أجمع المداخلون خلال الأمسية الشعرية التي نظمها نادي الطائف الأدبي الثقافي مساء أول من أمس على أن شعراء الأمسية استطاعوا أن يغيروا نظرة بعض من يعتبرون قصيدة النثر جناية على الشعر. جاء ذلك بعد سماعهم للقصائد التي ألقاها عبدالرحمن موكلي، وعبدالمحسن اليوسف، ومحمد الحرز. وكان شعراء الأمسية، التي أدارها علي الرباعي، تناوبوا على تقديم نصوصهم الشعرية التي طغت عليها قصيدة النثر، والتي تركزت مداخلات الحضور حولها. وذكر الدكتور عاطف بهجات أنه كان على وشك أن يفقد الثقة في قصيدة النثر إلا أن شعراء الأمسية وخاصة الحرز استطاعوا أن يغيروا شيئا من نظرته عنها، في الوقت الذي تساءلت فيه سارة الأزوري عن سر استمتاع البعض بالقصيدة النثرية قراءة لا سمعا. وذهب الدكتور أحمد نبوي في مداخلته إلى أن الشاعر شاعر سواء كتب قصيدة عمودية أو تفعيلة أو نثرية، بينما أشار الدكتور عالي القرشي إلى أن نصوص الشعراء كانت مختلفة جدا، مشيرا إلى أن اليوسف كان من أوائل من دافعوا عن هذه التجربة الشعرية الجديدة وفسحوا لها المجال. وفي تعليق للشاعر عبدالمحسن اليوسف أكد فيه أن الشعراء لو قدموا نصوصا كهذه في الثمانينات لرجموا بالحجارة، مشيرا إلى أنه لمح تغيرا كبيرا في تفاعل الحضور مع قصيدة النثر، وقال "كانت الليلة مختلفة؛ فقد وجدنا عرسا للقصائد بجميع أطيافها". بينما أشار الشاعر محمد الحرز إلى أن قصيدة النثر تواجه مشكلتين: الأولى، هي المتلقي وطريقة استماعه لهذه القصيدة. والثانية، عدم وجود ناقد متخصص لها، بخلاف العمودي والتفعيلة التي يكثر نقادها المتخصصون، مؤكدا أنه لا يمكن إيجاد حلول لإشكالية قصيدة النثر إلا بحل هاتين الإشكاليتين.