في يوم الوطن، حيث تتلألأ في سماء التاريخ أنجمُ العزِّ، وتفيض أرض المجد بعطر الولاء، نقفُ وقفةَ تأملٍ في صفحةٍ مضيئةٍ من سفر النهضة السعودية، صفحةٍ خُطّت بحروفٍ من ذهب عن المرأة السعودية، تلك التي كانت ولا تزال ركيزةً من ركائز البناء، ولبنةً أصيلة في صرح التنمية. لقد جاء عهدُ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان أيّدهما الله ليشكِّل منعطفًا تاريخيًّا في مسيرة تمكين المرأة؛ حيث انتقلت من مرحلة المشاركة المحدودة إلى فضاءات الإبداع الرحبة، وأضحت شريكةً فاعلةً في صياغة الحاضر واستشراف المستقبل. فقد فُتحت أمامها أبواب القيادة كما فُتحت ميادين الإبداع؛ فكانت طبيبةً بارعة، ومعلّمةً مُلهمة، وسفيرةً تحمل رسالة الوطن إلى العالم، وعالِمةً ترفع راية البحث والمعرفة. وما ذاك إلّا ثمرةُ إيمان القيادة الرشيدة بدورها المحوري في نهضة المجتمع، ويقينها بأن المرأة نصف المجتمع، وتربيةُ النصف الآخر بيدها. إنّ ما تحقق للمرأة السعودية اليوم ليس منحةً عابرة، بل هو إعادة اعتبارٍ لدورها الأصيل، وتفعيلٌ لقدراتها الكامنة، وتقديرٌ لقيمتها الراسخة. فهي الأم المربّية، والابنة الطموح، والزوجة الشريكة، والقيادية الملهمة. وفي يوم الوطن تتجلّى الحقيقة واضحة: أن المرأة السعودية لم تعد على هامش الإنجاز، بل في صُلبه، تبني مع الرجل يدًا بيدٍ صروح المجد، وترفع مع أبناء الوطن لواء العزّ والفخر، لتغدو المملكة في ظل رؤية 2030 أنموذجًا حضاريًا تتطلع إليه الأبصار، وتحتذي به الأمم. فالتحية للمرأة في يوم الوطن، والتحية للوطن الذي أعزَّها، والتحية للقيادة التي مكنتها، والتحية للمستقبل الذي تصنعه بيدها وعزمها.