يعد الدباب أحد العناصر المعمارية البسيطة التي وجدت في المنازل التقليدية القديمة في عدد من مناطق المملكة العربية السعودية، لا سيما في جنوبها (تهامة والحجاز). وهو عبارة عن حفرة أو تجويف صغير ينشأ في أرضية المنزل أو في فناء الدار، ويكون غالبًا مغطى بخشبة أو حجر، ومهيأً للاستخدام اليومي. ويسمى دابوب، وجمعها دوابيب. واستخدم الدباب أيضًا كمكان للجلوس في المجالس الطينية، بارتفاع يقارب (40–50) سم، وكذلك بالعمق تشكل جدرانه من الطين، وسقوفه من الأخشاب، يوضع عليها طين مخلط يسمى (الخلب). وتسمى في بعض مناطق جنوب الجزيرة العربية دبب. وسبب التسمية أن بها تجويفًا داخليًا له أبواب صغيرة، تستخدم لتخزين الأشياء الثمينة، كالسلاح والذخيرة وغيرها، أو لحفظ بعض المواد الغذائية كالسمن والحبوب والتمر، مستفيدين من انخفاض درجة الحرارة داخل التجويف مقارنة بسطح الأرض، إضافة إلى كونه وسيلة تنظيمية تغني عن المخازن المستقلة في البيوت محدودة المساحة. وقد استخدم الدباب في البيوت القديمة لأغراض متعددة، من أبرزها دخول الدواجن إليها ليلًا أو البهم الصغار، فيقال: دب الدجاج ودب البهم، وذلك لحمايتها ليلًا من الثعالب والذئاب المفترسة، وكذلك من البرد. كما أن الجراد الصغير يطلق عليه اسم (دبا،) وذلك لكونه غير قادر على الطيران، فيمشي على الأرض زحفًا (يدب)، فسمي دبا، وقد ضرب به المثل في الكثرة، فيقال: (مثل الدبا)، أي في الكثرة. يرجع أصل التسمية إلى الفعل «دب»، أي مشي أو دخل بخفاء وعلى مهل، وهو ما يتوافق مع طبيعة هذا التجويف المنخفض الذي يدخل إليه. وقد ورد في لسان العرب لابن منظور أن: «الدب: السير الخفي، وكل ما دخل في شيء فقد دب فيه». ومن هذا المعنى اللغوي اشتق اسم الدباب للدلالة على الموضع المنخفض أو الحفرة التي يدخل إليها أو يوضع فيها الشيء. الدباب في التراث المعماري يمثل الدباب نموذجًا واضحًا للعمارة الوظيفية المرتبطة بنمط المعيشة، حيث يعكس قدرة الإنسان المحلي على توظيف عناصر بسيطة من البيئة لتلبية احتياجاته اليومية، دون تعقيد إنشائي أو تكلفة عالية. ويعد أيضًا شاهدًا ماديًا على العلاقة الوثيقة بين العمارة التقليدية والاقتصاد المنزلي القائم على الاكتفاء الذاتي.