بسرعة فائقة تناسينا ما أقدمت عليه إسرائيل في قطاع غزة والضفة الغربية، أول من أمس ، وكأن شيئا لم يكن، فهي لم تدمر مسجدا ولم تحرق آخر. وتناسينا مع عملية التدمير والإحراق، كل ما ارتكبته إسرائيل من مجازر بحق الفلسطينيين منذ كفر ياسين إلى جنين وصبرا وشاتيلا وأخيرا ما ارتكبته في غزة. تعود العرب والمسلمون على تنفيذ معادلة "العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم" ، ولم يتعودوا على إدارة الخد كلما تلقوا صفعة. هكذا وبكل بساطة مرت فعلة إسرائيل القذرة، وكل الخوف أن تتبعها بخطوات مماثلة وفي أماكن أخرى من القدسالمحتلة حيث المقدسات الإسلامية والمسيحية. بالأمس احتج الأردن ،لأن سلطات الاحتلال لم تسمح لموظفين أردنيين باستكمال عملية ترميم مباني المسجد الأقصى في القدس، وهو ما يشكل خرقا للقوانين والمواثيق الدولية، علما أن قرار الترميم قرار دولي على اعتبار أن مباني المسجد جزء من الترات الحضاري والثقافي العالمي الذي يتوجب المحافظة عليه. لا نعلم إلى أين ستقود المفاوضات غير المباشرة التي هُلل لها طالما أن الخلفيات الإسرائيلية مفهومة وسقف التنازل الإسرائيلي معدوم، وما حكي عن وقف للاستيطان لمدة عشرة أشهر ليس موجودا إلا في مخيلة الراعي الأمريكي. انطلقت المفاوضات غير المباشرة، أو لم تنطلق.الأمر سيان بالنسبة للإسرائيلي، مشروعاته مستمرة ولن توقفها التمنيات الأمريكية، أو "الضغوط" الأوروبية، طالما الماكينة الإعلامية الغربية تروج لصواريخ "سكود" السورية في لبنان التي تهدد أمن الحمل الوديع (إسرائيل).