النبض العذب

الوطن أكبر من مقال او مجلدات الكتب وتنظيرات قد لا تعني بأي حال مزارعا أضاع العمر يغرس ليجني الأبناء ثمار أرضه ., أو مقاتلا نذر دمه لتراب وطنه , والوطن ليس مجرد تراب ! وليس الوطن بطاقة هوية تدون انتماء حاملها , وتزج اسمه بين ملفات الحكومات المتكدسة ,وليس الوطن أسطورة أو حلما في حنايانا , إنه أكبر منا,
يقول الشاعر جاسم الصحيح:
==1==
وطني نغمة على شفة الشم==0==
==0==س تهادت طليقة الأبعاد
حبة خير بذره دسها الآ==0==
==0==باء والأمهات في الأولاد
==2==
ان للوطن مساحات مثيرة في قلوب أبنائه ,وفي كل عام ذكرى عزيزة على قلوبنا نتذكر فيها نعم الله تعالى التي لا تعد ولا تحصى والتي أنعم بها على هذا البلد العظيم , هي ذكرى اليوم الوطني وسيستمر ان شاء الله إلى الأبد.
اليوم الوطني النبض العذب المتكرر المستمر في العطاء والتدفق ,وهو ليس مجرد ذكرى. يوم نقف أمامه ونمر مثل سائر الأيام ومختلف المناسبات , لكنه يمثل ضمير هذه الأمة وعنوان منطلق مجدها وحضارتها , اليوم الوطني تاريخ يجب أن نقرأ آفاقه في كل مجالات التنمية , تاريخ حافل بالإنجازات التي واكبت مسيرة البناء والحضارة , في كل مجالاتها ومختلف أنواعها وجميع جوانبها وكان ركيزتها بناء الإنسان السعودي المصدر الأساسي للتقدم والتطور , تاريخ سطره من نور لدولة الأنموذج رجل التاريخ وصانع حضارة المملكة العربية السعودية المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود الرجل العبقري الذي وضع أمته في الصدارة التاريخية , وصنع ملحمة من البطولات والإنجازات والمجد التليد؟
وللمقدرة الخارقة التي يتمتع بها الملك عبد العزيز استطاع أن يحول مجتمعا تعصف به المشاكل والجوع والفقر والخوف الى ما نشاهده اليوم من منجزات حضارية.
لقد كانت الجزيرة تفتقد أولى مقومات الحياة وهو الماء فلو نظرنا الى خارطة المملكة فإننا لا نجد نهرا واحدا سوى بعض الأودية الصغيرة. هذه المنطقة التي كانت تفتقد اولى مقومات الحياة اكتسبت وفي أقل وقت قياسا ببعض الدول الأخرى صفة العالمية , فبعد الجدب والعطش نجد المملكة اول دولة في صناعة تحلية مياه البحر ,وتمتلك أضخم مصانع تحلية المياه في العالم , ولم تستطع المملكة ان تحقق الاكتفاء الذاتي فقط من المياه الصالحة للشرب ,وإنما لري الأراضي الصالحة للزراعة واستطاعت في يوم من الأيام ان تصدر القمح , وهذه قفزة نوعية تؤخذ بعين الاعتبار , ومنذ أن وضع الملك المؤسس لبنة التوحيد الأولى ولم شمل الجزيرة العربية بعبقرية نادرة والمواطن السعودي يجني ثمار هذا العمل البطولي الفذ الذي يؤتي ثماره في كل حين بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل الهمة والعزيمة التي تحملت وكابدت الصعاب من أجل رفعة الوطن وبناء قلعة العروبة وإرساء البنية التحتية التي قام بتنفيذها على الوجه الأكمل أبناؤه البررة الأوفياء , وتوجت بعهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز راعي نهضتنا وباني حضارتنا يحفظه الله حيث اكتملت البنية التحتية وأصبحت بلادنا من أرقى بلدان العالم , وهكذا انتقلت البلاد من مرحلة التأسيس وآفاق الانطلاقة الى مدارج التقدم ودروب الحضارة.