أهداف الزواج في الإسلام عميقة وشاملة، تتركز حول تحقيق السكن والمودة والرحمة بين الزوجين (الروم: 21)، تحصين النفس وحفظ العفة وتلبية الغريزة بشكل مشروع، استمرار النسل وعمارة الأرض بأبناء صالحين، وبناء أسرة مستقرة تكون نواة لمجتمع سليم، بالإضافة إلى تحقيق التوازن النفسي والتعاون في إدارة شؤون الحياة والتقرب من الله، حيث يُعتبر الزواج طريقًا لتهذيب النفس وإكمال نصف الدين. العلاقة الحميمية بين الزوجين حاجة غريزية تلبى بصورة مشروعة، ولكن الإشكالية عندما تمارس تلك العلاقة بشكل غير صحيح أو منفر أو مقرف من كلا الزوجين أو أحدهما، أو قد تكون لأسباب أخرى مرضية، ضعف جنسي، سرعة القذف، إهمال العلاقة والنظافة الشخصية، البرود الجنسي، الأنانية وخاصة من الزوج وغيرها، وبالتالي لا يتحقق إشباع احتياج الطرفين أو أحدهما، ومن هنا قد تنشأ الضغوط النفسية والمشاكل الزواجية، فتتوتر العلاقة بين الزوجين وتظهر على السطح مشاكل حياتية ناتجة عن عدم إشباع العلاقة الجسدية أو الاحتياج الفطري الذي يعتبر من أهم أهداف الزواج إن لم يكن أهمها، فيعول أو يركز الزوجان على الأسباب الفرعية الناتجة ويتركون علاج السبب الرئيس (العلاقة الجسدية)، إما جهلًا أو خجلًا وخاصة الخجل من قبل الزوجة، لذلك على كل زوجين يعاني أحدهما أو كلاهما من مشكلة عدم إشباع العلاقة الحميمية أن يعالجا المشكلة من جذرها لتحسين العلاقة الجسدية، وتلقائيًا سوف تزول الخلافات الزواجية المتفرعة من جذر المشكلة. طرح الدكتور إبراهيم بن حسن الخضير في مقاله الرصين في صحيفة الرياض، المعنون ب«الزواج الناجح هل يمكن استمراره دون علاقة جنسية مُرضية؟» طرح السؤال التالي: هل ينجح الزواج ويستمر بدون علاقة جنسية ناجحة؟ هذا هو السؤال الذي طرحته إحدى القنوات الفضائية على المشاهدين وكانت الإجابة بأن أكثر من 86% لا يعتقدون بأن الزواج يستمر بنجاح إذا لم تكن العلاقة ناجحة ومرضية بين الطرفين. وهذه حقيقة يجب أن ينتبه لها الزوجان. فالعلاقةالفاشلة تقود إلى برود في العلاقة الزوجية، وينعكس ذلك على العلاقات كافة بين الزوجين». العلاقة الحميمة ليست علاجاً سحرياً للخلافات، بل هي جزء من حل متكامل يعتمد أساساً على التواصل الفعّال، الفهم العاطفي، والحلول العملية للمشاكل؛ فالجنس يزدهر مع الأمان العاطفي والترابط، وتحسين التواصل والتعاطف مع الشريك، وحل المشاكل الأساسية (مالية، نفسية، أو روتينية)، واستكشاف أنشطة مشتركة، يفتح الباب أمام علاقة حميمة صحية، والعلاج الزوجي المختص يمكن أن يكون مفيداً جداً إذا كانت المشكلة عميقة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يقعن أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة، وليكن بينهما رسول، قيل: وما الرسول يا رسول الله؟ قال: القبلة والكلام. وقال عليه الصلاة والسلام: «يعمد أحدكم فيجلد امرأته جلد العبد فلعله يضاجعها من آخر يومه».