العرفج : قنوات أجنبية مخصصة للكلاب..وقنواتنا أكثرها لاتصلح للبشر

تحدث الكاتب أحمد العرفج عن القنوات الأجنبية الجديدة التي احدثتها الولايات المتحدة المخصصة لترفيه الكلاب أثناء غياب أصحابها وتركهم وحيدين بالمنزل.
وتكلم في مقالٍ له بصحيفة المدينة عن اهتمام الغرب بترفيه كلابهم بإعداد برامج مخصصة لهم بإشراف مختصين, حيث قال:
عِندَما ذَهبتُ -قَبل سَنوَات- لدِرَاسة الدّكتوراة في بريطَانيا، سَكنتُ مَع عَائلة في مَدينة "رامس قيت"، وكَان مِن عَادتي -حَفظني الله- أنْ أُشَاهِد قنَاة BBC الرَّابعة، لأُطوِّر مِن فَهمي للُّغة الإنجليزيّة..!
وذَات عَصريّة دَخلتُ إلَى المَنزل، وكَان قِط العَائلة يَستمتع بمُشَاهدة فِيلم كَارتون، فمَا كَان مِنِّي إلَّا أنْ أخذتُ جِهَاز التَّحكُم، وبكُلِّ جَلَافة، ودُون مُرَاعَاة لحقُوق القِطَط، غَيَّرتُ القنَاةَ، وجَلستُ أُرَاقب ردّة فِعل القِط؛ الذي نَظر إليَّ بنَظرة "قِططيّة" شَرِسَة، وكَأنَّه يَقول لِي: (وَيحك أيُّها العَربي الجِلف، كَيف تَحتقرني هَكَذَا)؟!
بَعد هَذه الحَادثة نَشَأ لَديَّ يَقين؛ بأنَّ الحيَاة ستُمهلني؛ حتَّى أرَى قَنوَات تَهتم بالقِطَط والكِلاب، وغَيرها مِن الحيوَانَات الأليفَة، التي تَعيش مَع الغَربيين في مَنَازلهم، تِلك الحيوَانَات التي لَها حقُوق وعَليها وَاجِبَات، ولَم أنتَظر كَثيرًا، حَيثُ قَرأتُ مُؤخَّرًا خَبرًا في الBBC يَقول: (أصبَح بإمكَان الكِلاب في الولَايَات المُتّحدة؛ التَّمتُّع ببَرامج تَبثها قَنَاة مُوجَّهة لَها عَلى مَدَار السَّاعة، للتَّسلية والتَّرفيه عَنها؛ أثنَاء غيَاب أصحَابها عَن البَيت)..!
ويَتوقَّع أصحَاب القنَاة؛ أن تَصل بَرامجها إلَى جميع الكِلَاب، في نَحو 46 مليون بَيت في أمريكَا، وقَالت مُديرة الشّركة: إنَّ القنَاة مُوجَّهة إلَى الكِلاب، ولَيس إلَى أصحَابها، وأنَّ البَرَامِج أشرَف عَلى إعدَادها البروفيسور نيكولاس دودمان، وهو طَبيب بَيطري ومُدير الدِّراسَات العِيَاديّة في جَامعة ماساشوسيت، ومُدرّبة الكِلاب البريطانيّة فيكتوريا ستيلويل، ونَاشِط حقُوق الكِلَاب ومُدرّبها وارن إيكستين..!
وقَد تَمّ تَصميم الصّورة والصّوت والألوَان؛ لتَتقبَّلها الكِلاب وتَشعر بهَا.. وتَعتزم الشّركة بَث قَنَاة مُخصَّصة للقِطَط)..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: يَا إلَهي، كَيف وَصَل الفَرق بَيننا -نَحن العَالَم العَربي- وبَين العَالم الغَربي، فهُم مِن الرَّفاهية والتَّرف بَدَأوا يَستحدثون قنوَات لحيوَانَاتهم، ونَحنُ مَازلنا نَتخبّط في قنوَاتنا، بحَيثُ نَتصَارع بَيننا في هَذه القنوَات، نَاهيك عَن أنَّ أكثَرها لا يَصلح للاستهلَاك الآدمي..!!
رابط الخبر بصحيفة الوئام: العرفج : قنوات أجنبية مخصصة للكلاب..وقنواتنا أكثرها لاتصلح للبشر