لا تزال كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للوزراء والمسؤولين وتوجيههم بالخروج إلى وسائل الإعلام المختلفة من أجل كشف ما يدور في عملهم للمواطنين ترنّ في مسامع الجميع في المملكة؛ حيث إن هذه الدعوة أخذت أصداء واسعة وأتت أكلها من خلال خروج كثير من الوزراء لوسائل الإعلام سواء في لقاءات حصرية أو في مناسبات أخرى، إلى جانب إقامة مؤتمرات صحفية لتوضيح أي حقيقة انطلاقا من مبدأ الشفافية والوضوح الذي طالب به خادم الحرمين. وتغيّرت لغة التواصل الإعلامي لدى كبار المسؤولين في الدولة وسياسة تعاطيهم مع الصحفيين عموما حيث تبدّلت إيجابا، والمتتبع لحال الوزراء والمسؤولين يجد أن كل جهة حكومية عيّنت متحدثا إعلاميا باسمها إلى جانب أن بعضا من الوزراء لم يكتف بذلك بل يفضّل أن يخرج شخصيا ليوضّح ما يراد منه توضيحه، وعلى سبيل المثال ليس الحصر خروج وزير الإسكان الدكتور شويش الضويحي في لقاءات تلفزيونية وصحفية خلال الفترة الماضية بشكل مكثف لتوضيح سياسة الإسكان وتلبية حاجة المواطنين. والأمر لم يقتصر على وزير الإسكان بل إن الغالبية من الوزراء انتهجوا نهج الخروج إلى الإعلام والتجاوب مع رجال الصحافة بوسائلها كافة وهو ما يؤكده الصحفيون بعد دعوة خادم الحرمين الشريفين. وعموما الشفافية والوضوح والبساطة أمور لا يعرفها إلا من كان متتبعا لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فقد اعتاد الملك على انتهاج منهج الشفافية والوضوح في الخطوات كافة التي يقدم عليها، وجعل هذا المنهج مبدأ في عمل المسؤولين الكبار كافة في الدولة، فدائما ما ينادي بالشفافية والتجاوب مع الإعلاميين، لحين تم تعيين متحدث رسمي في كل وزارة وجهة حكومية لترسيخ مبدأ الشفافية. ويتذكر الجميع كلمات خادم الحرمين للوزراء عندما قال لهم: "لا عذر لكم وأن على كل وزير في مكانه الخروج إلى الإعلام للتحدث عن الموازنة كل وزير فيما يخصه". رافعا بذلك راية الشفافية في كل أمر يخص كل وزارة وما يتعلق بمصروفاتها وإيراداتها، وأن يكون الوزير في مقدمة من يشرح لرجال الإعلام والصحافة موازنة وزارته ليقف على منهج الوضوح ويتجاوب مع كل صحافي وهو ما سار عليه الوزراء. وتفاعل كثير من الصحفيين مع كلمة خادم الحرمين الشريفين التي وجهها للوزراء بانتهاج الشفافية، وأبان كثير منهم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعية أن هذا التوجيه حافز كبير للصحفيين لنقل المعلومة بوضوح عن كل وزارة فيما يخص موازنتها ونفلها للمتلقين بكل وضوح وشفافية ودقة، متجنبين المشاق في الوصول إلى المعلومة عن طريق الوزير. إلى ذلك، تحدث إلى "الوطن" عضو مجلس الشورى موسى السليم، وقال إن كلمة الملك للوزراء بألا عذر لأحد "هو أمر مهم جدا ويجب على الجميع العمل بإخلاص وتعاون ووفاء ونكون عند حسن ظن الملك وولي عهده، وأن يحرص كل وزير في مجاله على إيضاح الموازنة والعمل على تحقيقها بما يتماشى مع طموح أبناء هذا الوطن". وأوضح السليم أن خادم الحرمين وضع ثقته في جميع الوزراء ونحن نثق فيهم من ثقة قيادتنا الحكيمة فيهم وأملنا في الوزراء أن يكونوا خير قدوة لكبار المسؤولين والموظفين في وزاراتهم فيما يخص المتابعة والتوجيه والبناء والاهتمام بعد حصولهم على موازنة جيدة وأن تكون في مكانها ويستمر العطاء والبناء لهذه البلاد.