تقول لويز هاي، وهي متحدثة مشهورة عالميًّا ومؤلفة الكتاب الأكثر مبيعًا: يمكنك شفاء حياتك You Can heal Your Life، بمجرد استيقاظك صباحًا اغمض عينيك وابدأ يومك بهذه التوكيدات القوية وقل: كل شيء على ما يرام. وكل شيء يسير لصالحي. ومن كل تجربة أجريها سيأتي لي الخير فقط. أنا آمن ومحمي. وأنا محبوب. تعمل هذه التوكيدات مثل السحر، لأنه قبل أن تبدأ يومك فأنت تحضر عقلك الباطن للبحث عن الخير في كل ما هو على وشك الحدوث في يومك، وهذا يساعد على تغيير منظورك تمامًا، وتبني نهج متفائل تجاه الحياة. انتهى قول لويز هاي. جميل ما قالته لويز هاي، فهو من التفاؤل، ويمكن الاستفادة منه. وكذلك نحن المسلمين نبرمج أنفسنا بالأذكار وبالأدعية التي علمناها نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، والتي هي بمثابة حصن منيع يحمي المسلم من الشرور والأذى والسحر والعين والحسد والشيطان، تمامًا كما يحمي الحصن من يلتجئ إليه من الأعداء. فقد شبّه العلماء الأذكار بالدرع القوي الذي يقي صاحبه، ويجعله في أمان من الأعداء، وهو أشد تحصينًا من سور يأجوج ومأجوج لمن قالها بقلب حاضر ويقين. فبمجرد استيقاظك صباحًا قل أذكار الصباح، وفي المساء قل أذكار المساء، لأنك بها تحضر عقلك الباطن للبحث عن الخير بتلك الأذكار بعقيدةٍ راسِخةٍ وثِقةٍ تامَّةٍ وتوكلٍ على الله وأنه يمكنه شفاء حياتك، وإصلاح شأنك كله دون أن يكلك إلى نفسك طرفة عين، ومن تلك الأذكار: «رب أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده وأعوذ بك من شر ما في هذا اليوم وشر ما بعده». وقل: «بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم». وقل: «اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن أو أمِّن روعاتي، اللهم احفظني من بين يديَّ ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي». وقد جاء في الحديث النبوي أنه «إذا خرج الرجلُ من بيتِه فقال: بسمِ اللهِ، توكَّلتُ على اللهِ، لا حولَ ولا قُوَّةَ إلا بالله، فيقالُ له: حسبُكَ، قد هُدِيتَ وكُفيتَ ووُقِيتَ. فيتنحَّى له الشيطانُ، فيقول له شيطانٌ آخرُ: كيف لك برجلٍ قد هُدِيَ وكُفِيَ ووُقِيَ؟».