بعد أن كان ساعي البريد هو وسيلة ضيوف الرحمن في زمن قديم للحصول على أخبار سارة، من خلال رسائل يبعثها إليهم ذووهم، فيردون عليهم بمثلها ويطمئنوهم عن رحلتهم الشاقة للحج، ظهرت كبائن الهللات، لتنقل الصوت فقط ما بين الحجاج وذويهم، يتخللها السلام والتحية، وعندها ينقطع الحديث مع انتهاء الهللات. شبكة تقنية بعد ذلك ظهرت الجوالات وكبائن الاتصال، لكنها لم تحاك الواقع، الذي يعيشه حجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة، ومع ثورات الإنترنت وخدماته المتعددة والسريعة، ظهرت منى وهي مركز إعلامي لكافة ضيوف الرحمن، فأصبح الكل وكأنهم بين ذويهم وأبنائهم عابرين مسافات وقارات ودولا ومحيطات، إلا أن الشبكة التقنية والخدمات الجليلة التي قدمتها المملكة أسهمت في نقل الصورة بوضوح، إضافة إلى الفيديو الذي يحكي واقع كل حاج، وهو يدون كافة تفاصيل رحلته لذويه، حيث يتحدث إليهم بشكل مباشر وبدقة عالية، ينظر إليهم بصفاء، يبتسم، يطمئن، ليواصل شعائر الله بكل أمن واطمئنان. تانجو وإيمو وماسنجر "الوطن" رصدت الحاج الهندي سيف الدين متحدثا عبر جواله إلى ذويه، لينقل لهم وقائع مشعر منى، ويصف لهم كافة الأحوال وطبيعة الحياة والسعادة التي يعيشها خلال أيام التشريق. وقال سيف الدين "أستخدم التانجو والإيمو والماسنجر" وذلك عبر شبكات الإنترنت، وأجد من خلال تلك البرامج أن الحديث أكثر دقة، وخصوصا في ساعات الصباح الباكر، مؤكدا أن جميع الحجاج يحرصون على الحديث مع ذويهم صوتا وصورة، ومن هنا تأتي الطمأنينة ما بين الحاج وأهله أيا كان موقعه، فخدمات الإنترنت التي وفرتها السعودية قادرة على التواصل مع كافة أرجاء العالم. مواكبة العصر إلى ذلك، قال المطوف أحد منسوبي وزارة البرق والبريد والهاتف سابقا طارق حسين محمد: كنا نتعامل في فترة سابقة مع الرسائل والطرود البريدية، فما إن يصل الحاج إلى المملكة، حتى يتوجه مباشرة إلى البريد، ليقوم بإرسال رسالة اطمئنان لذويه، محددا موقعه، ثم ينتظر الإجابة منهم، إلا أن البعض قد تتأخر رسالته، لذا كان القلق يسود بين غالبية ضيوف الرحمن، ولكن هذا الأمر لم يدم طويلا، فحكومتنا الرشيدة ذللت كافة الصعاب لتواكب العالم بكل ثوراته التقنية والمعرفية.