كسر عدد من الأسر حاجز العادات المتعلقة بحفلات الزواج، بإقامة زواج اقتصادي يقلص المصروفات 80 %. وقالت الباحثة الاجتماعية سلوى العميري إن «للزواج عادات تقليدية اعتاد عليها المجتمع، وظهور دعوات لتغيير هذه العادات التي أثقلت المجتمع والأسر سيواجه برفض اجتماعي، ولكنها تدريجيا ستصبح مقبولة». تمكّن عدد من الأسر في كسر حاجز العادات الاجتماعية المتعلقة بحفلات الزواج، خلال إقامة حفل زواج اقتصادي بدعوات محدودة وبتكاليف بسيطة أسهمت في تقليص مصروفات الحفل التقليدية 80 %، وقللت من الضغوط الأسرية والاجتماعية والمالية التي تثقل أسرة الزوجين. قبول اجتماعي ذكرت أميرة العبد الله التي تزوجت قبل شهرين، أنها -وبعد شهرين من زواجها- ما تزال تتلقى التشجيع والتبريكات على الخطوة التي اتخذتها بقصر حفل الزفاف على الأهل والمقربين، والاستغناء عن استئجار صالة للأفراح بكامل احتياجاتها من كوشة وتنسيقات، واكتفت بإقامة عشاء عائلي في منزل والدها، واستقبال الضيوف والمهنئين في المنزل، وتقديم كامل الضيافة لهم، مشيرة إلى أنها شعرت بالتردد قبل أن تقرر كسر عادة الحفلات الكبيرة، ولكنها لقيت تأييدا ومباركة من أهلها، وزوجها، وكثير من المقربين منها، مما شجعها على التريب للحفل والدعوات بشكل يتناسب مع المكان المتوافر لديها، كما ساعدتها قريباتها في كامل التجهيزات دون أن تحتاج إلى أي جهة للتنسيق أو للترتيب، أو حتى لتصميم بطاقات الدعوة، وكان الحفل محل إشادة واعجاب من الجميع دون مصاريف مبالغة، وقدرت أميرة ما وفرته من مصاريف الزواج بحوالي 80 % من المصروفات. تكاليف مستحدثة ترى الباحثة الاجتماعية سلوى العميري أن المناسبات الاجتماعية تدخل ضمن العادات والتقاليد، والتي تبقى متأثرة بالشكل التقليدي الذي اعتاد عليه المجتمع، مع مزيد من الإضافات والتغييرات غير المؤثرة على أسلوب وطريقة العادة، وظهور دعوات إلى تغيير هذه العادات التي أثقلت المجتمع والأسر مع وجود المبالغة فيها ستواجه برفض اجتماعي، ولكنها تدريجيا ستصبح مقبولة، خصوصا أن حفلات الزواج غالب تكاليفها التي تثقل الزوجين وأسرتيهما تعدّ من المظاهر المستحدثة للزواج، ولم تكن حفلات الزواج مكلفة بالصورة التي اتجهت إليها في السنوات الأخيرة وهي ما تزال تزداد تكلفة. الزواج الاقتصادي حددت العميري 5 أسباب تدعم التوجه نحو تقليص نفقات حفلات الزفاف، وتؤدي إلى قبولها وشيوعها في المجتمع، منها: وجود وعي مالي واقتصادي من الشباب المقبلين على الزواج الذين يرسمون مخططا ماليا لحياتهم بما يتناسب مع إمكاناتهم، إضافة إلى كثرة الانتقادات التي واجهت مصاريف الزواج سواء من رجال الدين أو الاجتماعيين أو الكتاب، واطلاع الجيل الشاب على ثقافات المجتمعات والشعوب الأخرى وعاداتها البسيطة في حفلات الزواج، وتغيّر العلاقات الاجتماعية الواسعة واقتصار العلاقات الأسرية على المحيط الأسري الضيق، والتنبه إلى تأثير مصروفات حفلات الزواج على الحياة الأسرية للزوجين حتى فترة زمنية طويلة. مقاومة التغيير أشارت العمري إلى أن وجود حالة قبول بهذا التوجه الاقتصادي والمختصر لحفلات الزواج، لن يكون هو التوجه الوحيد، بل سيجد مقاومة كبيرة من التقليديين مع اختلاف المجتمعات، إذ سيتمسك مجتمع بالوليمة العامة، وسيتمسك آخرون بالدعوات العامة، وآخرون سيتمسكون بتعدد الاحتفالات قبل الزواج كحفل للحناء، وأيام متعددة للتبريك، ويتمسك آخرون بمصاريف تجهيز العروس، والتي لا تحتاج كثيرا منها، وكل مجتمع صغير له عاداته التي اعتاد عليها، والتي ستواجه رفض تغييرها من الجيل الشاب، حتى ولو كان تأثيرها سلبيا عليها، وسيكون الأهالي هم أكبر المعارضين لهذا التوجه الاقتصادي من الجيل الشاب.