في نهاية عام 2025 سيغرق العالم بأكمله، باستثناء من يركب السفينة.. هذا ما ادعاه شاب من غانا، وقال إن لديه رسالة من الله تفيد بأن المطر سيهطل 3 سنوات مع نهاية عام 2025، وأنه اُختير لتكرار مهمة نوح عليه السلام، لإنقاذ البشر وجميع أنواع الحيوانات من الطوفان الذي سيُغرق الأرض. ولإثبات ما يدّعيه، نشر أكواما من الخشب وقوارب صغيرة، قال إنها ستنقذ 600 مليون شخص حول العالم. كما أظهرت منشوراته مساعدين له يعملون بالمطارق على بناء القوارب. غير أن السفن بدت صغيرة مقارنة بحجم الطوفان المزعوم. وعلى الرغم من غرابة هذا الأمر، صدّق آلاف الأشخاص هذه الرواية، وتوافد الأتباع إليه من غانا وخارجها، وقد أقدم بعضهم على بيع منازلهم وممتلكاتهم، بينما قدم آخرون ما يملكونه من أموال لهذا الشخص. وبعد هذا تدخلت السلطات الغانية، وألقت القبض عليه بتهمة نشر أخبار كاذبة ومضللة، لكنها أطلقت سراحه لاحقاً، ثم نشر فيديوهات وهو يقود سيارة «مرسيدس» فارهة من أموال أتباعه، وادّعى أن الله أجّل الطوفان إلى حين اكتمال بناء السفن، أو سامح البشر، بعد طلبه. المهم حصد أكثر من مليون متابع، وكوّن ثروة، وصار مشهوراً، والأهم الذي نريد الوصول إليه أن هناك من يتبع ويصدق ما يسمع ويشاهد. هذا شخص ادّعى أمراً لا حقيقة له ولا منطق، ومع ذلك وجد من صدق واقتنع واتبع. قد تقول: هذه فكرة لا أصدقها، لكن في المقابل قد تكون تابعاً ومصدقاً من حيث لا تعلم. الغريب أن الباطل يجد له أتباعاً ومتأثرين به أكثر من الحق. أخيراً، التبعية العمياء في مختلف المجالات مثل متابعة مشهور والتأثر به، وهذا يحدث على مستوى العالم، وهناك من يصدق مدّعي المؤامرة مقابل تكذيب أهل العلم والاختصاص، وثمة من يصدق مفسر أحلام، وقس على هذا في مختلف المجالات، الدينية والسياسية والاقتصادية والرياضية والإعلامية والعاطفية والاجتماعية.