بينما وصلت البطالة في الربع الثالث من عام 2016 إلى 12.1%، مقارنة ب11.6% في الربع الثاني، حسب بيانات الهيئة العامة للإحصاء، بعدد عاطلين عن العمل يبلغ 693 ألف مواطن، حسب بيانات الهيئة العامة للإحصاء، يفصح خبراء الموارد البشرية ل"الوطن"، بأن أكثر ما تواجهه الجهات المختصة في المملكة، خلال السنوات القريبة المقبلة، يتمثل في مكافحتها ل"بطالة السعوديين"، ولجأت الحكومة إلى سلسلة من "الإجراءات الوقائية"، بهدف تقليص الهوة في سوق العمل المحلي. أستاذ الموارد البشرية الدكتور حاتم العوبثاني، يؤكد أن الجهات المعنية في قمة الدولة (مجلس الوزراء السعودي)، تعي جيدا أهمية هذه الإشكالية، وأبعادها المستقبلية، وهذه خطوة مهمة جدا، من المهم الإشارة إليها في سياق مكافحتها للبطالة، في ظل تربع الشباب على الخارطة الديموجرافية السكانية بنسبة تقترب من ال60%. ولم يكتفِ العوبثاني بذلك، بل ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، وهو ما يمثل مصدر قلق حقيقي، لذا واجهت الحكومة الأمر من خلال اتجاه وزارة العمل والتنمية الاجتماعية إلى توطين قطاع الاتصالات بنسبة 100%، باعتباره أحد الأسواق الجاذبة للسعوديين، وتقديم دعم مالي لمن يريد تأسيس مشروع في هذا القطاع. استطلاع في 25 دولة أشار مسح أجرته مؤخرا شركة (إيبسون موري) لاستطلاعات الرأي العام في 25 دولة حول العالم، إلى أن 45% من المشاركين السعوديين في الاستطلاع قلقون من البطالة. ولم تكن المملكة الوحيدة في هذا الإطار، بل إن دولا غربية وآسيوية متقدمة أظهرها استطلاع "إيسون موري"، فالإسبان قلقون من جراء البطالة بنسبة 71%، وفي إيطاليا ب65%، وفي كوريا الجنوبية ب57%، وفي فرنسا وصلت النسبة ل50%، وكندا 40%، و39% في أستراليا، وأما في بلجيكا فأظهر الاستطلاع قلق مواطنيها من البطالة ب37%. العمل عن بعد وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وبحسب موقعها الرسمي على الإنترنت، أطلقت مبادرة "برنامج العمل عن بعد"، وهو من مبادراتها الوطنية التي أطلقتها، بهدف تجسير الفجوة بين أصحاب الأعمال والباحثين عنها، الذين تحول عدة عوائق بينهم وبين حصولهم على فرص العمل المناسبة، في محاولة منها للاستفادة من التطورات التقنية المتلاحقة في خلق ثقافة جديدة داخل سوق العمل، وتوفير فرص وظيفية مرنة تتجاوز حواجز الزمان والمكان، والذي يستهدف فئتين أساسيتين من القوى العاملة الوطنية في الالتحاق بسوق العمل، وهما النساء وذوو الإعاقات. توليد الوظائف المدرب المتخصص في الموارد البشرية المهندس بندر الخليل، قال إن رؤية المملكة 2030 جعلت في أولى اهتماماتها مكافحة البطالة، وأوجدت الهيئة العامة لتوليد الوظائف ومكافحة البطالة، واعتبر ذلك أمرا في غاية الأهمية، كونه يحدد مسار البلد خلال السنوات المقبلة، بل وألزمت خطط الوزارات الحكومية بتوليد وظائف بنسب وأرقام محددة، وهذا جزء من مواجهة المشكلة. في خارطة خضم مكافحة البطالة، لجأ صندوق تنمية الموارد البشرية "هدف"، لدعوة المستثمرين ورواد الأعمال السعوديين الراغبين في تأسيس وإدارة "مراكز طاقات للإرشاد المهني والتوظيف"، تماشيا مع رؤية 2030 ومستهدفات برنامج التحول الوطني 2020، في تأهيل الكوادر الوطنية الشابة، ورفع مشاركة القطاع الخاص بالاستثمار في المنشآت والكوادر الوطنية، وتطوير صناعة خدمات التوظيف المتخصصة في المملكة.