العبارة المعبّرة قالها فخامة الرئيس السوري أحمد الشرع خلال منتدى الاستثمار، بحضور سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - ضابط إيقاع الرؤية السعودية، ومهندس النهضة الحديثة التي أصبحت قدوةً ومنارةً للأوطان والشعوب. رؤية ولي العهد لم تكن حكرًا على المملكة فحسب، بل تجاوز تأثيرها الإيجابي إلى دول المنطقة والعالم، لتصبح رؤية سعودية عالمية تنسج خيوط الاستقرار والنماء والتوازن. لقد أعاد سموه تعريف مفهوم القيادة عبر دبلوماسية المبادرات لا الأزمات، وفتح نوافذ الأمل في وجه الشعوب الباحثة عن التنمية بعد عقودٍ من الفوضى والاضطراب. الرئيس السوري أحمد الشرع بدا هادئًا إلى أبعد الحدود، ويمتلك ذكاءً سياسيًا فطريًا، مكنه من التعامل مع أعقد الملفات بمرونةٍ واتزانٍ لافتين، متجنبًا الانفعالات، ومقدمًا لغة العقل على لغة السلاح. وقد أحاط نفسه بفريق عملٍ استثنائي، فوزير الاقتصاد السوري يمتاز بخبرةٍ طويلة في الإدارة المالية والتخطيط الإستراتيجي، استطاع من خلالها أن يعيد رسم ملامح الاقتصاد السوري بخطواتٍ محسوبةٍ، توازن بين الإصلاح والحذر، بينما يأتي وزير الثقافة كمثقفٍ أصيلٍ تشرب الأدب العربي، ويفهم عمق الهوية السورية، ليعيد للفكر والفن مكانتهما في الوعي الجمعي بعد سنواتٍ من التيه. إنه طاقمٌ رصين يقوده رجلٌ يعرف متى يتحدث ومتى يصغي، ومتى يُقدِم ومتى ينتظر. لقد كانت الرياض هي البوابة الكبرى لعودة دمشق إلى المشهد العربي والدولي. اختار الرئيس السوري الطريق الأقصر نحو المستقبل، متجهًا إلى دولةٍ ذات نفوذ اقتصادي وديني وسياسي عالمي، يقودها زعيمٌ استثنائي هو الأمير محمد بن سلمان، الذي جمع بين الحكمة والقوة، والرؤية والعمل. وفي أثناء زيارته المملكة، لم يُخفِ الرئيس الشرع إعجابه بما رآه من تطورٍ تقني مذهل وتنظيمٍ دقيقٍ يعكس الرؤية السعودية 2030، مؤكدًا أن العالم اليوم يقرأ المستقبل من الرياض، حيث التقنية تُسابق الزمن، والعقول الشابة تُعيد تعريف الممكن. وفي خطوةٍ لافتة، أطلق الرئيس السوري حزمة تسوياتٍ شاملة، أعادت ترتيب البيت الداخلي، وشملت رجال أعمال وكفاءات مهنية، وضباطًا لم تتلطخ أيديهم بالدماء أو الجرائم، ليعيد دمجهم في مؤسسات الدولة ضمن مشروع وطني جامع. كما أسهمت عودة المهجّرين والمغتربين في إحياء المدن والقرى السورية، حتى إن بعض الدول الأوروبية وتركيا بدأت تشهد عجزًا سكانيًا واقتصاديًا واضحًا بعد عودة الآلاف إلى وطنهم الأم. اليوم تتفق كل القوى العظمى والإقليمية على أن الرياض هي مفتاح التوازن وصوت العقل في المنطقة. وبفضل السياسة السعودية الحكيمة، تم رفع العقوبات الاقتصادية عن أكثر من 25 مليون سوري، وإعادة دمج سوريا في محيطها العربي والدولي بعد سنواتٍ من العزلة. هذه الخطوات التي كانت تحتاج - في الظروف الطبيعية - إلى عقدٍ كامل، تحققت في شهورٍ بفضل الحضور الدبلوماسي الفعّال لولي العهد ومكانته الدولية المرموقة. لقد دخلت الدبلوماسية السورية معترك العالم وهي أكثر نضجًا وهدوءًا، متأثرةً بنهج الرياض في التوازن والواقعية، بعد أن أيقنت أن الطريق إلى التنمية يمر عبر بوابة المملكة. وعلى الرغم من التحديات التي ما زالت تعترض طريق سوريا - من التدخلات الإسرائيلية في الجنوب، ومحاولات القوى الكردية فرض نفوذها في الشمال الشرقي، وتعقيدات المشهد الدولي - فإن الوقت يعمل لمصلحة التفاهمات لا الصدامات، ومع الحنكة العربية ستجد سوريا طريقها نحو الحلول السياسية الشاملة.. عادت سوريا إلى الحضن العربي، وعادت اللغة العربية إلى مركزها الثقافي في دمشق، حيث ألهمت الدراما السورية بجمالها وبلاغتها، لتبدع وتعبّر عن روح الأمة في أبهى صورها. وما تستعد له العواصم العربية من مشاريع واستثمارات سيكون كفيلًا بإعادة بناء الإنسان قبل البنيان، لتولد سوريا من جديد بوصفها دولةً عربيةً حرة، واقفةً على قدميها بيدٍ سعوديةٍ تمتد للعون، ويدٍ سوريةٍ تمتد للسلام. فمن الرياض تبدأ مرحلة البناء، ومن العروبة تُكتب نهاية الفوضى، ومن رؤية ولي العهد محمد بن سلمان تُصاغ ملامح الشرق الأوسط الجديد.