صدقت تنبؤات هيئة الأرصاد أمس، إلا أن المفاجأة غير السارة خالفت حدس معظم أهالي شرق جدة الذين أعاقت الأمطار خروج نسبة كبيرة منهم لحظة الهطول الأولى، ليأتي "الهروب" الكبير في وقت ذروة الأمطار ويشكل عائقا أمام تحرك عشرات الآلاف من المواطنين والمقيمين بسلاسة ليجدوا أنفسهم مرة أخرى وجها لوجه أمام "الطوفان" والسيول الجارية بوادي قوس ومخطط الحرازات وتجمع المياه في وادي مريخ وغيرها من أماكن تجمع المياه في شرق جدة. سيول أمس علاوة عن أنها نكأت جراح أهالي قويزة والصواعد وأم الخير فإنها كشفت أيضا الحاجة الملحة لاستكمال المشاريع التطويرية لدرء أخطار السيول، وفقا لما ذكره الأهالي الذين فروا من منازلهم. يقول فيصل النجاري وهو من سكان مخطط قويزة الشعبي إنه شعر بتدفق السيول بغزارة إلا أنه استطاع في الوقت المناسب الرجوع إلى منزله بصعوبة بسيارته ذات الدفع الرباعي وتمكن من اصطحاب عائلته التي أصابها ذعر شديد وهلع ليتوجه بهم إلى مكان آمن. مواطن آخر من مخطط أم الخير وهو ممن تم إسكانهم في الشقق المفروشة بعد أن تم إنقاذه هو وأسرته وصف محاصرة السيول له داخل سكنه بأنها كابوس لم يستوعبه في بداية الأمر، مستغربا من كون الأحداث المؤسفة العام الماضي لم يكن لها صدى لدى المسؤولين في الجهات المعنية لإيجاد حلول لوضعهم الذي وصفه بالمأساوي. من جانبه، صرح الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة الرائد عبدالله بن محمد العمري ل "الوطن" أن كافة من تم إنقاذهم من مخطط أم الخير تم إيواؤهم في شقق مفروشة بعد تعميد الدفاع المدني لهم بذلك وبتواجد مندوبين لوزارة المالية. وحول عمليات الإنقاذ التي جرت حتى مغرب أمس، أوضح العمري أن طائرات الإنقاذ انتشلت 3 نساء وطفلين من مجمع أم الخير السكني بشرق جدة, وامرأة و 3 أطفال من المنطقة نفسها, مشيرا إلى أن طائرات الدفاع المدني ستواصل تحليقها فوق الأحياء الشرقية بحثاً عن محتجزين لإنقاذهم. وأضاف أن قوارب الدفاع المدني استطاعت إنقاذ 3 نساء وطفلتين بحي الحرازات, فيما تمكنت فرق أرضية من الدفاع المدني من إنقاذ سيارة بها 7 أشخاص من عائلة واحدة، بعد أن علقت سيارتهم في بطن الوادي، مفيدا أن عمليات الإنقاذ ستستمر حتى يتم إنقاذ من يحتاج للإنقاذ.