تفننت متعايشة مع الإيدز في رواية تفاصيل قصتها المؤلمة مع المرض، وذرفت دموع أكثر من 100 شخص حضروا لقاء اليوم العالمي للإيدز الذي نظمه مستشفى الأمل بجدة أول من أمس تفاعلا مع حديثها الذي ركزت فيه على جهود الجمعية الخيرية السعودية لمرضى الإيدز في مساعدة المتعايشين، وصبت جام غضبها على المجتمع الذي لم يع بعد – حسب تعبيرها– حقوق المتعايش، وأهمية دعم الجمعية. وبعد اللقاء، حاولت "الوطن" إجراء مقابلات مع متعايشين مع المرض - رفضوا ذكر أسمائهم -، حول ما تقدمه الجمعية لهم، واكتفوا بقولهم "هذه إشادات مدفوعة الثمن، يتسابق المتعايشون إلى الظفر بها"، وإنهم فاتهم الخروج للمسرح هذه المرة من أجل الحصول على 500 ريال. وقام أحدهم بتزويدنا برقم هاتف "متعايشة إيدز" يمكنها الحديث عن هذا اللغز. "الوطن" أجرت اتصالا بالمتعايشة التي رفضت نشر اسمها، والاكتفاء بالرمز "ي" للإشارة إليها، وأكدت أنها فعلا متعايشة مع المرض، وظروفها المادية يصعب الحديث عنها، وأنها لا تمانع من الحديث عن تجربتها مع الجمعية حول "الإشادات مدفوعة الثمن". وقالت "غبت عن اللقاءات الإعلامية التي تهدف إلى الإشادة بالجمعية الخيرية لمرضى الايدز، فازداد فقري، ولأنني رفضت الظهور مجددا لتمجيد الجمعية، امتَنعَت عن سداد فاتورة كهرباء منزلي"، واختلطت عبارات "ي" بدموعها، وهي تتحدث عن علاقتها وزملائها المصابين بالإيدز مع الجمعية الخيرية. وتحدثت "ي" عن الكثير من أوجاعها وآلامها بعبارات قطّعتها نوبات البكاء، وأكدت خلالها أن علاقتها بجمعية مرضى الإيدز، لا تعدو كونها علاقة تمجيد مقابل سداد فاتورة كهرباء، أو حفنة مال، وأن مسؤولين بالجمعية هم من ابتكروا هذه الدعايات بهدف استمرار مكافآتهم التي تقدمها لهم الشؤون الاجتماعية، دون علم من رئيسة مجلس إدارة الجمعية الدكتورة سناء فلمبان التي يعرف عنها المتعايشون صدقها وأمانتها حسب تعبيرها. ولم تنكر "ي" أنها تتقاضى مبلغا شهريا زهيدا من الجمعية لا يكفي لإطعام أبنائها الذين توفي والدهم بسبب فيروس "الإيدز"، وأنها كانت ترفل بمبالغ مقطوعة من الجمعية عند مشاركتها في أي مؤتمر إعلامي، أو لقاء حول الإيدز لتمجيد مسؤولي الجمعية، وأن هذه المبالغ انقطعت، لأنها لم تعد قادرة على الظهور مجددا رغم حاجتها للمال. وقالت "كنت أسابق المتعايشين للظهور في المؤتمرات من أجل تمجيد الجمعية، وأفتري على نفسي وعلى الناس كذبا، لقاء أن أحظى بخدمة سداد فاتورة كهرباء، أو مبلغ زهيد يسد رمقي، ولا يتجاوز 500 ريال، ولأنني الآن مللت من هذا الزيف، ورفضت المشاركة في أي لقاءات قادمة، ما زلت أراجع الجمعية منذ 3 أشهر لسداد فاتورة كهرباء منزلي دون جدوى". وأكدت مصادر مطلعة في الجمعية ل "الوطن" أن هذه الظاهرة بدأت تطفو على السطح في الآونة الأخيرة، وأنه ربما يكون الهدف من ذلك تعويد المتعايشين على مقابلة الجمهور، وعدم الانعزال، وأن هناك عاملين في الجمعية يتقاضون مكافآت شهرية من الشؤون الاجتماعية، علاوة على رواتب وظائفهم الأساسية في الشؤون الصحية. من جانبها، نفت الدكتورة سناء فلمبان صحة ما ذكر، مشيرة في اتصال هاتفي أجرته معها "الوطن" إلى أن متعايشي الإيدز لديهم حالة قلق نفسي، يتطلبون من خلاله تحقيق كل مطالبهم. وأوضحت أنها في مهمة عمل خارج المملكة، وطلبت خطابا رسميا بالاتهامات الموجهة للجمعية لتتمكن من الرد عليها بعد عودتها. كما أكدت أن جميع العاملين في الجمعية هم متطوعون يقصدون من عملهم الخير، وخدمة المتعايشين.