للمائدة.. هذه مكننة تضر بكل جزء من أجسامنا وتهدد قلوبنا مباشرة ونحن لا هون! وإذا انتقلنا من الأطعمة الغربية إلى السلوكيات الغربية نجد التدخين في قائمة الأسلحة الموجهة للقلب مباشرة. وأذكر إلى وقت قريب جداً كان التدخين سلوكاً مرفوضاً من المجتمع وكان والد الفتاة يسأل عن طالب يد كريمته وأول سؤاله: هل يدخن؟ فإذا كان من المدخنين لا يقبله زوجاً لابنته!! فالتدخين كان عيباً يحول دون الشاب والزواج فأين نحن الآن من تلك الأخلاق الرفيعة والعادات الكريمة التي يقف المجتمع حارسا أمينا على نقائها وصفائها في وقت أصبحت فيه الفتاة تدخن الشيشة؟ ان أمراض القلب لا تنقلها فيروسات دخيلة كالإيدز ولكنها فيروسات جلبناها بأنفسنا من خلال التخلي عن نقائنا الغذائي والثقافي جرياً وراء أغذية وتقاليد غربية.. والحل الوحيد هو العودة قدر المستطاع إلى الحياة الطبيعية غذاءً وسلوكاً.
الأعراض والعلاج
@ وما هي أهم أعراض الإصابة بأمراض القلب؟
* لا اختلاف بين شرايين الجسم في الوظيفة أو النوعية ومتى ما أنسد شريان توقف سريان الدم إلى العضو الذي يغذيه ذاك الشريان فيعجز العضو عن القيام بوظيفته التي ظل يقوم بها منذ خلق. والانسداد قد يحدث للشريان الذي يغذي القلب أو المخ أو العين أو أي عضو آخر. عندما تقول أمراض القلب نعنى الانسداد الناتج عن الدهون والكوليسترول والتدخين ومضاعفات مرض السكري والضغط وتزداد احتمالات الإصابة للمدخنين الذين لديهم أساساً ارتفاع في ضغط الدم. أما أبرز الأعراض فألم في القفص الصدري ودوخة وغثيان وقد ينتشر الألم إلى إحدى اليدين فيحدث تنميل في الإبهامين. ولأن الصحة غالية وعزيزة فإني أسأل: لماذا ننتظر حتى تظهر الأعراض؟ لماذا لا نقوم بفحص دوري؟ وحتى لا يعيش الكل في توهم المرض فإن أكثر الناس عرضة للإصابة وبالتالي يجب عليهم الفحص الدوري هم المدخنون ومرضى السكر ومرضى ضغط الدم ومن لديهم زيادة في الوزن أو الدهون أو الكوليسترول أو من تعرض للجلطة قبل سن الستين أحد أقربائه وتحديداً أحد الوالدين أو أحد الأخوين.. والفحص الدوري قد يكون سنوياً أو كل ستة أشهر أو شهرياً حسب تحديد الطبيب استناداً الى حالة كل فرد إذ ليست هناك قاعدة عامة.
الوقاية قبل العلاج
@ ... والعلاج؟
* قبل العلاج هناك الوقاية المتمثلة في ترك التدخين وضبط مستوى السكر وكذلك الضغط وتخفيض الوزن والدهون بممارسة الرياضة المنتظمة مع الفحص. أما إذا حدث المرض فهناك علاج بالأدوية وفي الحالات الأشد خطورة لابد من تدخل جراحي ودون الدخول في تفاصيل قد لا تهم القارئ العادي أقول ان أساس الجراحة وصل الشرايين السليمة ببعضها وإلغاء التالف منها ليعود سريان الدم إلى طبيعته تماماً كما يحدث عند تلف جزء من الطريق السريع حيث يلغى الجزء التالف ويتم عمل تحويلة ليتصل السليم ببعضه وتنساب الحركة كما كانت. ومنذ أربع سنوات فقط استحدث العلماء دعامة رقيقة جداً لوصل طرفي الشريان بعد حذف الجزء التالف.
الحمل ومرض القلب
@ ولماذا يمنع من الحمل المصابات بضيق الصمام؟
* المريضة بضيق في صمام القلب ليست ممنوعة من الحمل بصورة قاطعة كما يشاع ولكن يجب مراقبتها مراقبة دقيقة أثناء الحمل لأن هذا القلب الضعيف أصلاً أصبح مطالباً بتغذية الأم والجنين معاً مما يشكل عبئاً إضافياً عليه.. والولادة جهد مضاعف وخطورة مضاعفة لذا فإن الأصوب القيام بتوليد الحامل قبل وصولها مرحلة الاحتياج للعملية للتفرغ بعد الولادة لتوسعة الصمام وهي عملية دقيقة لا يجب الجمع بينها وبين عملية الولادة.
أعمال خيرية
@ ماذا عن أعمالك الخيرية كمجمع الفرقان؟
* نحن أسرة محافظة وقد قام والدي ببناء مساجد كثيرة في مصر وسوريا ولبنان وربما كان أكثر من بنى المساجد ففي المنصورة وحدها بنى ستين مسجداً وقد توفى - يرحمه الله- في مصر وهو يبني المساجد. وكانت نيتي في البداية إنشاء مركز لتحفيظ القرآن الكريم، ولكني عدلت عن الفكرة إلى أخرى أشمل بحيث يكون في المركز جامع ومغسلة للموتى ومطبخ وإفطار للصائمين في نفس المكان مع معارض تجارية أوقفت للصرف على المجمع الماثل أمامكم في طريق الملك فهد ( شارع ابن خلدون سابقاً).
@ كم هي كلفة ومساحة المجمع..؟
* مساحة الأرض عشرة آلاف متر مربع.. وتم بناء المجمع كاملاً مع فيلا للإمام وأخرى للمؤذن. لا أود ذكر التكلفة بالأرقام ولكني أحمد الله أن وفقني لهذا العمل.
@ سمعنا عن مشروع آخر في الطريق ما هو؟
* نعم هناك مشروع تحت الدراسة الآن وهو عبارة عن جامع ومدرسة تحفيظ قرآن للنساء بمخطط (91) بالدمام ونسأل الله العون والتوفيق لإنجازه.
بطاقة
@ محمد بن تركي إبراهيم التركي
@ مواليد البكيرية عام 1364ه
@ أنهى الدراسة الابتدائية والمتوسطة والثانوية بالرياض
@ ابتعث مع الأوائل لدراسة الطب البشري إلى جامعة البنجاب في باكستان ثم إلى بريطانيا وتخرج منها بتخصص بكالوريوس الطب والجراحة مع درجة الشرف عام 1968م
@ عين معيدا في كلية الطب بجامعة الملك سعود بالرياض
@ حصل على درجة الدكتوراه في الأمراض الباطنية من الكلية الملكية البريطانية عام 1973م
@ عاد إلى كلية الطب بجامعة الملك سعود محاضرا ثم أستاذا مساعدا في قسم الأمراض الباطنية
@ نشر العديد من الأبحاث وانتخب عضوا في الكلية الملكية البريطانية (شعبة القلب)
@ تم اختياره كأول عميد ومؤسس لكلية الطب والعلوم الطبية في جامعة الملك فيصل بالمنطقة الشرقية عام 1975م
@ صدر مرسوم ملكي بتعيينه وكيلا لجامعة الملك فيصل عام 1978 بالإضافة إلى عمادة كلية الطب البشري لمدة ثلاث سنوات
@ يواصل حاليا عمله الأكاديمي في التدريس والأبحاث بجامعة الملك فيصل بالإضافة إلى عمله الإداري كوكيل للجامعة وموقعه كأستاذ استشاري في أمراض القلب بمستشفى الجامعة في الخبر.
@ رئيس جمعية القلب بالمنطقة الشرقية
@ عضو المجلس الإداري للجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمنطقة الشرقية.
@ عضو في العديد من جمعيات ومجالس علمية عالمية في كل من أمريكا وأوروبا
التركي معا أولاده
د.محمد التركي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.