هو الجندي المجهول في وسط الأرجنتين ومحارب لا يتعب، لقد أثبت "خافيير ماسكيرانو" أينما حل أنه عنصر ضروري قادر على لعب عدة أدوار، وقد يحصل على مكافأة مسيرته بالتتويج بلقب كأس العالم لكرة القدم اليوم ضد ألمانيا. من النوادر أن يبرز أحد زملاء "ليونيل ميسي" أكثر من البعوضة لكن "ماسكيرانو" رفيقه أيضا في برشلونة الإسباني خطف منه النجومية في مواجهة هولندا الأخيرة في نصف النهائي التي انتهت بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي. أطفأ الدفاع الهولندي شعاع ميسي، لكن ماسكيرانو كان دعامة الوسط وسند الدفاع في اللحظات الصعبة. أكد ماسكيرانو في نصف النهائي موقعه كأحد أفضل اللاعبين في مركزه في العالم، وذلك بعد أن تفتحت موهبته في دورة الألعاب الأولمبية في أثينا 2004 وإحرازه الذهبية. هو ضابط إيقاع اللعب الأرجنتيني والمدافع الأول أمام هجمات الخصم قبل أن تصل إلى خط الدفاع الحقيقي، وما إبعاده لكرة "آريين روبن" في اللحظات الأخيرة من نصف النهائي والوقت الإضافي بأسلوب تقني رائع إلا الدليل على مهارته وذكائه في إنقاذ فريقه من ورطة كادت تودي به خارج المسابقة. تلقى ماسكيرانو، تكوينه في مدرسة ريفر بلايت كلاعب خط وسط مركزي، ثم أحرز مع برشلونة 9 ألقاب في 4 مواسم. كان مارسيلو بييلسا أول من استدعاه في بداياته للمنتخب، فبعد أن جلبه كبديل إلى مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002، أشركه بعد سنة لأول مرة مع منتخب الكبار قبل أن يقوم بذلك في فريقه. بعد ظهوره الأول مع ريفر، تألق في صفوف منتخب "تحت 20 سنة" الذي احتل المركز الرابع في كأس العالم الإمارات 2003، وذلك قبل أشهر من لعبه كأساسي في منتخب الكبار الذي احتل مركز الوصافة في كوبا أميركا التي أقيمت في بيرو. وسرعان ما أخذ ثأره كاملا عندما فاز في أثينا بأول الميداليتين الأولمبيتين ليصبح أول لاعب أرجنتيني يحقق هذا الإنجاز في 2004 و2008. وبعدما أصبح أساسيا في تشكيلة خوسيه بيكرمان، احتل مركز الوصافة مع المنتخب في كأس القارات ألمانيا 2005 ثم لعب المباريات الخمس التي خاضتها الأرجنتين في ألمانيا 2006. وبعد عام سقط منتخبه مرة أخرى في نهائي بطولة كوبا أميركا في فنزويلا، وهي البطولة التي تألق فيها وسجل هدفين. وكان لاعبا لا غنى عنه أيضا تحت قيادة مارادونا في جنوب أفريقيا 2010. وبعد أن ترك بصمته في ريفر وكورينثيانز وليفربول انتقل إلى برشلونة، حيث حوله جوارديولا إلى مدافع أوسط. ولكن سابيلا يعده مهما أكثر في خط الوسط، حيث لعب 970 دقيقة في 11 مباراة، ليكون خامس لاعب أرجنتيني يلعب أكبر عدد من الدقائق في تصفيات البرازيل 2014. لم يكن الأسطورة مارادونا مخطئا عندما لخص أهمية ماسكيرانو بجملة واحدة: "عندما قلت إن الأرجنتين هي ماسكيرانو زائد 10 لاعبين، سخر كثيرون من ذلك، لكن اليوم لا يجرؤ أحد على الضحك".