أكد مدير جامعة الملك فيصل، الدكتور محمد العوهلي، أن المملكة تتعرض لحملة إعلامية مسعورة تستهدف تشويه صورتها، والنيل من مكانتها، وأن دور المؤسسات التعليمية يجب ألا يتوقف عند تلقين الدروس وحسب، بل يقع على عاتقها تصحيح الصورة، والتصدي لمثل هذه الحملات، لافتاً أن هذا الوطن محروس بعناية الله ثم بيقظة قادته، وأن لهذا الوطن رب ثم قادة تحميه. جاء ذلك، خلال كلمته في افتتاح ندوة بعنوان: «السعودية في القلب»، بتنظيم من كلية الآداب في الجامعة بالشراكة مع نادي الأحساء الأدبي، وذلك في إطار أنشطتها الثقافية وحملات التوعية التي تنظمها «وحدة التوعية الفكرية» تحت شعار نحو بيئة جامعية واعية. هموم وقضايا الوطن بيّن رئيس نادي الأحساء الأدبي، الدكتور ظافر الشهري، في كلمته، أن الندوة تأتي في إطار قيام الكلية بالواجب المنوط بها، والخروج من قاعات الدرس والتفاعل مع هموم وقضايا الوطن، وأكد على ضرورة معايشة الطلاب لواقع وطنهم ومجتمعهم والذب عنها، ولاسيما في الوقت الذي تكالبت فيه قوى الشر مستهدفة تشويه صورته أو النيل من قيادته، وأنه من الواجب أن يتم التأكيد على الانتماء لهذا الوطن والولاء لولاة أمره، وأنه يجب إقامة هذه الفعاليات التي تغرس هذه القيم المهمة في نفوس الطلاب والطالبات. مواكبة تكنولوجيا الاتصال الندوة، التي أدارها رئيس قسم الاتصال والإعلام بالجامعة الدكتور سامي الجمعان، تحدث فيها رئيس قسم الدراسات الاجتماعية الدكتور دايل الخالدي (من السعودية)، الذي أكد على الجو الأخوي والترابط والتلاحم بين فئات المجتمع السعودي، وأن المواطنة الحقة تخلق تساويًّا وتكافؤًا في الحقوق والواجبات بين كل فئات المجتمع. وأشار أستاذ الإعلام الدكتور هشام عباس (من السودان)، إلى عمق الروابط التاريخية بين المملكة والسودان، مؤكداً على مدى مواكبة المملكة لتكنولوجيا الاتصال، وعن الحرية الممنوحة للإعلام والتعبير، لافتاً إلى أن المملكة هي الدولة الوحيدة التي تتيح إنشاء الصحف الإلكترونية قبل استصدار التصريحات، وأنه يوجد ما يزيد على 20 مليون مشترك في مواقع التواصل الاجتماعي يعبرون ويكتبون في حرية تامة. حرب الشائعات والتحريض أكد أستاذ الأدب الدكتور فايز العثامنة (من الأردن) على حسن الرعاية، التي يتلاقها كل مواطن في المملكة، والتي لا تفرق بين مقيم وسعودي، وذكر أنه منذ وطئت قدماه أرض المملكة تغيرت لديه الكثير من المفاهيم التي حاول الإعلام تصويرها، وذكر أن حرب الشائعات والتحريض التي تغذيها وسائل إعلام معادية لم تستطع النيل منه أو تشويه صورته. وأبان أستاذ علم الاجتماع الدكتور الحبيب الدرويش (من تونس) عن تجاربه الشخصية وحياته في المملكة العربية السعودية، وأكد على حسن المعاملة التي تلقاها منذ اليوم الأول وحتى الساعة، وأكد على أنه قد أفاد علميًّا ومهنيًّا واجتماعيًّا من خلال إقامته بالمملكة، حيث عاش هو وأسرته حياة آمنة مستقرة لقي فيها كل خير ورعاية، وأشاد بما توفره الدولة من إمكانيات وقدرات ساعدت على تطور العملية التعليمية. السعودية استضافت مليونين ونصف سوري أستاذ الشريعة بقسم الدراسات الإسلامية الدكتور محمود صالح (من سوريا) الذي أثارت كلمته الشجون، إذ راح يسرد الدعم اللامحدود الذي تلقاه الشعب السوري منذ اندلاع الأزمة السورية حتى الآن، أكد أن المملكة استضافت ما يزيد على مليونين ونصف المليون من أبناء الشعب السوري، كما صور أولى زياراته للمملكة والرعاية التي تلقاها من رجال الأمن السعودي، والذي أصر أحدهم على اصطحابه لإنهاء كافة معاملاته، وقال: إن رجل الأمن أصر على إهدائه مبلغًا من المال، وإن هذا المبلغ رغم عدم احتياجه إليه، قد شكل لديه أغلى هديه تلقاها، لأنها جعلته يشعر بالأخوية الحارة والإنسانية العالية من إخوانه السعوديين. فند أستاذ التاريخ الدكتور عبدالحليم رمضان (من مصر)، الكثير من الدعاوى الظالمة، والشبه الفاسدة التي يحاول الإعلام المعادي إلصاقها بالمملكة العربية السعودية، من بينها قضايا المرأة، مرورًا بقضايا اللاجئين، مؤكدًا على أنه أجرى أبحاثًا علمية شارك بها في مؤتمرات محكمة ناقش من خلالها كذب الكثير من الدعاوى التي تحاول تروج لاضطهاد المرأة أو المقيمين من خلال الإحصائيات والأرقام، كما تحدث عن جانب من ذكرياته الخاصة في المملكة والرعاية الفائقة التي يتلقاها هو وأسرته. في ختام الندوة، شدد الجمعان على أن الندوة، أكدت وأبرزت عنوانها أن «السعودية في القلب» مؤكدًا أن الإعلام المعادي الذي عصفت رياحه، وكانت كفيلة بخلع الجبال من بعضها لم ينجح في السعودية بتحريك حبة رمل من مكانها، وأن المجتمع السعودي بكل فئاته كان كما وصفه ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان «أرسخ من جبل طويق».