دول العالم النامية والمتقدمة تولي الاهتمام الأكبر بالإنتاج الزراعي لما له من أهمية كبرى للأمن الغذائي والرفاهية الاقتصادية لتلك البلدان، وتولي الدول المتقدمة الاهتمام الأكبر بتقنيات الإنتاج الزراعي المتطورة لتوفير أكبر قدر من الإنتاج بأقل تكلفة ممكنة.. وقد أولت دولتنا المباركة حفظها الله اهتماما كبيرا بالإنتاج الزراعي منذ نشأتها، وحققت المملكة الاكتفاء الذاتي في عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي والريادة بإنتاج القمح والتمور، كما تميزت بإنتاج الألبان والدواجن، واعتنت المملكة بالجانب العلمي بإنشاء ثلاث كليات زراعة في مناطق الرياض والأحساء والقصيم، وكذلك المعاهد الزراعية في عدة مدن سعودية. في المنطقة الجنوبية يوجد أكبر إنتاج زراعي على مستوى المملكة بالنسبة للمزارعين الأفراد في إنتاج عسل النحل، كما يوجد بها مناطق اشتهرت بمنتجات زراعية معينة، ولا يعني ذلك أنه لا يوجد بها منتجات أخرى.. كإنتاج التمور في منطقة بيشة، والرمان في منطقة الباحة، ومنتجات الأسماك والمانجو في منطقة جازان، ومنتجات الدواجن والخضروات والفواكه في منطقة عسير، ومنتجات الأعلاف الحيوانية والقمح بمنطقة وادي الدواسر، ويشتهر الأفراد في المنطقة باهتمامهم بالإنتاج الحيواني كرعاية الأغنام والضأن والإبل..ولا يوجد في المنطقة مزارع تنتج الألبان. عطفا على ذلك يجب الاهتمام بالجانب الأكاديمي والبحث العلمي في هذا المجال، وأقترح على المسؤولين بجامعة الملك خالد النظر في إنشاء كلية للزراعة بها أقسام للإنتاج الزراعي والحيواني والتغذوي والطب البيطري ومركز للأبحاث الزراعية يعني بخدمة المجتمع في هذا الجانب الحيوي المهم الذي يعنى بالأمن الغذائي للإنسان، ويسهم في تطوير إنتاج المزارعين. ويجب التعاون مع إمارة منطقة عسير وأمانة المنطقة والغرفة التجارية وفرع وزارة البيئة والزراعة والمياه في منطقة عسير، وذلك لدراسة سبل اجتذاب شركات رائدة في المجال الزراعي، وعمل دراسات جدوى اقتصادية للمشاريع الزراعية وتطويرها لتكون مربحة للمستثمرين، ومراكز توظيف للخريجين من كلية الزراعة.. ودعم الدولة مهم جداً من خلال مؤسسات التمويل لدعم المشروعات الزراعية الصغيرة والمتوسطة، وكل ذلك يسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 في مجال الإنتاج الزراعي والحيواني.