لم تقتصر زيارتا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى كل من ماليزيا وإندونيسيا على الجوانب السياسية والاقتصادية فقط، بل شملت جانبا آخر في غاية الأهمية، وهو إيضاح الصورة الحقيقية للإسلام، وعدم وجود صلة بينه وبين الإرهاب، حيث أكد الملك أن الإسلام هو دين السلام ويدعو إلى التعايش والتسامح. كما التقى بالعديد من الشخصيات البارزة من أتباع الأديان الأخرى، وهو ما يؤكد دعوة المملكة لتعزيز الحوار بين أتباع الأديان. وحدة العقيدة أكد خادم الحرمين خلال لقائه والرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، بأبرز الشخصيات الإسلامية في إندونيسيا، أن أهم ما يربط المملكة وإندونيسيا هو العقيدة الواحدة، مشيرا إلى ما يواجهه الإسلام حاليا من حملة تسعى للنيل من قيمه الوسطية وسماحته. تنسيق المواقف خلال كلمته أمام مجلس النواب الإندونيسي، شدد خادم الحرمين الشريفين، على أن التحدياتِ التي تواجه الأمة الإسلامية، وفي مقدمتها ظاهرة التطرف والإرهاب، وعدمُ احترام سيادة الدول، والتدخل في شؤونها الداخلية، تستدعي الوحدة لمواجهتها، وتنسيق الجهود والمواقف. زيارة المساجد حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على زيارة مسجد الاستقلال بالعاصمة جاكرتا، الذي يعد أكبر مساجد إندونيسيا، ويتسع لحوالي 200 ألف مصل، ويتكون من خمسة طوابق، كل منها يرمز لأحد أركان الإسلام، حيث أدى فيه صلاة الجمعة الماضية، وقدم حزام الكعبة كهدية للمسجد. تعزيز التسامح أشار الملك سلمان إلى أهمية العمل على التواصل والحوار بين أتباع الأديان والثقافات لتعزيز مبادئ التسامح، لافتا إلى أن الأديان تسعى لحماية حقوق الإنسان وسعادته، ومن المهم محاربة الغلو والتطرف في جميع الأديان والثقافات. جاء ذلك خلال لقائه أبرز الشخصيات الإسلامية وممثلي الأديان الأخرى في إندونيسيا. القدوة الحسنة دعا خادم الحرمين الشريفين الطلاب السعوديين المبتعثين في ماليزيا، إلى إدراك أن بلادهم قبلة المسلمين، وأن يكونوا قدوة جيدة في ماليزيا، كما أوصاهم بأن يحرصوا على دراستهم، وأن يكونوا عند حسن الظن بهم لخدمة الإسلام والمسلمين.