وجدت قضية السطو على مقالة كاتب "الوطن" الزميل سعود البلوي، من قبل أحد الصحفيين، وتوظيفها في مادة صحفية نشرت في الكثير من وسائل الإعلام، أصداء واسعة في الكثير من وسائل الإعلام المحلية والدولية، شملت إذاعة "مونت كارلو" الدولية، وقناة الأخبار الدولية "فرانس 24" وملحق "الوفاق الدولي" لصحيفة "الحياة". وأبدى الكثير من المغردين في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" رفضهم لما وصفوه ب"اللطش الثقافي" عبر وسم خصص للقضية، فيما الكاتب الصحفي شتيوي الغيثي، أشار في مقال نشرته صحيفة "عكاظ" تحت عنوان "اللطش الثقافي"، إلى أن الخطأ ينسب إلى الصحفي المتعاون في النادي الأدبي بتبوك، لكنه اعتبر تبرير النادي بأن ما قام به الصحفي "اجتهاد"، يميع المسألة تمييعا لا يتناسب مع حجم الجرم الثقافي المرتكب من قبل الصحفي، وقال الغيثي: فالمسألة تخص جانب الحقوق الفكرية التي لا يمكن التساهل بها"، متسائلا عن موقف وزارة الثقافة والإعلام حول هذه الحادثة، التي هي من صميم عمل الوزارة. وشدد الغيثي في مقالة على أن حماية الحقوق الفكرية قضية ثقافية خطيرة يجب عدم السكوت عليها، إلا أنه بدا عليه التشاؤم من الواقع، إذ قال: "لكنها تبدو ضعيفة جدا في عالمنا العربي، فلم نسمع تجريما قانونيا لمثل هذا اللطش الثقافي في قضايا سابقة فهل نسمعها في قضية لطش مقال البلوي؟!". وعبر هاشتاق (#الكاتب_سعود_البلوي_يتعرّض_للطش_الثقافي)، تناول الكثير من المغردين القضية من وجهة نظره، إلا أنهم اتفقوا على أن السرقة الفكرية ما تزال قضية هامشية في مجتمعنا، فقد أبدى عضو مجلس الشورى الدكتور سعد البازعي، امتعاضه من المستوى الذي وصلت إليه التغطيات الصحفية، إذ قال مغردا: "المصيبة الكبرى هنا هي غياب المسؤولية الأخلاقية، لكن مصيبة أخرى تكمن في مستوى التغطيات الصحفية"، محملا الصحف التي نشرت تغطية "محاضرة تبوك" المسؤولية الأخلاقية، ومسؤولية الضعف في التغطيات التي تنشر كما هي دون إشراف تحريري. فيما اعتبرت الناقدة الأدبية لمياء باعشن، أن نادي تبوك يتنصل من السرقة، وكأن الصحفي المتعاون لا ينسب المقالة لضيف ألقى محاضرته في عقر داره، مطالبة النادي بأن يعتذر للكاتب على هذه التغطية المسيئة لكل الأطراف، وينشر نص المحاضرة كاملا، إضافة إلى عدم السماح لهذا للصحفي المتسبب في المشكلة بتغطية محاضرات النادي وأنشطته المنبرية مستقبلا، مع رفع شكوى رسمية للصحيفة التي يتبعها لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه. في الجانب الآخر، أعاد نادي تبوك الأدبي تشكيل لجنة الإعلام والنشر في النادي، وذلك كردة فعل رسمية من قبل النادي تجاه حادثة السطو على مقال البلوي، وما نتج عنها من "إحراج" للنادي أمام المجتمع، وبحسب الناطق الرسمي للنادي عبدالرحمن العكيمي، فقد تم تشكيل اللجنة بناء على ما قدمته عضو مجلس الإدارة "عائشة الفيفي" من رؤية متكاملة للعمل الإعلامي بالنادي الأدبي في هذه المرحلة، كما طرحت عددا من الأفكار الجديدة للارتقاء بالعمل الثقافي، الأمر الذي أيده مجلس الإدارة وعلى إثره تم تكليفها برئاسة اللجنة. وكان الكاتب سعود البلوي أكد في تصريح سابق إلى"الوطن"، أن هذه القضية - أيا كان وراءها - لا تخصه وحده ولا تخص الصحيفة التي يكتب فيها، بقدر ما تخص الرأي العام، كونها متعلقة ب"حقوق الملكية الفكرية" من جهة و"أخلاقيات العمل الإعلامي" من جهة أخرى، مردفا أن الكاتب حين تنتهك حقوقه الفكرية في وسائل الإعلام بشكل متعمد، فإن هذا الفعل يعد تجاوزا على الحدود القانونية والأخلاقية التي تحكم العمل الإعلامي، مضيفا أن المثقفين والإعلاميين ملزمون بمواجهة مثل هذا الفعل، الذي انتشر بشكل أكبر بعد ثورة تقنيات الاتصال والصيغ الجديدة لوسائل الإعلام، وبالتالي من لا يحمل الحس الأخلاقي ويدرك البعد القانوني للإعلام، فليبتعد عن المشهد ويتيح الفرصة لغيره ممن يحملون ويدركون هذه الأبعاد. ودعا البلوي وزارة الثقافة والإعلام إلى حماية حقوق الملكية الفكرية، وتعزيز أخلاقيات العمل الإعلامي في مختلف المؤسسات الثقافية والإعلامية. "الوطن" تواصلت مع أمين هيئة الصحفيين السعوديين الدكتور عبدالله الجحلان، لمعرفة دور الهيئة في نشر ثقافة "الحقوق الفكرية والأدبية"، ومدى التزام الصحفيين بالقوانين المرعية في هذا الشأن، كون الهيئة أصبحت المرجعية الرسمية للعاملين في "بلاط صاحبة الجلالة"، وذلك بعد صدور الأمر السامي بقصر الصحافة على المنتسبين للهيئة، إلا أن "الوطن" لم تتلق أي رد حتى ساعة إعداد هذا التقرير، على الرغم من أن الجحلان وعد بالرد قبل 4 أيام، وطلب إرسال الاستفسارات على بريده الإلكتروني. ولعل اللافت للنظر هو تعطل الموقع الخاص بنظام حماية حقوق المؤلف www.info.gov.sa/copyrights منذ أيام، دون أي بادرة من وزارة الثقافة والإعلام لمعالجة المشكلة.