"سعفة بنت الوطن".. الانتقال بالموروث من "المشافهة" إلى "التقنية"

بفريق سعودي وأكثر من 4 آلاف ساعة عمل

في الوقت الذي نقل فيه مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة، ركاب الأصالة السعودية من خيمة صغيرة إلى تظاهرة ثقافية عالمية، بدا أن شخصية "سعفة بنت الوطن" التي رعتها الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز "رحمها الله"، قبل عامين، هي اليوم تقود ركاب الحضارة السعودية، وتهتم بالموروث، وتؤسس لجيل شاب معرفي كامل، ويقوم عليه فريق من الشبان السعوديين عبر معرفها على تويتر @saafah.
وعندما كان مؤسسو مهرجان الجنادرية، يراهنون على أن هذه التظاهرة الصحراوية، ستصبح ريحا عالمية، يتهافت لسبر أغوارها المفكرون والأدباء، فإن "سعفة بنت الوطن" باعتبارها أول شخصية كارتونية تعنى بالحياة والتراث والحضارة والمستقبل، واجهت هي الأخرى صعوبات كبيرة.
يصف فريق المشروع هذه الصعوبات بأنها كانت "تصل حد توقف نقل الحضارة الشفاهية إلى حضارة مكتوبة، لولا دعم المشرف العام على المشروع الأميرة نورة بنت عبدالله بن محمد آل سعود".
ويجد متابعون للتحليل التراثي في السعودية، أن "شفاهية" الموروث كان التحدي الذي واجه مهرجان الجنادرية في صناعة قوالب درامية للحدث السنوي الذي يحكي قصة من قصص الكفاح في المملكة، لكنه مع الوقت أفرز سلسلة من المعارف التراثية باتت مرجعا للباحثين، فيما نجحت "سعفة بنت الوطن" التي يرى القائمون عليها، أنها جاءت كنواة في مشروع تراثي كبير، لتؤدي دورها ولكن في سياق عصري يرتبط بنقل المعرفة من "الشفاهة" إلى "التدوين" ومن ثم "التقنية" عبر أول "ويكيبيديا" أو موسوعة معرفية تراثية على شبكة الإنترنت، يشرف عليها طاقم من الخبراء والباحثين والتقنيين السعوديين.
وكانت "سعفة بنت الوطن" مثلت بلادها في محافل عالمية كأسبوع الموضة العالمي في أميركا، لتجسيد الزي السعودي في أكبر احتفالية عالمية لقيت صدى واسعا وشاهدها أكثر من 50 مليون مشاهد عبر العالم، فيما أنجز فريق المشروع أكثر من 4 آلاف ساعة عمل، لإخراج أول ميثاق أسري في السعودية، وأول موسوعة معرفية في البلاد. الشاهد أن إعصار الجنادرية الذي بدأ قبل نحو عقدين من الزمان، ترك آثاره في الداخل والخارج، وأعاد بوصلة الاهتمام للتراث السعودي، وهو ما فسره مراقبون بمشاريع تنموية حديثة لها طابع أصيل وأهداف اجتماعية ورؤية مرتبطة بإيقاع عصري، كمشروع "سعفة بنت الوطن" الذي حصد اهتمام الأسرة في السعودية.
وأثمر عن مشاريع "جيلية" يراهن الباحثون عبر أكثر من رأي وتحليل، أنها ستكون امتدادا لخطوات تنويرية أسست لجعل التراث "ثقافة ذات أصول ومرجعيات وتطور مستمر".
يشار إلى أن "سعفة بنت الوطن" تستعد خلال هذا العام لإطلاق أكثر من مفاجأة اجتماعية، قال عنها فريق العمل إنها ستتمحور في دعم "الأسرة السعودية بشكل عصري".