يحذّر خبراء صحة عالميون من تصاعد خطر فطر قاتل، يُعرف علمياً باسم Candida auris، بعد أن رُصد انتشاره في 61 دولة على الأقل عبر ست قارات، مع تسجيل معدلات وفيات تتجاوز 50 % بين المصابين في بعض الفئات العالية الخطورة. ويأتي هذا التحذير في سياق أزمة أوسع تتعلق بالأمراض الفطرية، التي تصيب سنوياً نحو 6.5 مليون شخص حول العالم، وتتسبب في وفيات واسعة حتى مع توافر العلاجات الحالية. ويتميّز هذا الفطر بقدرته على إحداث عدوى شديدة، خصوصاً لدى المرضى ذوي المناعة الضعيفة، مثل مرضى السرطان، وزارعي الأعضاء، والمقيمين فترات طويلة في وحدات العناية المركزة. ومنذ اكتشافه للمرة الأولى في اليابان عام 2009 انتشر بسرعة لافتة، حتى صنفته بعض الدول - مثل الهند - تهديداً رئيسياً للصحة العامة. وتُظهر المراجعات العلمية أن خطورة هذا الفطر لا تعود فقط إلى انتشاره السريع، بل إلى امتلاكه خصائص بيولوجية فريدة، فهو قادر على الالتصاق بالجلد البشري بقوة، ما يسمح له بالاستقرار على أجسام المرضى، وتحويلهم إلى ناقلين صامتين داخل المستشفيات. كما يستطيع التحول إلى شكل خيطي يسهل انتقاله، بالإضافة إلى تكوين أغشية حيوية لزجة على الأسطح تحميه من الأدوية وعمليات التعقيم التقليدية. وتزداد المشكلة تعقيداً بسبب مقاومته العالية مضادات الفطريات، إذ يمتلك آليات داخلية لطرد الأدوية من خلاياه قبل أن تؤثر فيه، إلى جانب صعوبات تشخيصه بدقة، حيث يُخلط في كثير من الأحيان مع أنواع فطرية أخرى، ما يؤدي إلى تأخير العلاج المناسب، وارتفاع خطر الوفاة. ولمواجهة هذا التهديد، تدعو الأوساط العلمية إلى تسريع تطوير أدوية جديدة، وتحسين وسائل التشخيص، وتعزيز برامج الترصد والوقاية، ولا سيما في الدول المحدودة الموارد. وتشير التقارير إلى أن ثلاثة أدوية جديدة لا تزال قيد التجارب السريرية، وقد تمثل أملاً مستقبلياً في احتواء هذا الخطر الصحي المتصاعد عالمياً.