حمل اليوم الوطني السعودي ال95 معه معاني الفخر والاعتزاز، وهو يجسد ملحمة وطنٍ عظيم انطلق من وحدةٍ تاريخية على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – إلى حاضرٍ مشرق تصنعه قيادة حكيمة، وشعب طموح، ومستقبل يتسع لكل الحالمين. لقد تحولت المملكة من صحراء مترامية الأطراف إلى قوة إقليمية وعالمية، صوتها مسموع، ورؤيتها واضحة، وطموحها يعانق عنان السماء. واليوم، مع رؤية 2030، تشهد السعودية تحولًا استثنائيًا يضعها في مصاف الدول المتقدمة، من خلال تنويع الاقتصاد، وتعزيز مكانتها كمركز عالمي للاستثمار والسياحة والثقافة والرياضة والتقنية. مثلما دائمًا وأبدًا نتغنى بعراقة الماضي ها نحن اليوم نمزجها مع إنجازات الحاضر والتي تتمثل في مشاريع وطنية عملاقة مثل نيوم، القدية، والبحر الأحمر، التي تمثل قفزة حضارية نحو المستقبل. كذلك التحول الرقمي الذي جعل المملكة في مقدمة الدول بمجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة. بالإضافة إلى الرياضات الإلكترونية حيث أصبحت السعودية عاصمة عالمية لهذا القطاع، تحتضن البطولات الكبرى، وتصنع أبطالًا ينافسون على مستوى العالم. وبالتأكيد تضاف إليها الرياضة العالمية باستضافة البطولات الكبرى، وفي مقدمتها كأس العالم 2034، لتؤكد أن المملكة اليوم مركز للرياضة بجميع أشكالها، وجسر للتواصل بين الشعوب. وهذا كله نتاج تمكين الطاقات والمواهب، حيث تحتضن المملكة أبناءها وبناتها في كل المجالات، وتفتح لهم الأفق ليكونوا روادًا في الابتكار، الثقافة، الفن، والعلوم. فقد أثبت أبناء وبنات السعودية أن الطاقات حين تُمنح الفرصة تُبدع وتصل إلى العالمية. بفضل برامج التمكين التي وفرتها القيادة الرشيدة، أصبح الشباب السعودي شركاء في صناعة المستقبل، يبدعون في مجالات البحث العلمي، الابتكار، والرياضة والفنون. وقد انعكس ذلك في تحقيق إنجازات مشرفة على الساحة الدولية، مثل الفوز بجوائز عالمية مرموقة في معرض إنتل إيسف الدولي للعلوم والهندسة (ISEF)، وغيرها من المحافل التي رفعت اسم المملكة عاليًا. إن نجاحهم شهادة على أن المملكة اليوم تحتضن مواهبها، وتوفر لهم البيئة الخصبة ليكونوا سفراءها في ميادين الإبداع العالمية. إن المملكة اليوم لا تكتفي بالمنجزات الكبرى، بل تهتم بكل التفاصيل، من جودة الحياة، إلى التعليم، إلى تمكين الفرد، لتصنع مجتمعًا متماسكًا مزدهرًا يليق بتاريخها العريق ومكانتها العالمية. وفي يومها الوطني الخامس والتسعين، نقول بفخر: نحن أبناء وطنٍ عظيم، يكتب التاريخ من جديد بإنجازاته، ويثبت أن لا حدود لطموحاته. وطن يستوعب الطاقات، ويحتضن المواهب، ويمنح كل فرد فيه فرصة ليكون جزءًا من نهضته. المملكة العربية السعودية، في يومها الوطني، ليست مجرد ذكرى تأسيس، بل هي حكاية أمجادٍ متجددة، ومشروع حضاري لا يعرف التوقف، وراية شامخة بالإنجاز والفخر، نحو مستقبل أعظم وأجمل.