أعلنت وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» عن عزمها لأول بث لهبوط مركبة فضائية مباشرة، وستتيح الوكالة للجمهور العريض مشاهدة هبوط مركبة «إنسايت لاندر» على سطح المريخ في 26 نوفمبر ومن المقرر أن تبث قناة «ناسا» التليفزيونية العامة الحدث مصحوبا بتعليقات الخبراء، الذين سيشرحون ما يحدث، ويقدمون تحديثات مفصلة، بالإضافة إلى بث يحتوي الأصوات الطبيعية فقط لما يحدث داخل غرفة التحكم، بدون أي تعليق. وبمجرد استقرارها على سطح الكوكب ستقضي المركبة «إنسايت» عامين، أي ما يساوي عاما واحدا على المريخ، في الغوص في أعماق الكوكب، بحثا عن معلومات تساعد على معرفة كيف تشكل المريخ، بالإضافة إلى أصل الأرض وغيرها من الكواكب الصخرية. والأداة الرئيسية في المركبة، هي مقياس زلازل فرنسي الصنع ومصمم لرصد أقل ذبذبات ناتجة عن «زلازل مريخية» حول الكوكب، وستضع الذراع الآلية للمركبة الأداة على السطح، وهي حساسة بدرجة تمكنها من رصد موجة زلزالية لا تتجاوز نصف قطر ذرة الهيدروجين. ويتوقع العلماء رصد ما بين 10 و100 زلزال، خلال فترة البعثة وجمع بيانات تساعدهم في استنتاج عمق وكثافة وتكوين مركز الكوكب والقشرة الصخرية المحيطة به، وأبعد طبقاته الخارجية أو الغلاف الخارجي. ومن المتوقع أن تجمع «إنسايت» أول بيانات قيمة عن الاهتزازات الزلزالية لكوكب غير الأرض. وأطلقت ناسا المركبة إلى المريخ في الخامس من مايو، وستصل إلى الكوكب الأحمر بعد رحلة تستغرق حوالي 6 أشهر، ولتهبط على أرض سهلية ممهدة قريبة من خط استواء الكوكب. ويذكر أن تكلف «انسايت لاندر» تخطت ال800 مليون دولار، وتعطلت أكثر من عامين، بسبب مسائل متعلقة بمعدات البحث.