يا وطني، يا من أخاطبك كما يُخاطَب القلبُ نبضَه، ويا من أنتمي إليك انتماء الروح للجسد، وانتماء الطفل لحضن أمّه، ويا من كنتَ وما زلتَ عزّي وفخري وقوتي التي لا تنكسر. دعني أخبرك يا وطني من أنت! أنت البداية وأنت النهاية، أنت الحلم وأنت الحقيقة، أنت الهوية التي نحملها في أعيننا وملامحنا وأرواحنا. قل لي، كيف لا أفتخر وأتفاخر بك أمام الملأ وأنت موطن الرسالة، وأرض التاريخ والأصالة، وميلاد الحضارة، والعلم، ومنبع الكرامة، والشهامة؟ كيف لا أعتز بك وأنت الذي منحتني اسمًا يردده العالم أجمع بكل احترام: سعودي! يا وطني، يا مصدر قوتي، يا من علمتني أن الكبرياء ليس تكبرًا، بل عزة نابعة من إيمان راسخ بقيم رفيعة. لقد مثلتنا في كل بقعة من بقاع العالم، ورفعت رايتنا الخضراء في كل محفل، وحققت المعجزات، وأثبت للعالم أنك لست كأي وطن، بل أنت مهبط الوحي، ومنبع النور. كم أنا سعيدة وفخورة أنني جزء منك، غصن من أشجارك، قطرة من بحارك، ونبضة من قلبك الكبير. أنت الماضي الذي نفاخر به، والحاضر الذي نعيشه بكل طموح وعزيمة، والمستقبل الذي نسعى إليه بكل قوة وإصرار. يا وطني الحبيب، دعني أخبرك بأني أعلم أن الاحتفال بك يقترب، لكنك في قلبي لا تنتظر يومًا أو مناسبة، فأنا أحتفل بك في كل لحظة وثانية، أحتفل بك حين أرى إنجازاتك تعانق السماء، وأحتفل بك حين أرى أبناءك وبناتك يرفعون اسمك عاليًا. يا وطني، يا وطن الحب والعطاء، يا وطن الكرم والشهامة، يا وطن القوة والشجاعة، يا وطن الطموح والرؤية، يا وطن النزاهة والجودة، أقولها لك اليوم وكل يوم: أحبك، أفتخر بك، أعتز بك، وأنتَ عندي أكبر من كل الكلمات وأعظم من كل العبارات. وها أنا أرفع يدي إلى السماء داعية لك: اللهم احفظ وطني، وبارك في قادته، وبنات وأبناء شعبه العظيم، وامنحه دوام العز والاستقرار؛ ليبقى شامخًا كما عهدناه، عزيزًا كما أردناه، خالدًا في قلوبنا ما حيينا.