صعدت إسرائيل إجراءاتها ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة عبر اقتحام مقرها في القدسالشرقية، في خطوة اعتبرتها الأممالمتحدة انتهاكًا خطيرًا للحصانة الدبلوماسية واستمرارًا لحملة واسعة تستهدف دور الوكالة في قضايا اللاجئين. ويأتي هذا التطور في سياق سياسي وأمني معقد يمتد من غزة إلى الضفة الغربية، وعلى وقع مباحثات دولية تتعلق بمستقبل القطاع بعد الحرب وبملف المساعدات الإنسانية. مقر الوكالة واقتحمت الشرطة الإسرائيلية بالقوة مقر وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في حي الشيخ جراح في القدسالشرقية، بعد دخول قوات أمنية بأعداد كبيرة، تشمل عناصر شرطة على دراجات نارية وشاحنات ورافعات شوكية. ووفق بيان الوكالة، تم قطع الاتصالات عن المجمع، بينما رفعت الشرطة العلم الإسرائيلي فوق المبنى. واعتبرت أونروا العملية انتهاكًا غير مقبول لامتيازات وحصانة الوكالة بصفتها مؤسسة تابعة للأمم المتحدة. وقالت الشرطة الإسرائيلية، إن العملية تأتي في إطار ما وصفته ب«إجراءات تحصيل ديون» تتعلق بقرارات بلدية القدس، دون تقديم تفاصيل إضافية. ولم تصدر الحكومة البلدية توضيحًا رسميًا بشأن ما إذا كانت الإجراءات ذات صلة بملفات قانونية أو سياسية مرتبطة بوجود أونروا في القدس. حملة طويلة يمثل الاقتحام أحدث فصول المواجهة بين إسرائيل وأونروا، وهي الوكالة التي تعد الجهة الرئيسة لتقديم الخدمات والمساعدات لنحو 2.5 مليون لاجئ فلسطيني في غزةوالضفة الغربيةوالقدسالشرقية، إضافة إلى ثلاثة ملايين آخرين موزعين بين سوريا ولبنان والأردن. ويعود تأسيس الوكالة إلى عام 1949 بهدف دعم أكثر من 700 ألف فلسطيني طردوا أو فرّوا خلال الحرب التي أعقبت قيام دولة إسرائيل. ويرى مؤيدو أونروا أن السياسات الإسرائيلية تستهدف إنهاء قضية اللاجئين عبر تفكيك الوكالة، بينما تركز إسرائيل على ضرورة إعادة توطين اللاجئين خارج حدودها. حرب غزة ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر 2023، شكلت أونروا شريان المساعدات الإنسانية الرئيس لسكان قطاع غزة، في ظل القصف المكثف والحصار على دخول البضائع. وبعد التوصل إلى وقف إطلاق نار بوساطة أمريكية في أكتوبر 2024، خففت القيود على تدفق السلع، إلا أن الوكالة واجهت ضغوطًا متزايدة، بما في ذلك اتهامات إسرائيلية بوجود اختراق من قبل حماس، وهي اتهامات نفتها الأممالمتحدة. وفي يناير 2024، حظرت إسرائيل رسميًا عمل أونروا على أراضيها، أعقبها قرار أمريكي بوقف التمويل، رغم أن الولاياتالمتحدة كانت أكبر مانح للوكالة. ومنذ ذلك الحين، تدخلت وكالات أخرى، مثل برنامج الغذاء العالمي واليونيسيف، لتعويض جزء من دور أونروا، رغم تأكيد الوكالة أن الفجوة في الخدمات لا يمكن سدها. تصاعد الضغوط وأغلقت أونروا مقرها في القدس خلال مايو بعد اقتحامه من متظاهرين ينتمون لليمين المتطرف الإسرائيلي، بينهم عضو في الكنيست، وسط محاولات مستمرة من جماعات يمينية لتحويل موقع الوكالة إلى مستوطنة. وتقول تمارا الرفاعي، مديرة العلاقات الخارجية في أونروا، إن استبعاد الوكالة من المحادثات حول مستقبل غزة يطرح سؤالًا أساسيًا حول الجهة القادرة على أداء هذا الدور الإنساني. تحركات أمريكية وتزامنت التطورات مع اجتماع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والسفير الأمريكي لدى الأممالمتحدة مايك والز ومسؤولين آخرين، لمناقشة خطة من عشرين نقطة لقطاع غزة تقدم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب خلال سبتمبر. وقالت البعثة الأمريكية، إن المباحثات تركز على الأمن الإقليمي والمساعدات الإنسانية، بينما تتحدث مصادر عربية وغربية عن توقعات بالإعلان عن هيئة حاكمة دولية لإدارة غزة خلال الأسابيع المقبلة. وفي المقابل، أعلنت حركة حماس استعدادها لمناقشة «تجميد أو تخزين» ترسانتها العسكرية ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، في مؤشر على محاولة الوصول لصيغة معالجة أبرز الملفات الحساسة في مفاوضات ما بعد الحرب. ومن المتوقع عقد اجتماع بين نتنياهو وترمب خلال الأسابيع المقبلة، وسط توقعات بأن يشكل اللقاء تطورًا جديدًا في مسار التفاهمات حول غزة. الخسائر البشرية وتسببت الحرب في سقوط أكثر من 70.360 فلسطينيًا وفق وزارة الصحة في غزة، التي تؤكد أن نحو نصف الضحايا من النساء والأطفال. وتُعد الأرقام مرجعًا للمنظمات الدولية، رغم كون الوزارة تابعة لحكومة حماس. وتشير بيانات الوزارة أيضًا إلى مقتل أكثر من 370 فلسطينيًا في الغارات التي تلت سريان وقف إطلاق النار. وبدأت الحرب بعد هجوم نفذه مسلحون بقيادة حماس على جنوب إسرائيل وأسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واختطاف 251 آخرين. الضفة الغربية وفي الضفة الغربية، قُتل شاب فلسطيني يبلغ من العمر 19 عامًا في مدينة قلقيلية بعد إصابته برصاص الجيش الإسرائيلي بحجة رشق الحجارة على قوة عسكرية. وأكدت السلطات الفلسطينية أن القوات أصابت أيضًا أحد الشبان المرافقين له، بينما لم تسجل إصابات بين الجنود. تصعيد إسرائيلي مستمر: 1. اقتحام مقر أونروا في القدس ورفع العلم الإسرائيلي فوق المبنى. 2. حظر عمل أونروا داخل إسرائيل ووقف التمويل الأمريكي للوكالة. 3. محاولات اليمين المتطرف تحويل مقر الوكالة إلى مستوطنة. 4. استبعاد الوكالة من محادثات ترتبط بمستقبل غزة رغم دورها المركزي.