أيها المعلمون أيها المدرسون يا مربي الأجيال هؤلاء طلابكم، هم فلذات أكبادنا سلمناهم لكم، لتعليمهم وتربيتهم وتهذيب أخلاقهم وملء عقولهم بكل ما هو مفيد، واعلموا أننا نحن الآباء معكم وبصفكم في المطالبة بإعطائكم حقوقكم المشروعة، نحن نعلم علم اليقين أنكم لا ترضون بانتقاص حقوقكم ونحن والله معكم نشد من أزركم ونتألم من أجلكم، ونحزن إذا حزنتم مواساة لكم، ونفرح معكم إذا فرحتم أملا بإضافة سعادة إلى سعادتكم، لعلمنا أن ذلك سينال الأبناء في فصولهم، فكم والله نتمنى لكم السعادة والصحة والعيش الهنيء ولأسركم. نحن الآباء نثق بكم وبتربيتكم لأبنائنا فلذات أكبادنا فمنكم يغرفون من معين العلم يأخذون صفات الأدب الجم والخلق الجميل ومنكم يأخذون صفات الصبر والتحمل ومنكم يكتسبون صفات العطف والرأفة واحترام الآخرين، ولو قلت إنني ممن يناصركم في نيلكم حقوقكم المادية والمعنوية. نحن نشد من عضدكم فلا تخذلونا وتهضموا حقوقنا المتمثلة في حقوق أبنائنا عليكم، وهو أمر مفروض عليكم التزمتم به عند استلامكم لقرارات تعيينكم في أي زمان ومكان، قوموا بواجبكم نحو أبنائنا وأعطوهم مما منحكم الله إياه من العلم والأدب وحسن التعامل ومد يد العون للمحتاج منهم، لا أقصد مالا وإنما أفصد توجيها وإرشادا وتنبيها إلى كل ما فيه مصالحهم وتنمية عقولهم وتوسيع مداركهم، فهم كما تعلمون شباب الغد يوم تشيبون وسلاح الوطن يوم تكل أسلحتكم العلمية والعقلية، ومن بعدكم وبعدنا سيحملون أسلحة العلم والمعرفة ونقلها لمن بعدهم لذا فعلموهم اللين بدلا من القسوة. فافسحوا لي صدوركم وتقبلوا نقد المحب لكم، فلدي ابنان أحدهما في الثانية متوسط والآخر في الثانية الابتدائي، كلما عادا من مدرستيهما وجداني في استقبالهما، قابعا أمام مكتبي المتواضع فيحكيان لي ما جرى لهما أو على أسماعهما وتحت أبصارهما، في هذا اليوم دون طلب مني إما لأشاركهما الأفراح أو لأخفف من مصابهما وأحزانهما، فإذا كان الموقف يخصه فإن كان الخطأ منه أشعرته بذلك لئلا يتكرر وأفهمته عن مكانة المعلم ووجوب احترامه، فمكان التعليم ووجوب تقديسه، وإن كان بالعكس قلت له الصواب ليعرف حقوقه في المدرسة وكان آخر ما قاله طالب المتوسط (وليد): دارنقاش بيني وبين مدرسي وكان صوته عاليا كأنما خطب فادح قد نزل فقلت له (هدي الوضع)، فرد علي أهكذا تقول لي وأشعر المدير بما قلته فكبرها الآخر وكأنها تقبيح أو استهزاء وخصم علي درجات من السلوك فعجبت من موقف هذين الرجلين التعليميين من تفسيرهما لتلك الجملة ولا أرى فيها ما يغضب بل تألمت حقا إنه ظلم، وآخر ما قاله طالب الابتدائي (سلمان): لماذا بعض المدرسين عصبيون؟ مثل مدرس الإنجليزي يصرخ ويضرب لأنني أخطأت في الكتابة.