اليوم الوطني ليس مجرد تاريخ عابر، بل هو النبض الذي يربط بين أرضنا وهوية أجدادنا، ويعكس فخرنا بما حققه الوطن من إنجازات على مر السنين ويُذكّرنا بتضحيات الأجيال التي مهدت الطريق، حيث يلتقي التاريخ بالحاضر وتتمازج الإنجازات بروح المسؤولية، وفي هذا اليوم تتجدد مشاعر الحب والوفاء، ونعبّر عن فرحتنا من خلال الفعاليات الثقافية والفنية ورفع الأعلام والمسيرات المنظمة والمشاركة في الأنشطة التي تعكس حضارة الوطن ورقيّه. ومع بريق هذا الكرنفال الوطني الجميل، لا نريد أن يشوّه مفهوم اليوم الوطني بالممارسات الخاطئة، كتعطيل حركة السير، والاستعراضات الخطرة بالمركبات، ورفع أصوات الموسيقى بشكل مزعج، أو رمي الأعلام والمخلفات في الطرقات، والتعدي على الممتلكات العامة؛ فمثل هذه السلوكيات غير المنضبطة لا تتوافق مع قيمنا الاجتماعية وتفقد المناسبة رونقها حين تتحول إلى مشاهد من الفوضى والانفلات. وهنا يبرز دور الأسرة والمدرسة والإعلام والجهات المعنية بالتوعية المجتمعية في توجيه الشباب والفتيات، وتنظيم الفعاليات، وتوفير البدائل التي تحتضن حماسهم وتحوّله إلى طاقة إيجابية وبنّاءة، فتعزيز الوعي الوطني مسؤولية مشتركة تتقاسمها هذه الجهات، كما أن اليوم الوطني فرصة لتجسيد روح الانتماء والولاء بطريقة حضارية، عبر المشاركة في الفعاليات الرسمية، والتطوع في المبادرات المجتمعية، والتعبير عن حب الوطن بما يليق بمكانته، فكل نشاط إيجابي، وكل مشاركة مسؤولة، وكل احترام للنظام والقيم، هو صورة حية من صور الاعتزاز بالوطن. إن حب الوطن ليس مجرد رفع علم أو ترديد نشيد، بل هو التزام يومي بالقيم والمبادئ التي جعلت هذا الوطن عظيماً وجديراً بكل وفاء وفخر، وهو أمانة نحملها في أعمالنا وتصرفاتنا، لنظل عند حسن ظن الأجيال التي أسست هذا الكيان الشامخ.