في الوقت الذي اشتكى عدد من أهالي محافظة العيص من غياب المعدات والآلات الزراعية، ملقين باللوم على وزارة الزراعة والجمعيات الزراعية الأخرى بسبب ضعف دعمهم للمزارعين وغياب الرؤية الزراعية في خططهم في الموسم الحالي، أوضح مدير الإدارة العامة لشؤون الزراعة بمنطقة المدينةالمنورة المهندس إبراهيم عبدالعزيز الحجيلي، أن دور وزارة الزراعة بمحافظة العيص توجيهي وإرشادي للمزارعين، لافتا إلى أن تأمين معدات حصاد الحبوب ليس من شؤون الوزارة. وقال في حديث إلى "الوطن" أمس، إن معدات حصاد الحبوب يمكن تأمينها عن طريق صندوق التنمية الزراعي السعودي أو الجمعيات التعاونية، حاثا المزارعين على اتباع أفضل الطرق الزراعية الحديثة للوصول إلى مستوى زراعي جيد يخلو من الأمراض يعود عليهم بالفائدة الاقتصادية الجيدة. وحول تعرض المزارع للآفات والقوارض والحشرات الضارة، أكد الحجيلي أن وزارة الزراعة ممثلة بالإدارة العامة للشؤون الزراعية بمنطقة المدينةالمنورة والفروع التابعة لها في المحافظات تأمن المبيدات الحشرية والفطرية وتوفر سيارات رش المبيدات وتتحرك للتصدي لأي طارئ، مثل الجراد والحشرات الضارة الأخرى، كما أن لها مكاتب في أغلب القرى والمحافظات تنفذ من خلالها جولات ميدانية للتأكد من سلامة مزارع المنطقة ومراقبة أوضاعها العامة. إلى ذلك، كشفت جولة "الوطن" في المناطق الزراعية في المحافظة عن المشاكل التي يعاني منها القطاع الزراعي في المحافظة من أبرزها غياب الدعم للمزارعين، الذين يقومون بحصاد الحبوب بشكل بدائي، معتمدين على أدوات خفيفة تزيد من معاناتهم في موسم حصاد الحبوب، إذ اتفق عدد من المزارعين أن زراعة الحبوب في المحافظة تشهد عوائق كبيرة، أهمها غياب المؤسسات الراعية للزراعة التي تقدم الدعم للمزارعين، ونقص البذار المحسنة وتفشي الوباء الزراعي المتمثل في ضعف توفير الأدوية بمكافحة الحشرات والقوارض الضارة بالمحاصيل، والذي ينذر بتراجع كبير في زراعية المنطقة، مناشدين المسؤولين بتدارك الوضع، مضيفين أن المعدلات المتدنية لكمية الأمطار للموسم الحالي تعد معضلة جديدة تزيد من معاناة المزارعين في غياب إحصاءات رسمية لكمية معدل الأمطار التي تساقطت خلال هذا العام. يقول المزارع عايش الجهني، إن الجمعيات التعاونية شعارات وحسب، فلم تقوم حتى اليوم بجهود واضحة لدعم المزارعين في المحافظة، مشيراً إلى أن الأسمدة والأدوية الزراعية مرتفعة الثمن وغير متوافرة في المحافظة بشكل كاف، مما ضاعف معاناتهم بانتشار القوارض والآفات الضارة بزراعتهم وجعلهم يفكرون بالابتعاد عن مهنة آبائهم وأجدادهم في الزراعة. من جهته، استغرب المهندس الزراعي حمود الحربي من قيام عدد من الأهالي من حصاد الحبوب بأيدهم دون الاستعانة بالمعدات الحديثة، مشيراً إلى أن ما درجت عليه العادة أن الأهالي يشتركون في جلب معدات حصاد الحبوب بحيث يستفيدون منها بشكل جماعي، قائلا إن الجمعية تدرس جدوى إنشاء مؤسسة في المحافظة للمستلزمات الزراعية تلبي احتياجات أهالي العيص، مطالبا الأهالي بالاجتماع لإنشاء جمعية تعاونية خاصة بالمحافظة تدعم حقوقهم الزراعية وتسهل توفير احتياجاتهم بمخاطبة الجهات الزراعية العليا.