"الهيئة" ل الوطن : اسألوا "الرئيس" عن "مجهضي" قراراته

تركي بن عبدالله يتعهد بمحاسبة المتسببين في حادثة "اليوم الوطني"

تعهد نائب أمير منطقة الرياض الأمير تركي بن عبدالله، لعائلة الشابين ناصر القوس "متوفى" وسعود القوس "متوفى دماغيا" ضحيتي مطاردة تمت ليلة ذكرى اليوم الوطني، واتهمت فيها دورية لهيئة الأمر بالمعروف، بتطبيق شرع الله ومحاسبة المخطئ، وأن ولاة الأمر حريصون على قضيتهم، وفقا لما ذكره ل"الوطن" شقيقهما الأكبر سعد القوس، بعد لقاء العائلة بالأمير تركي صباح أمس في مكتبه بالإمارة.
وفيما لم يستطع مصدر رفيع في الهيئة، التأكيد أو النفي بوجود مخطط من بعض عناصر الهيئة لإجهاض قرار حظر المطاردات، وأن "الجزم في هذا هو خوض في النوايا"، قال متحدث الهيئة تركي الشليل في رده على "الوطن" "وحده الرئيس العام الدكتور عبداللطيف آل الشيخ من يملك الإجابة"، إلا أن الصحيفة لم تنجح في الوصول لآل الشيخ.
من جهتهم، عبر ذوو الشابين وأصدقاؤهما عن استيائهم مما أثاره المبررون ل"أخطاء الهيئة" والمطاردة، عبر تشويه مغرض لسمعة الشابين، وأنهما كانا مخمورين، في حين تحدث والد الشابين غزاي القوس بحسرة ل"الوطن" أمس، قائلا "كانا من خيرة الشباب سلوكا وأخلاقا ومحافظة على الصلاة".
تعهد نائب أمير منطقة الرياض الأمير تركي بن عبدالله، لعائلة شابين توفى أحدهما وأصيب آخر في مطاردة خلال الاحتفال باليوم الوطني، بتطبيق شرع الله ومحاسبة المخطئ في هذه الحادثة، وإحالته للقانون، وفقاً لما أبلغ به "الوطن" شقيقهما الأكبر سعد القوس.
وكانت عائلة "القوس" توجهت لإمارة منطقة الرياض صباح أمس للقاء الأمير تركي بن عبدالله. وقال سعد -أحد أفراد العائلة-: إن نائب أمير الرياض أبلغهم حرص القيادة على قضيتهم، وأن ولاة الأمر مهتمون بجميع القضايا، مشدداً على حرصهم على تطبيق الشرع على الجميع ومحاسبة المخطئ وإحالته للقانون.
وذكرت مصادر ل"الوطن": أن الجهات المختصة ألقت القبض على بعض المشتبه بهم والمتهمين وإحالتهم للادعاء العام.
إلى ذلك، عبر ذوو الشابين ضحيتا "حادثة الهيئة" عن استيائهم مما أثير من البعض لتشويه سمعة الشابين، وأنهما كانا تحت تأثير "الكحول"، واصفين إياها بالمغرضة، وأن مطلقيها أشخاص قلة يحاولون خلق قصص من الخيال لتبرير ما حدث.
وذكر والد الشابين غزاي بن صلال القوس ل"الوطن"، خلال لقاء تم في منزله أمس، أن ابنيه كانا من خيرة الشباب سلوكاً وأنهما كانا محافظين على صلواتهما، وأن تركيزهما منصب على مستقبلهما الدراسي والعملي. وأضاف بحسرة: "لم أر أو أسمع عنهما سوى كل شيء مفرح، حيث كان سعود يخدم وطنه من خلال عمله كأحد أفراد الدوريات الأمنية، ولم يحدث في يوم من الأيام أن حصل منهما شيء يسيء لدينهما أو أخلاقهما".
وعن تلقيه الخبر، قال: إنه كان صدمة بالنسبة له خصوصاً قصة الحادثة التي وصفها بالمحزنة، واستغرب من هروب المتسبب في الحادثة من أفراد الهيئة. وقال: كان من الأولى أن يتم إبلاغ الجهات المختصة بدلاً من مطاردتهما بطريقة خطرة سواء على ابنيه أو بقية المارة بالطرق العامة. كما طالب ب"القصاص" من المتسبب بالحادثة التي أفقدته أحد أبنائه، وأدت لإصابة الآخر بإصابة خطرة، وأنه لا يرغب بغير العدالة وإعطاء الحق لأهله. وذكر جلوي القوس- زوج أخت الشابين- أن سعوداً، الذي يعمل رجل أمن بالرياض كان يسكن معه بمنزله، وكان من المشهود لهم بالخير وحسن الخلق والمحافظة على الصلوات بالمسجد، حيث كان طيلة السنوات الثلاث التي قضاها بمنزله، لم يجد منه أي خطأ يؤثر على سلوكه. وقال بحسرة: نحن مستاؤون ممن يثيرون بعض الشائعات التي تشوه سمعة الشابين، وهي عكس الحقيقة.
"الوطن" التقت بأصدقاء الشابين ناصر وسعود الذين عبروا عن استيائهم الشديد مما قرأوه ببعض وسائل التواصل الاجتماعي من معلومات وصفوها ب"المغلوطة". وقال سلطان فهد- صديق الشابين-: لم أستوعب بعقلي ما قرأت من بعض المحسوبين، واتهامهم للشابين بأنهما كانا في حالة غير طبيعية. وقال: هذا لا يعتبر مبرراً للفعل المشين على حد وصفه، بقدر ما هو اتهام باطل يجب أن يحاسب عليه من كان المتسبب بإثارة هذه الشائعات.
أما سعود المرشدي، زميل "ناصر" في جامعة شقراء لمدة تجاوزت الخمس سنوات، فقال: كنت مرافقاً له طيلة تلك السنوات في سكن واحد وبنفس القسم بالجامعة، وأشهد الله أنني لم أر منه سوى كل شيء مشرف، حيث ذكر أن ناصر كان يحثنا على الصلاة بالمسجد، وكان يغضب عندما يجدنا نتأخر بأداء الصلاة، إضافة إلى أخلاقه العالية وحسن تعامله مع الجميع. أما حزام العتيبي، صديق المتوفي ناصر، الذي كان آخر من تواصل معه عبر الهاتف، فقال: اتصلت به لنلتقي ونتحدث عن موضوع مقابلته الشخصية، التي كانت سبباً في قدومه إلى الرياض، بعد تخرجه من الجامعة، ولكنه فضّل أن يلتقي بشقيقه سعود، الذي خرج من عمله في ساعة متأخرة للمشاركة بأفراح اليوم الوطني. ويضيف: بعد مشاهدتي لمقطع الفيديو وسماع أخبار وفاة رفيق دربي ناصر وإصابة شقيقه سعود تأثرت كثيراً خصوصاً من الطريقة التي وقعت بها الحادثة وهروب المتسبب.
من جهة أخرى، واسى رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة الأمير الوليد بن طلال أسرة القوس في مصابهم، وقدم لهم سيارة عوضا عن التالفة وتكفل بإتمام بناء منزلهم على نفقته الخاصة.


.. ووالديهما بين "ألم ومرض"
الأم فقدت قبل أعوام قليلة ابنتها الوحيدة.. وصحتها تدهورت عقب الحادثة الأخيرة
الرياض: محمد المغيري
فيما لا تزال السلطات المحلية بالعاصمة الرياض، غارقة في التحقيقات حول مطاردة الفجر التي أودت بحياة شاب ووفاة شقيقه "إكلينيكيا"، تعيش والدة الضحيتين ناصر وسعود القوس، في حالة صحية سيئة في أعقاب الحادثة، حيث علمت "الوطن" أنه تم نقلها إلى مستشفى "نفي" العام بمحافظة الدوادمي بعد أن انهارت إثر تلقيها نبأ ابنيها. ومما فاقم من ألم والدة الضحيتين، التي تعيش في هجرة الفيحاء التابعة للدوادمي منذ فترة طويلة بعد انفصالها عن زوجها، فقدانها قبل أعوام قليلة لابنتها الوحيدة التي كانت تؤنس وحدتها. وقالت مصادر مقربة من العائلة ل"الوطن"، إن والدة الضحيتين، لم تتمالك نفسها بعد معرفتها بنبأ تعرض ابنيها لحادث إثر مطاردة، تم اتهام إحدى دوريات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الرياض بالتسبب فيها، وأشارت المصادر إلى أنه مما زاد من حدة الصدمة، أن ابنها ناصر (24 عاما) الذي توفي في الحادثة، كان للتو قد غادرها إلى الرياض لإكمال إجراءات تقديمه على وظيفة في العاصمة بعد تخرجه مؤخرا من جامعة شقراء بقسم إدارة الأعمال، يضاف إلى ذلك تعرض شقيقه سعود (22 عاما) الذي يعمل في أحد القطاعات العسكرية، ويرقد حاليا في أحد مستشفيات الرياض "مستشفى دلة" بعد تعرضه لوفاة دماغية.
وطالب ذوو الضحيتين وفي مقدمتهما غزاي القوس، في اتصال أجرته معهم "الوطن"، بسرعة استكمال التحقيقات ومعاقبة المتسببين في الحادثة، لافتين إلى أن الحادثة ألحقت ضررا نفسيا بالغا بوالديهما وأقاربهما، وأكدوا ثقتهم في القيادة وحرصها على معاقبة المتهاون بقتل الأبرياء بطريقة غير مسؤولة.

"الهيئة": اتهام عناصر بإجهاض "حظر المطاردات" خوض في النوايا
لم يستطع مصدر رفيع في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الجزم بوجود مخطط من بعض عناصر الهيئة، يسعون من خلاله إلى إجهاض مشروع "حظر المطاردات"، وقال في رده على سؤال ل"الوطن" بهذا الخصوص "الجزم بمثل هذا الأمر من عدمه هو خوض في النوايا"، فيما رد متحدث الرئاسة تركي الشليل على هذا السؤال بقوله "الرئيس العام الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ وحده هو الذي يملك الإجابة". يأتي ذلك، فيما لا تزال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تتحاشى عكس أي رد فعل على "حادثة مطاردة الفجر" التي اتهمت إحدى دورياتها في الرياض فيها. وقال مصدر في "هيئة الرياض"، إنهم لا يستطيعون التحدث عن القضية بأي شكل من الأشكال حتى تظهر نتائج التحقيقات في الموضوع، حينها يتم إصدار بيان بهذا الخصوص، لافتا إلى أن الهيئة لن تتحدث بشأن القضية، ولن تؤكد أو تنفي ما حدث للشاب، وليس من المنطقي الخوض في مثل هذه الأمور ما لم تنته نتائج التحقيق. وشدد المصدر على أن قرار منع المطاردات كان واضحا بمنع مثل هذه التصرفات، وقال "يمكن أي شخص أن يفهم هذا الأمر بطريقة معينة سواء من الهيئة أو من الإعلام وحتى الرأي العام"، لافتاً إلى أنهم لا يدخلون أو يخوضون في النوايا فيما يخص وجود عناصر من الهيئة تريد إفشال المطاردات.
المستشفى المعالج: تعاني من "رجفان قلبي"
عفيف: بدر الحربي
أفاد مدير مستشفى نفي العام الأخصائي أحمد بن تراحيب المهيدلي، أن والدة المتوفى في حادثة مطاردة الهيئة لشابين بمدينة الرياض قبل نحو 3 أيام، أدخلت غرفة العناية المركزة مساء الأربعاء بسبب معاناتها من رجفان قلبي وحالة غير مستقرة. وأشار إلى أن الفحوصات أثبتت أن والدة ضحيتي مطاردة الهيئة أخضعت إلى "تخطيط قلب"، وكانت النتيجة أن التخطيط غير منتظم، موضحا أنها مكثت في العناية نحو 3 ساعات، قبل أن يطلب أقرباؤها إخراجها على مسؤوليتهم ونقلها إلى مستشفى الرس العام بمنطقة القصيم (نحو80 كلم) لكون أن الإمكانات الطبية فيه أفضل من المستشفى التي أدخلت إليه في المرة الأولى.
"المرور" يرفض مباشرة القضية
الرياض: بدر العواد
في إشارة واضحة لبعدها الجنائي، كشف مصدر مطلع بالإدارة العامة للمرور ل"الوطن"، أن جهازه رفض تسلم قضية مطاردة "شابي" الرياض، والتي راح ضحيتها الشاب ناصر القوس فيما ينتظر شقيقه سعود مصيره بعد أن أكدت الفحوص الطبية وفاته إكلينيكيا، في حين أثارت قضية المطاردة الرأي العام عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
وأوضح المصدر أن الإدارة العامة للمرور رفضت تسلم ملف مطاردة الشابين لأسباب عديدة، أبرزها أنهم يعتبرون المطاردة "غامضة"، لافتاً إلى أن ملف القضية تم تحويله إلى إمارة منطقة الرياض من قبلهم على الفور. كما جرى تكوين لجنة مختصة للبت في القضية بعد أن أصدر أمير منطقة الرياض الأمير خالد بن بندر أمرا بذلك.
من جهة أخرى، أثارت قضية المطاردة الرأي العام، عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إذ بدأ المغردون بإطلاق تغريداتهم التي تستنكر المطاردة التي قام بها رجال الهيئة للشابين في هاشتاقات تم إنشاؤها لهذا الموضوع منها #نطالب_بإدانة_رجال_الهيئة_بقتل_الشابين، وآخر #الهيئة_تقتل_شابين_باليوم_الوطني، لافتين إلى أن هذا الأمر لا يجب السكوت عنه، وعلى الجهات المختصة إنزال أقصى العقوبات بالمتسببين في مقتل الشاب ناصر القوس وإصابة شقيقه.