كشف فريق من الباحثين في المركز الطبي بجامعة جورج تاون عن مقاربة علاجية مبتكرة لصرع الفص الصدغي، وهو أكثر أنواع الصرع المقاوم للأدوية شيوعاً، تقوم على إزالة الخلايا الدماغية الهرِمة التي تتراكم في مناطق الدماغ المصابة. وأظهرت النتائج أن هذه الإستراتيجية لا تقلل فقط من شدة النوبات، بل تحسّن الذاكرة والوظائف الإدراكية، وقد تمنع تطور المرض في بعض الحالات. يرتبط صرع الفص الصدغي بالنوبات المتكررة واضطراب الذاكرة والانتباه، كما يرتبط بظهور مبكر لشيخوخة خلايا الدماغ، ولا سيما الخلايا الدبقية التي تدعم الخلايا العصبية. وقد فحص الباحثون أنسجة دماغية مستأصلة جراحياً من مرضى الصرع، فوجدوا زيادة كبيرة في عدد هذه الخلايا الهرِمة مقارنة بالأشخاص غير المصابين. وفي نموذج فئران يحاكي المرض، لاحظ الفريق أن علامات الشيخوخة الخلوية تظهر خلال أسبوعين فقط من الإصابة الأولية. وعندما أزالوا هذه الخلايا وراثياً أو دوائياً، انخفضت نسبتها إلى النصف، وتحسنت قدرة الفئران على أداء اختبارات الذاكرة، وتراجعت شدة النوبات، كما حُمي نحو ثلث الحيوانات من تطور الصرع كلياً. واعتمد العلاج الدوائي على مزيج من دواء «داساتينيب» المستخدم في علاج بعض سرطانات الدم، ومركب «كيرسيتين» النباتي، المعروف بخصائصه المضادة للأكسدة. ونُشرت هذه النتائج في مجلة Annals of Neurology، ما يفتح الباب أمام تجارب بشرية مستقبلية لعلاج الصرع وأمراض عصبية أخرى.